بوريس جونسون

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بوريس جونسون (1964) (بالإنجليزية: Boris Johnson) سياسي بريطاني ورئيس الوزراء في المملكة المتحدة , شبّه المسلمات المنتقبات بصناديق البريد ولصوص البنوك ، إعتبر جونسون دين الإسلام السبب الرئيسي في تخلف العالم الإسلامي لكنه قرر الاعتذار لاحقا لذلك التصريح حينما كان يسعى لكسب القاعدة الانتخابية أثناء مناظرة تلفزيونية ، وقد كان لدى الرجل ما يتودد به للمسلمين حقًا بغض النظر عما إذا كان قد تراجع بالفعل عن وجهة نظره بشأنهم، إذ ذكر لهم ببساطة قصة جد والده التركي المسلم الذي جاء إلى بريطانيا عام 1912 خوفا على حياته ؛ لأنه أدرك أنها منارة للكرم وترحب بالمهاجرين من جميع أنحاء العالم.

تعود قصة الجد المسلم ، علي كمال ، إلى حقبة الدولة العثمانية، التي عُرف فيها كواحد من أبرز الكتاب والصحافيين ، ثم كوزير للداخلية لفترة لم تتجاوز بضعة أشهر، كما كان كثير السفر إلى أوروبا، وفيها تعرف على المرأة التي تزوجها، وأنجبت له ابنه الوحيد عثمان ، إلا أن علاقاته الأوروبية أكسبته عداءً في بلاده إبان احتلال القوات البريطانية لبعض أراضيها، حيث اتهمه بعض أنصار مصطفى كمال أتاتورك بالعمالة للاحتلال ضد الاستقلاليين، واختطفوه لتقديمه إلى المحاكمة عام 1922. لكن بعد يومين وفي الطريق إلى المحكمة بأنقرة هاجمته مجموعة أخرى، وانهالوا عليه ضربًا، ثم سحلوه إلى شجرة وشنقوه عليها، وفي العام التالي انهارت الإمبراطورية العثمانية، وهو ما دفع ابنه عثمان إلى أن ينسب نفسه لعائلة أمه خوفًا من تعرضه للاضطهاد، ولولا تلك المتغيرات التاريخية لكان اسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس عثمان علي كمال . علاقة بوريس جونسون بالإسلام لا تتوقف عند جده المسلم، وإنما تمتد إلى زوجته الأولى التي طلقها عام 1993، فقد اعتنقت طليقته الإسلام فيما بعد وتزوجت من باكستاني مهاجر اسمه عبد المجيد ، وتعمل كمتطوعة لرعاية الأطفال بمسجد منهاج القرآن في لندن.

على الرغم من إشادة رئيس الوزراء بكرم بريطانيا تجاه جده المسلم المهاجر، وهو ما منح عائلته فرصة للاستقرار في البلاد، إلا أن جونسون نفسه لا يبدو متمتعًا بذات الكرم؛ فخلال توليه منصب عمدة لندن كان يطبق قوانين صارمة على المهاجرين ، تتضمن إلزامهم بتعلم اللغة الإنجليزية، وامتلاك مهارات محددة للحصول على عمل، كما طالب باشتراط حصول المهاجرين على وظيفة قبل وصولهم إلى بريطانيا، واستخدم أوصافًا عنصرية ضد الأفارقة، كما أنه هاجم أكثر من مرة الإجراءات التي اعتبرها متساهلة إزاء المهاجرين غير الشرعيين.

تخللت مسيرته المهنية الكثير من السقطات التي ألحقت به سمعة سيئة في عالم الصحافة، فأثناء عمله في جريدة التايمز لفّق تصريحًا يتهم الملك إدوارد الثاني بالمثلية الجنسية، ونسب التصريح لأستاذ جامعي لم يدل به؛ مما دفع الجريدة إلى فصله . خلال فترة عمله كصحافي أيضًا، ارتكب جونسون خطأً مروعًا بحق أحد زملائه، وهو الصحافي ستيوارت كولير الذي كان يحقق في أعمال إجرامية ارتكبها رجل الأعمال داريوس جوبي . اتصل جوبي بجونسون طالبًا منه عنوان الصحافي ؛ لأنه يرغب بالاعتداء عليه حتى يتوقف عن التحقيق في جرائمه، ولم يتأخر جونسون بالفعل في تلبية الطلب، وفي وقت لاحق تسربت المكالمة وافتضح أمر جونسون وجوبي الذي دخل السجن فيما بعد لمدة خمس سنوات.

رغم تعثره المهني، كان جونسون يعرف كيف يشق طريقه وسط عالم السياسة البريطانية، فدخل البرلمان البريطاني عام 2001، ثم تولى منصب وزير الفنون في حكومة الظل عام 2004، لكنه فُصل منها عندما افتضح أمر علاقة جنسية جمعته بصحافية شابة في مجلة ذا سبيكتيتور التي كان رئيسًا لتحريرها في نفس الفترة . لكنه عاد لنفس الحكومة مرة أخرى وزيرا للتربية في 2005، ورغم اتهامات الفساد وتصريحاته المعادية للمسلمين والأفارقة الذين شبههم في أحد مقالاته بالبطيخ، استطاع جونسون كسب ثقة ناخبي لندن للفوز بمنصب عمدة العاصمة البريطانية مرتين متتاليتين في انتخابات 2008 و2012، قبل أن يخسر في انتخابات 2016 أمام عمدة لندن صاحب الأصول الباكستانية صادق خان.

تولى جونسون في عام 2016 أيضًا وزارة الخارجية في حكومة تيريزا ماي ، وبالرغم من كونه أبرز الداعين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه استقال من الحكومة اعتراضًا على إدارة تيريزا ماي لملف اتفاقية البريكسيت، وهو الملف الذي أفشل حكومة ماي، وأجبرها على الاستقالة؛ ليحل جونسون رئيسًا للوزراء خلفًا لها. بالنسبة لبوريس جونسون فإن مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تكاد تكون مسألة حياة أو موت، حتى أنه اعتبر أن ذلك اليوم سيكون بمثابة يوم استقلال لبريطانيا، كما شبّه الاتحاد الأوروبي بمشروع هتلر النازي الذي أراد الحصول على دولة أوروبية موحدة.

الحماس الشديد لجونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي، دفعه ذات مرة للرد بأسلوب صادم على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حينما حذّر الأخير بريطانيا من عواقب الخروج، حيث قال جونسون إن أصول أوباما التي تعود إلى كينيا التي كانت مستعمرة بريطانيا جعلته يكره بريطانيا، ودائمًا ما يدافع جونسون عن الاستعمار البريطاني لدول أفريقيا وخاصة أوغندا، رغم مطالبته باستقلال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي . كما أنه هاجم هيلاري كلينتون في تصريح له ووصفها بالممرضة السادية في مصحة للأمراض العقلية ، وبشكل عام لم يسلم أحد من خصوم جونسون من حدة لسانه وسخريته اللاذعة التي يعجزون عن مجاراتها، حتى إن أحدهم قال نحن نرد على هجماته بالفعل، لكن المشكلة أن إجاباتنا ليست مضحكة.

بالإضافة إلى تشابه الملامح بين جونسون و دونالد ترامب، فهناك الكثير من القواسم المشتركة بين الشخصيتين أيضًا، منها رغبتهما بتشديد إجراءات الهجرة وتحجيم استقبال المهاجرين الجدد، والنأي بالبلاد عن محيطها الإقليمي من خلال سور المكسيك أو اتفاقية البريكسيت ، فضلًا بالطبع عن سلاطة اللسان والتصريحات المثيرة للجدل ، كل ذلك دعا ترامب نفسه للافتخار بتسمية البريطانيين لجونسون بترامب البريطاني . أثار وصول بوريس جونسون إلى سدة الحكم في بريطانيا مخاوف العديد من الساسة فيها، وإعتبره الكثيرون غير جدير بتولي المنصب، منهم ثلاثة وزراء في الحكومة أعلنوا استقالتهم حال فوز جونسون برئاسة الوزراء، وهم وزير العدل ووزير الشؤون الأوروبية و وزير المالية