تمثال الحرية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تمثال الحرية الذى تفتخر به ولاية نيويورك وتتباهى به امريكا والشعب الامريكى كله , حكمت عليه الاقدار والمفارقات ان يذهب هدية من مصر الى بلاد العم سام وليس فرنسا كما يظن الناس . بعد ان شيده مثال فرنسى ليتم وضعه عند مدخل قناة السويس مكان تمثال ديليسبس فى افتتاح قناة السويس , لكن التمثال او نموذج التمثال لم ينل اعجاب الخديوى اسماعيل فقدمه هدية لامريكا . ديليسبس اقنع الخديوى اسماعيل بان ينتهز مناسبة الاختفال بافتتاح القناة لاقامة تمثال ضخم هو سيدة القناة ليصبح احد المعالم الحديثة للعالم كله وليضاف الى عجائبها السبع وبالفعل اصدر الخديوى تعليماته الى احد المثالين الفرنسيين لصناعة التمثال , غير ان المثال الفرنسى لم يرق له ان يجسد التمثال سيدة مصرية تحمل الجرة (البلاص) , فالبلاص هو زاد الخير من عسل او جبن او زيتون منذ عهد الفراعنة وحتى الان والقناة هى الزاد الحديث للخير فى مصر , ولذلك كان من المفترض ان يكون تمثال سيدة القناة مواصفاته كالآتى :

  • تمثال لسيدة مصرية سمراء البشرة لها نظرة الكبرياء والكرامة
  • يطوق رقبة السيدة بطوق يمثل طول المسافة بين الشرق والغرب
  • يتشح صدرها بكردان صنع من حروف بالفرنسية متشابكة تحمل عبارة : الشركة العالمية لقناة السويس البحرية
  • تعترض الطوق تعبيرا عن اختصار المسافة بينما السيدة المصرية تحمل فى يدها بزهو وحنان البلاص وقد تزينت فى يدها بأساور وخاتم الزواج وارتدت جلبابا تتدلى منه زهرة اللوتس نعبيرا عن الاصالة المصرية

لكن المثال الفرنسى غير من وجه التمثال ونزع البلاص ووضع مكانه الشعلة والكتاب وانتزع الطوق والكردان والاساور وخاتم الزواج واستبدل ذلك كله باكاليل حول الرأس ليتمكن على مايبدو من وضع نوافذ يستطيع منها زوار التمثال من القاء نظرة على القناة وكان يمكن للمثال ان يضع نوافذ فى جسم البلاص ومافعل . واحتفظ والحق يقال بجلباب سيدة القناة بعد ان جرده من زهرة اللوتس . وكان ذلك كفيلا باثارة غضب الخديوى اسماعيل فرفض استلام التمثال المخالف للمواصفات التى كلف بها المثال الفرنسى واقنعوه بان يتبرع بالتمثال المخالف للمواصفات لولاية امريكية فقيرة هى ولاية نيويورك خاصة انه كان قد اهدى وقتها باريس المسلة الفرعونية المصرية .

تكفلت جمعية الصداقة الامريكية الفرنسية بتكاليف شحن التمثال وتركيبه على قاعدته الحالية فى جزيرة الحرية عند مدخل نيويورك . ومن هنا يظن العالم ان تمثال الحرية هو اهداء من الشعب الفرنسى للشعب الامريكى . ولما كان من الصعوبة بمكان استعادة الهدية التى منحها الخديوى اسماعيل لنيويورك لكنه يتوجب على ولاية نيويورك ان تسطر القصة الحقيقية على لوحة رخامية توضع عند قاعدة التمثال . وعلى الحكومة الفرنسية اذا ارادت اعادة تمثال ديليسبس الى قاعدته ان تعوض شعب بور سعيد عن مشاركتها فى العدوان الثلاثى على مصر ويتمثل هذا التعويض فى تحمل تكاليف وتنمية وتطوير مثلث التفريعة جنوب بور فؤاد ليكون مرفأ عالميا على احدث طراز مع عمل بانوراما لقناة السويس على هيئة مبنى قناة السويس التاريخى ولكن بخمسة قباب لا ثلاث , فكل قبة بقاعاتها الكبيرة سوف تحكى قصة من قصص تاريخ القناة (الحفر - رحلة القناة القديمة - التأميم -العبور - رحلة القناة الحديثة) الى جانب متحف من الشمع لشخصيات القناة من ديليسبس وسعيد باشا والفلاح المصرى الى اسماعيل باشا وجمال عبدالناصر مؤمم القناة . كما تتحمل فرنسا تكاليف اقامة تمثال سيدة القناة عند مدخل القناة الشمالى تأكيدا لمصرية تمثال الحرية فى نيويورك .