أرقام عربية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأرقام العربية ليست عربية و إنما هندية رغم محاولة العرب نسب الأرقام لنفسهم بأن جعلوها عربية ، إلا أن البحث والنبش أثبت أن العرب لم يبذلوا أي جهد يذكر في وضع منظومة الأعداد ، فكل ما في الأمر أن المسلمين العجم ويخاصة الفرس منهم قد نقلوا الأعداد الهندية إلى بلاد الإسلام زمن الخلافة العباسية ، ففي عهد المنصور العباسي وفد عالم فلكي هندي إلى بغداد ومعه كتاب في الفلك والرياضيات والأعداد التسعة للمبدع الهندي (براهما جوبتا) في حدود سنة 628 ميلادي ، وأمر المنصور ترجمة الكتاب للعربية ، و عُهد الأمر للفلكي محمد بن ابراهيم الفزازي الذي الف على منواله كتاب (السند هند) ، وحدثت وثبة زمن المأمون العباسي علي يد العملاق (الخوارزمي الفارسي) الذي ألف كتابا عن الأرقام الهندية عرف في الغرب باسم ( Algoritmi de numero Indorum) ، وما يؤكد النظرة هو قول أحمد سليم سعيدان أستاذ تاريخ العلوم في الجامعة الأردنية وعميد كلية العلوم فيها سابقا وعضو مجمع اللغة العربية الأردني ، وهو من طليعة المشتغلين بتاريخ علوم الرياضيات عند العرب قائلا :

لا شك في أن أرقامنا سواء منها المستعملة في المشرق باسم الأرقام الهندية ، أو المستعملة في بلاد المغرب باسم الأرقام العربية هي هندية الأصل

فالمسلمون والعرب كانوا يستعملون قبل انتشار الأرقام الهندية وما آلها من تطوير نظام حساب الجُمل . فقد وجدت وثيقة عن ذلك في مكتبة الموهوب أولحبيب ببني ورثيلان ، مفادها أن المسلمين وإلى وقت مـتأخر كانوا يستعملون حساب الجمل في تدوينهم ، فجملة شفعج في هذه المنسوخة التراثية قيمتها العددية هي 1873 ، وقد سبق لابن خلدون الذي عاش في القرن مخضرما بين القرنين الرابع والخامس عشر أن أشار في مقدمته إلى هذا النوع من الحساب وأفرد مثالين منه :

  • ( رف) = 280
  • ( رك ) = 220
  • ( سمج ) قيمتها (343)
  • العدد ( 45 ) يقابله بحساب الجمل حرفا الهاء + الميم (هم ) وهكذا

فعندما نريد التأريخ للسنة 2015 نقول عبارة :( ششيه ) ، فالشين مضاعفة تعني ألفين ، والياء عشرة ، والهاء بمرتبة الآحاد قيمتها خمسة .

خرج العرب من صحرائهم بلا رصيد حضاري قوي يؤثرون به سوى كتاب الله وسيفٌ مسلول لنشره خارج شبه جزيرة العرب ، فكانت دولتهم الناشئة في حاجة إلى أنظمة تساير عصرهم ، فاقتبسوا من أمم الجوار الذين كانوا أكثر تفوقا ، فتأثروا بنُظم الهند والفرس واليونان والرومان ، فكانت دار الحكمة في بغداد زمن الرشيد والمأمون منشغلة بالإقتباس من تجارب الأمم وعلمها ، ومن جملة التأثيرات التي وصلت للمسلمين الأرقام العددية.

بعض الأمم تبدع ، وأخرى تنسبُ الإبداع والإنتاج لنفسها ، فالحضارة الإسلامية بتنوع إثنياتها هي حضارة إسلامية والعرب رافد يسيرٌ فيها ، غير أن هوس الاسطوانة المشروخة , العروبة , جعل من جهد الأعاجم عربيا ، فجل علماء الإسلام من أرومة غير عربية ، حتى الخوارزمي صاحب الوثبة في علم الرياضيات و الأرقام واللوغاريتمات هو فارسي الأصل والفصل والتفكير . كثير من إبداعات واختراعات المسلمين العجم نسبت للعرب زورا ويهتانا ، من جملتها الأرقام التي قيل عنها عربية ؟؟.