العلاقات الجزائرية المغربية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العلاقات الجزائرية المغربية عبارة عن جفاء سياسي وعلاقات باردة مثيرة للانتباه ، فكلا الدولتين تريد إثبات أنها الأقوى في مجالها الحيوي بوطنية الدولة بشكل يأخذ بعدا صبيانيا في تدبير العلاقة الصراعية والمتوترة . الملك محمد السادس مباشرة بعد توليه دفة الحكم إعتبر ان المشكلة مع الجزائر والبوليزاريو مجرد وسيلة ضغط وابتزاز وأن الجزائر تريد جارا ضعيفا لا يستطيع حتى حراسة حدوده بما يسمح لها التحكم في طريق الصحراء الرابط بين الرباط و لاغوس مرورا بعشر دول افريقيا ،وهنا يفهم أهمية موقع الكركرات . من الناحية الٱخرى الجزائر ظلت تحاول تغطية الخلاف بغلاء حقوقي في إطار الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير، وهو موضوع يساءل حكام قصر مرداية من خلال الحصار و العنف و التقتيل و اغتيال رموز شعب القبايل المغني معطوب وناس نموذجا .الثابت من وقائع النزاع الطويل انه نزاع مصالح ،و ان الجزائر تريد موطأ قدم من أجل التحكم في الطريق الافريقي ، هو ما يفسر السعي الدائم من أجل ابتذال النزاع، و جعله نزاعا صبيانيا ، و ذلك عبر اختزال النزاع في قضايا ثقافية : الكسكس و القفطان و الرأي و الملحون و السحب و الغيوم .

نزاع حول سرقة السحب[عدل | عدل المصدر]

سبق للجزائر أن قدمت شكاية إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية OMM في مواجهة المغرب .بدعوى أنه يقوم بسرقة السحب التي تمر من فوق أجوائه و يمنعها من الوصول إلى الجزائر باستخدام تقنيات التمطير الاصطناعي.

نزاع حول الكسكس[عدل | عدل المصدر]

وزير الثقافة الجزائري الأسبق عز الدين ميهوبي أعلن أن بلاده ستتقدم باسم الاتحاد المغاربي، بطلب نيابة عن الدول المغاربية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، بملف لتسجيل طبق الكسكس كعنصر تراثي عالمي لا مادي، هو الامر الذي اشعل مواجهة اعلامية مفتوحة بين المغرب والجزائر حول من له ملكية الكسكس ، لدرجة ان الناطق الرسمي باسم حكومة عبد الاله بن كيران مصطفى الخلفي قال إن "الواقع قائم ولا يرتفع" في اشارة الى ان الكسكس مغربي .

نزاع حول الملحون[عدل | عدل المصدر]

النزاع لا يشمل فقط السحب العابرة للأجواء و طبق الكسكس، و إنما شمل شعر الملحون ، حيث يصر الإعلام الجزائري على انه ارث جزائري ، الأمر استدعى ردا من طرف أكاديمية المملكة المغربية من خلال العمل على إنجاز الجزء الرابع من موسوعة الملحون المغربي ضمن سلسلة التراث المغربي .حدة النزاع بين المغاربة و الجزائريين حول ملكية و اصل الملحون دفعت بعض المثقفين المغاربة الى ضرورة الانتباه الى خطورة سرقة التراث المغربي الغير المادي من طرف الجزائريين، حيث أصبحت قصائد الملحون التي أبدعها شعراء مغاربة على مرّ العصور تُنسب إلى شعراء جزائريين، في الوقت الذي حدث فيه تراخٍ في تجميع قصائد هذا الفن وتدوينها في دواوين لصيانتها وحفظها من القرصنة ضمن مشروع موسوعة الملحون

نزاع حول القفطان[عدل | عدل المصدر]

النزاع يتسع و يشمل من يملك حق ملكية القفطان كنوع من الرأسمال الغير المادي ، لأنه يشمل النمط الثقافي الذي يعكس الهوية الثقافية للإنسان المغربي .

نزاع حول الزاوية التيجانية[عدل | عدل المصدر]

النزاع يمتد الى أصل الطريقة الصوفية التيجانية ،الجزائر تعتبر ان مؤسس هذه الزاوية الشيخ أحمد التيجاني مسقط رأسه بالجزائر ، في حين يصر المغرب ان وفاته كانت بفاس .وقد شكل موضوع الزاوية التيجانية مجالا للتنافس و النزاع السياسي والدبلوماسي بين المغرب والجزائر، وذلك بسبب الثقل الديني والسياسي الذي تتمتع به هذه الطريقة الدينية و الامتداد عبر الكثير من البلدان.ففي بداية الثمانينيات حاولت الجزائر تنظيم الملتقى الدولي الأول للتيجانيين، غير أن المغرب عمل على إقناع مختلف شيوخ ومقدمي الطريقة التيجانية الأفارقة بمقاطعة الملتقى الجزائري، وهو ما تحقق فعلا وهو ما لم يستوعبه، و يتقبله النظام الجزائري. في سنة 1986 ينجح المغرب فيما فشلت فيه الجزائر بتنظيم الملتقى الدولي الاول دولي لهم بفاس عام 1986. حيت ثم إصدار بيان ختامي فيه اعتراف صريح بمغربية الصحراء الغربية مع ادانة الموقف العدائي للجزائر تجاه جيرانه.

نزاع حول غناء الراي[عدل | عدل المصدر]

مجال الغناء، لم مجالا محايدا، بل شكل مساحة مواجهة مفتوحة بين الجزائر و المغرب ، مغنو الراي الجزائري يعشقون المغرب و ان البعض منهم منحت له الجنسية المغربية، و قدمت لهم الكثير من التحفيزات وهو ما يجعلهم دائمي الاقامة بالمغرب، وهو ما اعتبرته الجزائر سرقة لمنتوجها.وهو الأمر الذي أزعج النظام الجزائري، لدرجة ان الاعلام الجزائري أصبح متخصصا في مهاجمة مغني الراي الذين يحيون سهرات وحفلات بتهمة التطبيل للمغرب. لذا حاولت الجزائر التحكم و السيطرة مجال و فضاء غناء الراي، من خلال تقديمها طلباً إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) من أجل تصنيف موسيقى الراي ضمن التراث العالمي للإنسانية.

بناء الوحدة وليس التشتيت[عدل | عدل المصدر]

يبدو ان طبيعة العلاقة القائمة بين المغرب و الجزائر يلفها الكثير من العنف الأيديولوجي ، حيث وظفت الأيديولوجيا كوسيلة للتحريف و قلب الحقائق و لمدة تتجاوز الثلاثين سنة، حيث تمت ادلجة العلاقة الصراعية بين البلدين من خلال قلب و تزييف الخلاف و تحويره من نزاع واقعي حول الارض و الاقتصاد و السيادة الى نزاع حول الكسكس و اغاني الراي. مجالات النزاع و التي شملت الكسكس و القفطان و الملحون و الزوايا و الدين، ما هي الا طريقة لتمويه الصراع الحقيقي و تحريفه ،وهوما تؤكده الوقائع و تخفيه الأيديولوجيا.الملك الراحل الحسن الثاني سبق ان وجه تهديدا الى الرئيس الجزائري الهواري بومدين بحرب مكشوفة و مباشرة ، فكان الرد الجزائري بعد سنة من تهديد الملك من خلال تأسيس جبهة البوليساريو، لها مهمة وحيدة و مؤدى عنها أي حرب استنزاف و بالوكالة.

على ما يبدو ان سبب الخلاف و النزاع بين البلدين هو سبب كافي للوحدة وليس للفرقة، لان كل أشكال الرأسمال الغير المادي هي بنية ثقافية ورمزية مشتركة تؤسس لوحدة ثقافية و دينية و قيمية مشتركة، المفروض حسن استثمارها لبناء قوة مغاربية بدل توظيفها ايديولوجيا كوسيلة لإلهاء و إبعاد الرأي العام عن القضايا والمشاكل الحقيقية .لكن يبدو ان حكام قصر مرادية مصرين على تصدير الأزمات الداخلية و تعليق الحوار الداخلي و تأجيل مطالب الشعب بالديمقراطية بدعوى وجود نزاع خارجي ، و لربما اغتيال بوضياف الرئيس الجزائري المغربي الأصل والنشأة هو دليل ان النظام الجزائري هو نظام للأزمات و ليس نظاما للحلول. الوزير الجزائري وهو يدافع عن ان الكسكس كملكية خاصة للجزائر , ربما لا يعرف ان الكسكس هو وجبة لا تؤكل الا داخل الجماعة , و انه وسيلة لبناء الوحدة و ليس لتشتثيها .