الأميرة دايانا

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

دايانا أميرة ويلز (1961 - 1997) كانت شهرزاد في قصص ألف ليلة وليلة ، فعلاقة الأميرة ، دايانا بالفتى العربي ، عماد الفايد ، وبالباكستاني خان ، تصلح أن تكون نموذجا للعلاقة بين الشرق والغرب . كانت ظاهرة اعلامية جديدة ، و كانت تلك الظاهرة الإعلامية ، هي بواكير عصر العولمة في ثمانينيات ، وتسعينيات القرن الماضي . قُدِّرَ عددُ مشاهدي حفل زفاف الأميرة، دايانا سبنسر على الأمير تشارلز ، أمير ويلز يوم 29 يوليو 1981 بأكثر من سبعمائة مليون مشاهد تلفزيوني .

انفصلت دايانا عن زوجها بعد خمسة عشر عاما، واتخذت لها خليلين من الشرق، أحدهما باكستاني، وهو جراح القلب ، حسنت خان ، والثاني مصري ، هو عماد الفايد ، ابن الثري المصري . الأميرة دايانا هي في الواقع أوروبا التي سئمت آلية البشر ، وأصبحت تبحث عن العواطف ، خارج قصر بكنغهام ، حتى بالخيانة الزوجية الصريحة ، في قصرٍ يُدار بآلية كاملة، مجردة من العواطف والأحاسيس منذ قرون .

الأميرة، دايانا كانت كالفيلسوف فردريك نيتشة، الذي اقتنع بأن السوبرمانية ، لا توجد إلا في الشرق ، حيث مذهب زرادشت. دايانا أيضا، حتى وإن لم تكن تعرف ، فهي من أنصار الفيلسوف الألماني ، يوهان غوته، الذي كان يرفع شعارا يقول: من لم يُولِّ وجهَه للشرق ، فإنه لا يستحق الحياة . فالجمال الذي حظيتْ به دايانا، هو في الواقع رمزٌ، فدايانا، هي أوروبا، أوروبا جميلة الغلاف الجسدي الخارجي ، ولكنه في الواقع مصابٌ بالشحِّ العاطفي ، بسبب الواقع العملي الآليّ المرير ، وهو خالٍ من الرغبة والإحساس ، والعاطفة الجيَّاشة ، فشرعت الأميرة، دايانا ، تبحث عن لذة أخرى في علاقتها بالشرق ، تعوِّضها عن برودة أوروبا العاطفية، في محاولة منها أن تستعيد عواطفها المفقودة، فرسالة دايانا هي ذاتُها، رسالةُ الفيلسوف غوته. كما أن عماد الفايد، والباكستاني، خان، هما شهريار ألف ليلة وليلة، فهما قد اختصرا الشرق في عواطفهما وصورهما.

حادثة موت الأميرة، دايانا تحت الجسر ، أو مؤمرة قتلها، يوم 31 أغسطس 1997، مع عشيقها الشرقي تماثِلُ صدام الحضارات ، بين حضارتين مختلفتين ، بين حضارة الغرب ، وهي جسدٌ يفتقر إلى لذة ، وبين حضارة الشرق ، وهي لذةٌ تبحث عن الجمال ، والثراء ، والمتعة ، فالنهاية المأساوية بينهما صورة الصدام المُتوقَّع، الذي يترواح بين كونه حادثة مرور ، وبين كونه مؤامرة لقتل هذا الحب ، بين الشرق والغرب ، وحتى اليوم سيظل حادث موتها لُغزا من الألغاز . وما العشيقان، عماد الفايد، وحسنتْ خان، بالنسبة لأوروبا ، سوى لذةٍ ، يجب أن تُمتص حتى نهايتها، ثم تموت ، بلا تحقيقٍ موثوق ، وبلا مراسم عزاء . وهكذا كان ، فقد مات الفايد بلا زهور، أو مراسم عزاء ، وشيَّعتْ أوروبا فقط أميرة ويلز، وأغفلتْ أمير الأحلام الشرقي، لأنه لا يستحقُّ العزاء .