الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج قصة تم تلفيقها في الحديث والسيرة والتفسير إستنادا على سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا من حوله لنريه من آياتنا، انه هو السميع البصير"(الاسراء 1) وعلى هذه الآية تم تلفيق هذه القصة في الحديث والسيرة والتفسير :
” | بينما كان الرسول محمد في المسجد الحرام بين النائم واليقظان أتاه جبريل بالبراق فقال أيها النائم ، قم , فانحنت الدابة، ولها أجنحة كأجنحة النسر فاعتلاها وانطلقت به انطلاق السهم، فسار به حتى أتى بيت المقدس فربط الدابة بالحلقة ثم أوتى بالمعراج فارتكز الى صخرة يعقوب، وعليه صعد سراعا الى السماوات يقوده جبريل، وله ستمائة جناح. فاجتاز السماء الاولى، وهي من فضة خالصة، علقت اليها النجوم بسلاسل من ذهب؛ فرأى فيها رجالا لهم مشافر كمشافر الابل، في أيدهم قطع من أدبارهم . ورأى في غيرها عزرائيل، ملاك الموت، بلغ من ضخامته أن كان ما بين عينيه مسيرة سبعين الف يوم! وكان يسجل في كتاب ضخم أسماء من يولدون ومن يموتون. وفي السماء السابعة رأى ملاكا أكبر من الأرض كلها، له سبعون الف رأس، في كل رأس سبعون الف فم، في كل فم سبعوت ألف لسان، كل لسان ينطق بسبعين الف لغة، من كل لغة بسبعين الف لهجة، فسار النبي ما بين خلق وخلق ما مسيرته بتلك السرعة خمسمائة عام، حتى وصل الى ما بينه وبين العرش قاب قوسين او ادنى عند سدرة المنتهى، فاذا اوراقها كاذان الفيلة . وفرض الله على أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة. ورجع بها محمد حتى لقي موسى، فحذره موسى وقال:ارجع الى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فأخذ محمد يطوف بين الله وموسى، حتى خفف الله الفريضة الى خمس مرات في اليوم. أخيراً نزل محمد على المعراج الى الارض، وامتطى البراق الى مكة. | “ |
ظاهرها يدل عليها , إنها من الاسرائيليات التي تزخر بها كتب اليهود المحولة .نعرف من التاريخ انه لم يكن في زمن محمد لا هيكل ولا حلقة، بل أطلال على أطلال. والحديث يضع عيسى في السماء الثانية مع يحيى ابن خالته، ويوسف في الثالثة، وادريس في الرابعة، وهارون في الخامسة، وموسى في السادسة وابراهيم في السابعة. مع أن القرآن جمع ابراهيم وموسى وعيسى معا ، وميز عيسى عن سائر الرسل بأنه كلمته القاها الى مريم وروح منه فهل يكون كلمة الله وروح الله أدنى من سائر الرسل، في السماء الثانية؟ وما هو هذا المعراج الحسي كالسلم يصل بين الارض والسماء السابعة؟ وهل يعقل ان يفرض الله على أمة محمد خمسين صلاة في اليوم؟ واذا فرض الله فريضة فهل يراجعه العبد فيها؟ لقد استذوق القوم دسّ الاسرائيليات وأخذوا يتغنون بها .
الخلاف قائم على اساس الحادث وفهمه، فهو مشبوه ، ولا تقوم معجزة على مشبوه. والقرآن لا يذكر المعراج، ولا يجعل الاسراء الليلي معجزة له.الدلائل القرانية تنقض المعجزة في الحادث، وتنفي الحادث نفسه بمعناه الحسي. النص يقول حرفيا:سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. فالتعبير أسرى ليلا يدل على انه رؤيا منامية، لا حادث تاريخي. والتعبير الاخر الى المسجد الاقصى ينقضه التاريخ العام، فجميع التواريخ تشهد بأنه لم يكن في بيت المقدس، على ايام محمد، مسجد أقصى غير كنائس النصارى. وما يسمى المسجد الاقصى بدأ بناءه على ايام عبد الملك بن مروان. فان هيكل سليمان، الى الغرب من الصخرة الشهيرة، كان قد هدمه الرومان في القرن الاول الميلادي، في حرب السبعين، ولم تقم له قائمة ، حتى بناه بنو امية. فإلى أي مسجد أسري بمحمد؟
هناك واقع قراني لا يفطنون له: ان اية الاسراء نفسها لا تمت بصلة الى السورة ، فهي لا تمت الى ما بعدها بصلة حيث الاية التالية تبدا قصة موسى. ورواية الاية ذاته يختلف عن رواية السورة كلها. واختلافهم في زمن حدوث "الاسراء" دليل على ان آيته ملصقة بالسورة. يؤيد ذلك ان آية الاسراء لا تمت ايضا الى ما قبلها بصلة، لا في النسق الحالي (بعد سورة النحل) ولا في ترتيب النزول (بعد سورة القصص) فاية الاسراء معلقة بالسورة تعليقا. يحكى ان الحجاج بن يوسف الثقفي , عميل بني امية , والذي تم آخر اصدار للقران على يده قد يكون هو الذي دس الاسراء على السورة ، عند اصدار القران واتلاف النسخ العثمانية ، ليصرف اهل الشام من مكة الى بيت المقدس حيث كانت القتنة تفتنهم عن بني امية . وقد كانت السورة تسمى "بني اسرائيل" كما في الاية التي تستفتح قصص موسى، على ما نقل البخاري عن ابن مسعود
” | ان بني اسرائيل والكهف ومريم وطه والانبياء هن من العتاق الاول: وهن من تلادي. | “ |
فصارت تسمى اسرى او الاسراء , فمن الثابت، انه ليس في اية الاسراء معجزة ولا حادث تاريخي. انما الاسراء بنص الاية نفسها رؤيا منامية لم يحققها الواقع والتاريخ. ولا يقوم اعجاز التنزيل ولا معجزته على رؤيا منامية. وجل ما في القصة انها تعبير مجازي لاتجاه محمد في دعوته الى بيت المقدس ،مهبط الوحي ، ومتعبد الانبياء .