الثورة المصرية 25 يناير 2011

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مارس
السبت الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة



1

الدب الروسي يستعيد عافيته , غازبروم يقوم بتدفئة ليالي الشتاء الباردة في أوروبا
2

أمريكا تدلك قضيب قطر لينافس الغاز القطري الغاز الروسي في السوق الأوروبية , بغل قطر تصور انه اصبح لاعبا رئيسيا
3

4

شعوب الشرق الاوسط تحكمها دكتاتوريات شبه عسكرية , احتقان و غليان لدى شباب شعوب الشرق الاوسط
5

6

الشعب لايريد تغير نفسه و مؤسساته بل يريد تغيير رأس النظام , الثورات تصنعها عفوية الشباب ويركبها المنتفعون
7

8

مصر أم الدنيا , و مفيش حد أحسن من حد , بتغيير حسني مبارك فقط حنقدر نخلق منظومة متكاملة اجتماعية واقتصادية وسياسية نابعة من قيم العدالة والمساواة والحرية
9

10

الثورات تصنعها عفوية الشباب ويركبها موجتها المنتفعون وتواكبها فضائيات شيوخ الخليج , استيقظت أحزاب المعارضة و الإخوان من نومهم وركبوا الموجة
11

12

نوارة بنت العظيم أحمد فؤاد نجم تصرخ عبر الهاتف من ميدان التحرير شكرا قطر ..شكرا محطة الجزيرة كلولولوللولو يش , الإستثناء الوحيد ربما للمثل اللي خلف مماتش
13

14

قال المؤرخ الرروماني "تاسيتوس" إن أفضل يوم بعد وفاة الإمبراطور السيئ هو دائما اليوم الأول ,اليوم الثاني ...غياب القيادة , غياب المؤسسات ...غياب رؤية للتحول
15

16

الصهيوني برنارد ليفي في غرفة العمليات في طرابلس جنبا الى جنب مع قائد الثورة عبد الفتاح يونس الذي كان قبل شهر من ثورته يعتقل الناس باعتباره وزير داخلية معمر القذافي
17

18

ثورة عرابها شيخ قطر ولسانها الاعلامي محطة العربية وذراعها العسكري طائرات الناتو ومفتيها صاحب فتاوى المص واللحس يوسف القرضاوي
19

20

مفتي الناتو يوسف القرضاوي جهز شنطته للسفر الى دمشق حتى يلقي خطبته من المسجد الاموي والشيخة موزة قررت ان تأكل بوظة في بكداش سوق الحميدية .
21

22

ثورات شارك في تلقيحها اكثر من اب والرحم التي حضنتها تشكلت من اسرائيل وفرنسا وجماعة الاخوان وتنظيم القاعدة وباركها اخونا اوباما بتمويل نفطي من شيخ قطر
23

24

أنفقت السعودية مليارات من الدولارات للإطاحة بفحامة الأخ المشير الشاويش الزيدي بدلا من الاستثمار وتشغيل اليمنيين وتأهيل العمالة اليمنية لبناء اليمن
25

26

27

مصر أم الدنيا , بتغيير الاخوان فقط حنقدر نخلق منظومة متكاملة اجتماعية واقتصادية وسياسية نابعة من قيم العدالة والمساواة والحرية
28

29

وداعا للزبالة . الكل حتاكل اللحمة يوميا بأرش ساغ ..المواطن المصري حيرجع سيد العرب والامة العربية حتنتظر خطابات السيسي
30

31

لا يغير الربيع العربي ما بقوم حتى يغيروا ما بنفوخهم وإن طفشتم دكتاتورا فأنكم ستصنعون دكتاتورا جديدا يركبكم ليوم القيامة

الثورة المصرية 25 يناير 2011 أول ثورة حقيقية للشعب المصري منذ ربما آلاف السنين فمصر دائما كانت مطية لمن يركبها من الغزاة الفاتحين حتي فتحها جيشها لنفسه و جردها من كل شئ لصالح شلة ضباطه الأحرار الذين خربوا مصر و أوصلوها إلي هذه الحالة المزرية فلقد جردوا الشعب من كل شئ حتي أصبح ليس له ما يخاف عليه لئلا يفقده . 25 يناير 2011 قام شعب مصر في أول ثورة شعبية من نوعها ليس ضد الإحتلال و ليس للتأييد و بالروح بالدم نفديك يا فلان و ليس من أجل كاميليا و لا وفاء بل من أجل مصر من أجل الجياع و العرايا و العشوائيات ثورة ضد الكوسة و الفساد و الفقر و القهر و قوانين الطوارئ ليست ثورة مسلمين و لا ثورة مسيحيين إنها ثورة مصريين إنها ثورة ضد حكومة مصر التي فرضها جيش مصر علي شعب مصر .

ثورة مصر 25 يناير 2011 انتفاضة عفوية بدأت يوم 25 يناير بدعوة من شباب الفيس بوك المصري ونتيجة طبيعية لتراكمات مقيتة من الظلم والبطالة و الفقر والفساد والتزوير والقهر الاجتماعي من نظام حاكم مستبد يقوده حسني مبارك منذ 30 عاما إلا انه مع قدوم ضحى يوم 26 يناير استيقظت أحزاب المعارضة و الإخوان المسلمين من نومها متأخرة ثم نظرت إلى الشارع من خلال شرفات مقراتها وبانتهازيتها المعهودة هبطت بالباراشوت وركبت الموجة مع البرادعي رجل أمريكا البديل فيما يبدو وبطل مسرحية لا تزال في الذاكرة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق .

قمة الدراما كانت في يوم 28 يناير (يوم الغضب) وبعد صلاة الجمعة حيث تسارعت الأحداث وامتدت المظاهرات إلى كل معظم مدن مصر المحروسة بسبب قصور فهم النظام الحاكم لطبيعة ما يدور على الأرض وكان يوما داميا انهزمت فيه شرطة مصر أمام الجموع الغاضبة ليدخل الجيش على الخط كما توقعنا وحسب السوابق التاريخية القريبة عام 77 وعام 86 وأعلن منع التجول.

هنا المفارقة وهنا العجب جيش مصر الطيب السمعة بدباباته الصفراء لم يمتثل لأوامره احد وبقي المتظاهرون في الشوارع يحرقون صور الحاكم العسكري بل ويكتبون على مدرعاته ( يسقط مبارك ) وبدأت عمليات النهب والسلب المنظم للمال العام والخاص حرق مقرات الشرطة والحزب الحاكم أمام أعين قادة وحدات الجيش الذين كانوا يوزعون الابتسامات ويلتقطون الصور التذكارية مع بعض المتظاهرين . ماذا يحدث ..؟ هل هو انقلاب ...؟ ...اين الحزب الوطني .. وأين أغلبية الـ 88% في انتخابات طازة ؟!! بل اين يختفي رئيس مصر ؟!! بعد منتصف الليل اطل علينا بأناقته وشعره المصبوغ والقي كلمة معدة بعناية وبصوت متحشرج يعبر عن الخوف من مصير يراد له لا يقل عن مصير زين العابدين بن علي.. ويقيل حكومة نظيف غير النظيفة .

لم يتغير شيء مع صباح يوم 29 بل زادت الأمور تعقيدا ونزف دم السويس أكثر وأخذت التظاهرات اتجاها بالانتقام من فلول الأمن المركزي والمباحث هناك إلى درجة ذبح قنديل احد المخبرين كدجاجة !! بينما قتل 5 من رجال شرطة شمال سيناء بصمت على يد بدو ملثمين صور حسني مبارك تضرب بالجزمة !! تذكرة بما جرى لصور صدام حسين.يوسف القرضاوي يندفع بحماس ويتوعد مبارك بالرحيل وإلا..؟!!

البرادعي و القرضاوي و أيمن نور وحزب الوفد وحزب التجمع بدأوا يشعرون بالتوتر والقلق !! لان بطاطا النصر لم تنضج بالسرعة المطلوبة، و لان كلا منهم كان يمني النفس بخراب مصر والجلوس على تلها . في ساعات المساء تبدو مصر على الفضائيات العربية المزايدة والمحايدة كأرملة فقدت كرامتها وهناك من يريدون الزواج منها قبل انتهاء العدة كل على طريقته وهواه فمنهم من يريدها أمريكية و منهم من يريدها ملكية ومنهم من يريدها ظلامية ومنهم من يريدها يسارية ومنهم من يريدها مهلبية.

تجلى المعدن الوطني العظيم في جموع الشباب الذي انتفضت ضد القهر والتي شكلت في نفس الوقت دروعا بشرية لحماية أم الدنيا مصر من اللصوص والفارين من وجه العدالة بكيت على مصر , بكيت على خالد سعيد وأكثر من مائة شهيد من الشباب الغاضبين وأخشى أن يكونوا وغيرهم مطية لمن يقومون بسرقة المشهد في أخر لحظة .

كلمات شاب من ساحة التحرير[عدل | عدل المصدر]

أنا شاركت في ثورة يناير وفي إفشالها , أنا شاركت ، واشتغلت مع الجميع ، أعرفهم جميعا ، قلبا قلبا، فيهم المخلص ، وفيهم الانتهازي ، فيهم الحقيقي وفيهم المدعي ، فيهم البر وفيهم الفاجر ، بشر، لا نقاء ثوري ولا يحزنون ، لكنه الحلم الذي كان يصل إلى حد الجنون في 2004، ثم أصبح حقيقة بعدها بسنوات قليلة، 7 سنوات، ما أقصرهم في عمر الأمم والشعوب ! . نعم نحن فعلنا، قلنا وقت أن سكت الناس ، هتفنا وقت أن انخرسوا ، تمادينا وقت أن كانوا جميعا والحائط سواء، وتحملنا كلاما فارغا كثيرا يصفنا بالمثالية والطوباوية ومفارقة الواقع، وتنظيرات بلهاء تؤصل سياسيا وسوسيولوجيا لهذا كله بما يعني استحالة الثورة، بل وتأتي بحجج تاريخية صماء لتثبت يقينا أن أهلنا لن ينضموا إلينا كما كنا نناديهم، وأننا سنظل في الشوارع نصرخ وحدنا دون صدى، ذهب الواقعيون بهرائهم، وامتلأت الميادين بأحلامنا، كسبنا، وخسرنا، وها نحن نقف أمام هزيمتنا لنفخر بما مضى .

أنا شاركت في ثورة يناير، وأنا شاركت في افشالها .. شاركت في إفشالها حين تصورت أن الفعل الثوري يجب أن يستمر ثوريا خالصا، وأنه لا مكان للسياسة أو الموائمات أو التحالفات، أو التفاهمات، كأن الدنيا قد خلقت في يوم وليلة . شاركت، منذ البداية، في اغتيال مفهوم السياسة لصالح الغوغائية والمزايدات الرخيصة على صاحب كل رأي عاقل ، نفي السياسة، ورجمها،كان أول جرائمي التي أعاني منها الآن، بعد أن التقفها العساكر، أو لعلهم دفعوا إليها منذ البداية ليحولوها إلى قانون الحياة السياسية الوحيد... لا سياسة .

أنا شاركت في إفشال ثورة يناير، حين سمحت لخصومها بعزل فصائلها عن بعضهم البعض، والتعامل مع تجربتهم في الاشتغال معا، بوصفها وهما، وإحياء مرارات التاريخ والأيدولوجية والاستثمار فيهما لتسميم الواقع، وابتذاله، بحيث يبدو كل شيء بلا معنى، لم يكن مجديا أن أفرح بغباء الإخوان، وتفضيلهم للمسار الإصلاحي التدرجي في معالجة علاقة عساكر مبارك بالدولة، وأن أنتهز الفرصة للحط منهم، وعليهم، متناسيا، عن عمد، أنهم الفصيل الأكثر قوة وتنظيما أمام العساكر، وأن استيعابهم، والتعامل مع غرورهم وسوء تقديرهم للموقف، يجب أن يكون مهمتي أنا، وليس العساكر، ليتخلصوا منهم، ويفرغوا لنا وقد تجردنا من أخطر أسلحتنا، كان علي، أن أرعى مصالح ثورة صنعتها على عيني، وأن أتصرف بشكل مسئول، وأن تسعني مائدة تفاوض مع شركاء، بدلا من أن تحتويني موائد اللئام، ونوافذهم، لتحريك خطاب ظاهره النقد وباطنه الكراهية ضد الإخوان، فيخسرونني، وأخسرهم، ويكسب العساكر وحدهم .

أنا شاركت في إفشال يناير، حين شاركت في ترميز مراهقين لمجرد أن إعلام أجهزة الدولة اختارهم، قاصدا، وبعناية، ليكونوا رموزا لثورة عرفوها بعد أن صارت قاب تغريدتين أو أدنى، شاركت حين استسلمت لمشاعر تعفف واستعلاء على الظهور والتصدر، ولم ألتفت إلى خطورة أن يتحول الساذج، وإن كان مخلصا، إلى رمز، وأن يتحول الدرويش إلى عضو برلمان ، وأن يتحول الدعي إلى وزير، في مؤسسات كان لها أن تحمل، في هذا التوقيت، هم ثورة ومسئولياتها.

أنا شاركت في الإفشال حين أثنيت كل من أعرف من المخلصين على الترشح لكرسي، أو قبوله، أو مجرد التطلع إلى مسئولية، فنحن ثوار أطهار، لن تدنسنا السياسة , يا نهار أزرق ، إلى هذه الدرجة من الغباء كنت، وإلى هذه الدرجة من الفشل وصلت، ذهبت الثورة من بين أيدينا لأننا لم نمدد لها يدا، واكتفينا بالمزايدة على من مدوا أياديهم، والهتاف ضد الجميع، حتى الهتاف لم يعد مكفولا، نحن شاركنا في الوصول إلى هذا المنحدر، بالأحرى أنا شاركت .

أنا شاركت في إفشال ثورة يناير، حين شاركت في الخناقة، التي وصلت حد التناحر وتكسير العظام والاتهامات بالخيانة ، والتمويل الأجنبي ، بين فريقي أبو الفتوح وحمدين ، وكان الأولى أن تنصرف كل هذه الجهود إلى تجاوزهما معا طالما لم يتفقا ، والاستقرار على من يمثلنا، في معركة لم نكن قد حسمناها بعد، كان الأولى بنا أن نتصرف بمسؤولية أكبر، لكننا لم نفعل، أنا لم أفعل أنا شاركت في إفشال ثورة يناير حين شاركت في حملة التصيد والتربص وترويج ما كنت أظنه حقائق من أكاذيب وضيعة، حول محمد مرسي وجماعته الذين سيضيعون البلد، ويخربون اقتصادها، ويتنازلون عن حدودها، للسودان وغزة، وعن مائها لإثيوبيا، وعن آثارها لقطر ,كأنهم كانوا يحكمونها لكي يبيعوها .

أنا شاركت في إفشال الثورة، حين لم أفرق بين الخصم السياسي ، وبين العدو، التاريخي، بين من يريد أن يفرض ثقافته وأيديولوجيته، وفق قواعد اللعبة التي تسعنا معا، وبين من يريد أن يفرض سطوته ومصالحه بقوة السلاح، ساويت بينهما، بل وتجاوزت المساواة المجحفة لأضع الخصم في موقع العدو، وأضع العدو في منزلة الحليف من أجل المصالح المشتركة في القضاء على الإسلاميين . أنا شاركت في إفشال يناير، حين شاركت، دون وعي بالمآلات في 30/ 6، حين سكت عن 3/ 7، حين ركنت في بيتي أشاهد التفويض، والفض، وأكتفي بالشجب والإدانة، دون أن أتجاوز كل خلاف، مهما بدا حجمه، وأنضم إلى هؤلاء الذين يذبحون بدم بارد في الشوارع، بل وظللت أبحث في دفاتري عن حجج تبرر عدم المشاركة، وتجعل من دمائهم ثمنا لأخطائهم عليهم أن يتحملوه..وأنا مالي! .

أنا شاركت في إفشال يناير حين تصورت أن المسؤولية تقف عند حدود من يحكم، أو من يتصور أنه يحكم، ولم أفهم، حينها، أن كل من شارك عليه أن يحكم من موقعه، وأن يتحلى بالصبر، والتخطيط، والذكاء في إدارة شأن الثورة السياسي، كي نكسب، أو نقلل الخسائر، ونخوضها مرحلة مرحلة، كما خاضها من سبقنا، أنا شاركت في الإفشال حين أردت كل شيء، الآن وهنا!! . اندفعنا، بغير حساب، فدفعنا بغير حساب وأنا في كل ما سبق، بكل أسف، شاركت .

لا أتصور أن يناير الآن تستوعب فخرا زائفا بها، يناير مهزومة، هذه ليست الكلمة الأخيرة، ولا هي نهاية التاريخ، كما يروج أصدقاؤنا [[العدم]يون، من فرط إحباطاتهم وإخلاصهم , لكننا حرفيا هُزمنا ، ولا يسعنا الآن أن نفخر، ولو على سبيل المقاومة ، المقاومة أن نفكر، المقاومة أن نسيس هذه الثورة العبيطة ، المقاومة أن نفهم طبيعة خصمنا، وحجم سيطرته الحقيقي على الأرض ، وهشاشته التي لا تنفي قوة تحالفاته، وسذاجته التي لا تتعارض مع ذكاء من يخططون له، وقدرته على البقاء والتمدد التي لا تنفي أبدا قدرتنا على إيقافه، فقط لو فهمناه، وقدرناه حق قدره، ولم نندفع ثانية في خطابات التفكير بالتمنى من أنه ضعيف، وغبي، ومتوتر، ومتشنج، أو أنه يترنح، ويتأرجح، ويتدحرج، إلى آخر هذا الهم الأزلي، الذي يروجه عدميون آخرون، على الطرف الآخر من الدائرة!!

أنا شاركت في إفشال ثورة يناير، وأريد أن أشارك في إنجاحها، ومستعد لتجرع السم من أجل ذلك، مستعد للتعاون مع الإخوان ، لأنهم بالأخير شركاء، وإن أخطأوا، مستعد للتعاون مع من تراجعوا عن تأييد السيسي، لأنهم بالأخير تراجعوا، وإن تأخروا، مستعد للتعاون مع أي صوت عاقل داخل مؤسسات الدولة لإنقاذ مصر من هذا المعتوه الذي يجرها إلى الخراب والدمار ، لأنهم بالأخير انحازوا لصوت العقل والمصلحة، وإن بدا من نواياهم غير ذلك . مستعد للتعاون: مع من سكتوا، لأنهم بالأخير تكلموا، مع من برروا لأنهم بالأخير تعلموا، مع من شمتوا وتشفوا لأنهم بالأخير ذاقوا وعرفوا، بل إنني مستعد للتعاون مع من تعاونوا يوما مع الأنظمة السابقة، وكانوا من رجالها، تحت ضغط الواقع، ثم هم اليوم يدركون خطورة استمرار هذه الدولة البائسة، ويريدون حلا، بصدق، والأمور تقدر بقدرها .

ثورة يناير انتصار الحالمين وخداع الحملان[عدل | عدل المصدر]

يناير أول شهور العام الميلادى، يحمل دائما عبء البدايات، والأمل والحلم والأمنيات في أن يكون ما هو آت أفضل مما مضى. يناير يمثل للمصريين معنى الثورة، والتمرد وكسر حاجز الخوف، يأتينا كل عام مع أمل يراودنا أن نستعيد أجواء أيام الميدان الأولى، حين كنا جميعا مواطنين مصريين وفقط، لا فرق بين مسلم ومسيحى ، إخوانى وليبرالى ، سلفى وعلمانى، كانت أحلامنا جماعية: عيش حرية كرامة إنسانية، لا أحد يبحث عن منصب ولا زيادة راتب ولا مزايا خاصة، الشعارات كانت تخص الجميع ويرددها الجميع. من أحلام الميدان الباطنية أن يستطيع ابن الزبال المؤهل أن يدخل سلك القضاء، وأن يكون امتحان وزارة الخارجية عادلا، وأن يكون القبول في كلية الشرطة منصفا للجميع، من أحلام الميدان أن يكون المصريون كأسنان المشط أمام القانون والدولة، لا فرق بين غنى وفقير، ابن الناس وابن بائعة الفجل، الكفاءة والقدرة هما المعيار الوحيد للقبول والترقى، وأن يكفيك أن تجرى وراء حلمك بالعمل لتصل إليه لا بالوساطة أو الرشوة .

لقد كفرنا بأحلامنا بعد سنوات قليلة من الثورة، الواقع كأن أكبر من الحلم وأقوى، ما حدث خلال السنوات التالية لثورة يناير كان محبطا وقاتلا للتفاؤل، لكن «إحنا الشعب»، علينا أن نثق بأنفسنا، مهما تكتل علينا قتلة الأحلام ومجرمو الفساد. لا تفقد ثقتك في نفسك، وكن أنت التغيير، ولا تقل أبدا «مفيش فايدة»، وتأكد أن من يزرع الخوف في النفوس لا يسعى سوى للسيطرة عليك بالمكيدة. استعيدوا حلم يناير.. فهو يأتى كل عام.