الحسن بن علي بن أبي طالب

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من الحسن بن علي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سوف نتناول سيرة الحسين من الناحية الإقتصادية والمالية والفلوسية والدولارية , فالمال يا أحبائي هو المعبود الأكبر وقد استخدمه معاوية بن أبي سفيان فى الايقاع بالحسن بن على . في قيامنا بفريضة الدعوة للحق وواجب الاصلاح من اللاموسوعة فاننا لا نفرض رأينا على أحد ، ولا نزعم العصمة من الخطأ ، فقط نرجو ممن يختلف معنا أن تكون حجته فكاهية لنستفيد منه ، فربما يكون على صواب فيصحح لنا. ليس ذنبنا أن التعليم فاسد وأن الشيوخ جهلة ، وأن العوام صم بكم عمى فهم لا يعقلون ، وأنهم يتعلمون تقديس الخرافة من المساجد والمدارس وقنوات التلفزيون .

كان هناك فرقا جوهريا بين علي و معاوية فبينما كان على سريعا للحرب دون إعداد سليم ، كان معاوية لا يلجأ اليها إلا بعد أن يفشل أهم سلاح لديه ، وهو سلاح المال الذى كان يحوّل به المحايد الى صديق ويحيّد به العدو ، ويزيد به الأنصارا ويزداد به ولاءا وتأييدا . وبسلاح المال نجح معاوية فى التحالف مع عمرو بن العاص ، ونجح فى تثبيط وتخذيل أتباع على وبه نجح فى الايقاع بالحسن . المال هو الأقوى مفعولا لأنه كان ولا يزال لغة التعامل فى دنيا السياسة القائمة على المنفعة بعيدا عن الشعارات ومزاعم التقوى والصلاح والضحك على الذقون . كان العرب فى الجاهلية يقتتلون على الشاة والبعير ومواضع الكلأ والرعى ، ثم أشرفوا بالفتوحات على نعيم الدنيا وزخرفها وورثوا أغنى المدائن فأذهلتهم الدنيا وتفتّحت شهيتهم بما أصبح تحت لديهم فتقاتلوا بسببه ، وأصبح المال هو المعبود الأكبر لدى صحابة الفتوحات . وفهم معاوية هذا ، فجعله وسيلة التعامل ، يشترى به الأتباع ويهدّىء به النفوس.

بويع الحسن بعد يومين من مقتل أبيه وظل خليفة 8 أشهر وعشرة أيام ، ثم اضطر للتنازل لمعاوية . تقول الروايات أن الناس تفرقت عن الحسن ، وبقى معه أوباش الأعراب ، وهؤلاء نهبوا سرادق الحسن ، حتى نازعوه بساطًا كان تحته وطعنوه فى خاصرته . بويع معاوية بالخلافة فى شوال 41 . وبين ثنايا الروايات التاريخية نلمح تخطيط معاوية فى إرغام الحسن بن على على التنازل له عن الخلافة .

لا نستبعد أن يكون عملاء معاوية هم الذين حرّضوا الأعراب على نهب متاع الحسن وطعنه والتطاول عليه .أراد معاوية أن يزيل هيبة الحسن ويجعل حياته مهددة . لو أراد قتله لاستطاع ، ولكن قتل الحسن لن يُحلّ مشكلة معاوية ، لأن من بايع الحسن سيبايع بعد مقتله للحسين ، ثم بعد الحسين لفلان وفلان من أولاد على وما أكثرهم . إذن فالحل هو إرغام الحسن على التنازل لمعاوية ، وأن يبايع له هو إخوته وشيعته . وهنا يأتى دور المال فى تشجيع الحسن على التنازل . وتقول الروايات :

فلما رأى الحسن تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح‏ فبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة ، فقدما عليه المدائن فأعطياه ما أراد ، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها .

وكان من شروط الصلح أن يكون الأمر من بعد معاوية للحسن ثم للحسين ، وأن لا يقضي معاوية بشيء دون مشورة الحسن ، وعدم شتم على وعدم ملاحقة شيعته .وأن يعطيه معاوية خراج دار بجرد فى فارس ، وأن يعطيه ما فى بيت مال الكوفة .

وهنا نصل الى المقصود الأعظم . وهو المال . فقد تنازل الحسن عن الخلافة وبايع معاوية مقابل أن يأخذ من بيت مال الكوفة 5 مليون درهم . وحسبما تقول الرواية فقد كان معاوية قد أرسل إليه قبل ذلك صحيفة بيضاء ، وكتب إليه :

اشترط في هذه الصحيفة ما شئت .

فاشترط أضعاف الشروط التي سألها معاوية قبل ذلك أى أعطاه معاوية شيك على بياض ، فكتب فيه الحسن ما شاء . من الآخر ... الهدف هو المال يا ولدى .!!، وهذا المال ليس مالهم ، ولم يؤت به من داخل الصحراء العربية ، ولكن من الجزية والخراج وعرق ودماء اهل البلاد المفتوحة . أى مال سُحت .

استعمل معاوية فى خلافته سلاح المال أحسن إستعمال ليتفادى الحروب والفتن ما استطاع . فقد أغدق معاوية المال على سائر وجوه بنى هاشم كى يضمن سكوتهم وولاءهم . وحتى يشغلهم بالنعيم عن السياسة . وقد جمع ابن كثير بعض الروايات التى تذكر كرم معاوية فى خلافته مع الهاشميين , قال‏:‏ قدم الحسن بن علي على معاوية فقال له ‏:‏ لأجيزنك بجائزة لم يجزها أحد كان قبلي، فأعطاه أربعمائة ألف ألف‏ .‏ ووفد إليه مرة الحسن والحسين فأجازهما على الفور بمائتي ألف ، وقال لهما ‏:‏ ما أجاز بهما أحد قبلي ‏.‏ فقال له الحسين ‏:‏ ولم تعط أحد أفضل منا‏.‏ وروى الأصمعي قال ‏:‏ وفد الحسن وعبد الله بن الزبير على معاوية فقال للحسن‏ :‏ مرحباً وأهلاً بابن رسول الله ، وأمر له بثلاثمائة ألف‏ .‏ وقال لابن الزبير ‏:‏ مرحباً وأهلاً بابن عمة رسول الله وأمر له بمائة ألف‏.‏

وفعلا إنشغل الحسن بأمواله عن حقوقه السياسية التى إشترطها على معاوية ، وهى أن لا يقضي معاوية بشيء دون مشورة الحسن . إنهمك الحسن فى الزواج وإقتناء السبايا والجوارى . فاشتهر بكثرة زيجاته ، وانه كان مزواجا مطلاقا ، وأحيانا كان يتزوج المرأتين فى ليلة واحدة ، وجمع فى ليلة زفاف بين زوجتين كل منهما ابنة عم الأخرى . وصار له 20 ولدا ، وتقول الرواية ‏:‏أرخى الحسن بن علي رضي الله عنهما ستره على مائتي حرة‏.‏ أى تزوج مائتى حُرة ، غير السبايا المملوكات ، وقد انجب منهن أيضا.

بالمال ايضا تخلّص معاوية من الحسن قتلا بالسّم عندما قرّر معاوية أن الوقت قد حان للتوريث ، أى للعهد لابنه يزيد بالخلافة . وبالتالى كان لا بد من إغتيال الحسن. ولجأ معاوية للمال . يروى المسعودى فى مروج الذهب أن معاوية بعث الى جعدة بنت الأشعث بن قيس زوجة الحسن برسالة يقول فيها :

إنّك إن إحتلت فى قتل الحسن وجهت اليك بمائة الف درهم ، وزوجتك من يزيد

فسقته السم فمات ، فبعث لها معاوية بالمال وكتب لها "إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه "!!!.

الإسلام
السنة
فتوى | العشرة المبشرون بالجنة | الأزهر الشريف | بول مبارك | السنة | الصحابة | أبو هريرة | عائشة | رضاع الكبير | داعش | عمر بن الخطاب | البخاري | هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | السلفية | يوسف القرضاوي
الشيعة
الشيعة | المهدي المنتظر | الخميني | علي السيستاني | مقتدى الصدر | الأئمة المعصومين | الحسين بن علي | ياسر الحبيب | السيد احمد الشيرازي | الحسن بن علي بن أبي طالب | حسن نصرالله | علي بن أبي طالب | عمار الحكيم