أرشيف آخر الأخبار 60
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
- قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترفيع ألكسندر يفيموف، السفير فوق العادة والمفوض لدى دمشق، ليصبح ممثلا رئاسيا، وهي وظيفة تشابه في مضمونها منصب المندوب السامي الذي كانت تستخدمه الدول الأوروبية خلال فترة احتلالها لدول عربية . القرار يعني تحويل بشار الأسد الى مدير المخفر السوري وتحويل يفيموف الى حاكم سوريا مما يعني إعلان الكرملين صراحة أن سوريا صارت تحت السيطرة الروسية . الاعراب يبيعون أوطانهم او يرهنونها لأجل كرسي فوق مزبلة . من جانب أخر إيجابي , ترفيع بشار الأسد الى قائد مخفر يعني إنه سيبقى متمتعا ببعض الامتيازات المالية و الإدارية و هذا افضل من ان يكون عاطلا عن العمل .على مر التاريخ، كلما استنجد حاكم بدولة عظمى لتنقذ حكمه، يفقد استقلاله ويصير خادما ,هذا هو الف باء اول درس في التاريخ. الدول العظمى لا تحترم الحاكم الذي يستنجد بها ضد شعبه ولا تعطي بدون مقابل.
- على خطى أوبرا وينفري العرب، أو كريستيانو العرب، مارلين مونرو العرب , بات المواطن الأسود ، جورج فلويد يُعرف في الوطن العربي بـ بوعزيزي أمريكا . المفارقة ان الشاب الذي اتصل بالشرطة بشأن استخدام فلويد عملة مزورة هو محمود أبو ميالة، صاحب متجر Cup Foods الذي يملكه أبو ميالة. من جهته صرح بنيامين نتنياهو ان كل ما تشهده أمريكا من اضطرابات بعد مقتل الأميركي من أصل إفريقي خنقا بركبة أحد أفراد الشرطة بدأ من هذا المتجر اللعين الذي أسسه صاحبه سمير أبو ميالة من مدينة الرملة بفلسطين. وفي غضون اشتعال أمريكا طولاً وعرضاً مارس ترامب ما يستهوي ممارسته كزعيم شعبوي حريص على حشد أنصاره من العنصريين والمؤمنين بالتفوق العرقي الأبيض. وكانت سابقة حقاً إنذاره المتظاهرين بأنهم إذا اقتربوا من البيت الأبيض فسوف ترحب بهم الكلاب الشرسة . كما لم يفوّت الفرصة لتصفية حسابات قديمة مع منظمة أنتيفا المعادية للفاشية والتلويح بتصنيفها في عداد المنظمات الإرهابية .
- في مفارقة علمانية وعقوبة ربانية لفرنسا التي اضطهدت المسلمين وفرضت الأقنعة لمواجهة فيروس كورونا ومنعت البرقع , ان سلط الله عليهم ان يتنقبوا من رئيسهم الى اخر فرد في المجتمع حيث تاب وتحجب المجتمع الفرنسي ولبس النقاب. ومن سخرية القدر ان فرنسا تستمر في حظرها لارتداء البرقع رغم إلزامها المواطنين على ارتداء الأقنعة للوقاية من فيروس كورونا. قد تكون تلك المفارقة هي التي دفعت إيمانويل ماكرون إلى الظهور بقناع مزين بألوان علم البلاد التي يقول الفرنسيون إنها تمثل قيم الحرية والمساواة. في فرنسا اليوم , إذا كنت مسلما وقمت بإخفاء وجهك لأسباب دينية، فأنت عرضة لغرامة ودورة تثقيفية في المساواة حيث سيتم تعليمك ما يعنيه أن تكون مواطنا صالحا أما إذا كنت مواطنا غير مسلم ، فسيتم تشجيعك وإجبارك على اتباع إجراءات التباعد والإمتناع عن الشرمطة لحماية المجتمع الوطني. هذه القراءة غير المتكافئة لنفس السلوك تعسفية في أفضل الأحوال وتمييزية في أسوأ الأحوال.
- أضرم محتجون في مدينة مينيابوليس الأميركية، النار في مبنى للشرطة احتجاجا على وفاة الشاب الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد خلال اعتقاله بأيدي رجال شرطة من ذوات الرقبة الحمراء. فيروس كورونا مثله مثل كل الأوبئة الأخرى يأتي وينتهي ولو بعد حين لكن فيروس الغباء والعنصرية لاينتهي, لقد صاحَبنا هذا الفيروس منذ بداية تشكيل الحضارات الإنسانية واستمر إلى اليوم، لا يحصد الضمائر والأخلاق فحسب، بل الأرواح أيضاً .إذا كان البشر لا يزالون في القرن الـ21 يموتون بسبب لونهم، وإذا كان هناك رئيس دولة لا يزال يبني الجدران العازلة ويشير إلى سيادة لون على لون، وإذا اتُّهم الآسيويون فقط بسبب أشكالهم على أنهم حملة فيروس كورونا ، وإذا اضطهدت إنسانة بسبب غطاء رأسها ، وإذا ما زال الصغار يسلحون ، وإذا ما زال البعض يموت جوعاً وآخرون يموتون تخمة حينئذ نعلم أن كورونا هو أقل مخاطرنا ويفترض أن يكون آخر همومنا.