تكتك

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من توك توك)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هذه قائمة بصفحات أخرى ذات عناوين مشابهة, ماذا تقصد بالضبط ؟؟؟؟.

التكتك عبارة عن مركبة كانت إلى زمن قريب؛ وقبل اندلاع ثورة تشرين 2019 مثار سخرية وتذمّر في الشارع العراقي، فسائقوه فقراء مگاريد أبناء مگاريد كانوا يشوهون شوارع بغداد بمركباتهم الرديئة، ويزاحمون المركبات الفخمة في الطرقات ، ويتسببون بازدحام السير وحوادث مرورية وهم من الطبقات الفقيرة في المجتمع البغدادي ، بلا تعليم أو وظائف ، عاطلون عن العمل ، صغار في السن والخبرة ، متهورون في قيادة مركباتهم الصغيرة ورخيصة الثمن ، يكسرون قواعد السير في الشوارع ، ليس عندهم ما يخسرونه فقد تم طردهم من العشوائيات ومن البسطيات ومن عربات الجر، كأنهم أحصنة الألفية الثالثة .

لكن تم تطوير التكتك العراقي باحد معامل البحث العلمي بوادي السليكون بساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد ، وتحولت الى مركبة أزعجت لصوص الحكومة العراقية واصحاب السيارات الفارهة بالبخور لكنها ادخلت في قلوبنا الاعتزاز والسرور . دخلت في عقولنا و قلوبنا كصورة جميلة ، واصبحت أحلى من سيارات المارسيدس ، والفورد، وتويوتا .. وحتى الكاديلاك .. فهي التي احيت فينا الشعور بالحماسة ، وكرهتنا بالساسة ، وألهبت فينا مشاعر البهجة والحبور ، في زمن الحزن والقهر الذي صنعه لنا الفاسدون القتلة ، واللصوص الجهلة .

حبيبتنا التكتك اغاضت ساسة العراق الحرامية ، وهي تتحرك مسرعة في ساحة التحرير .. وهم فاقدو الحركة والمصير ، وهي تحمل الجرحى بلا توقف ، وهم يطلقون غازات مسيلة الدموع بلا اسف ولا تاسف ، ونحن نعلم ان جموع الشباب لم يعد يملكون شيئا في هذا الوطن .. انهم لم يطلبوا منكم ، ومن حكومتكم .. لا ماء ولا كهرباء .. لا خبزا ولا حذاء , انهم اليوم يصرخون صرخة واحدة , نريد وطن .. ولَم يبق سوى ان تسالوا انفسكم. .. لماذا لم يعد للعراقيين وطن .

التكتك واسطة النقل ذات العجلات الثلاث الشهيرة نسبة الى الصوت التكتكي الذي تصدره أثناء سيرها برشاقة تخلب الألباب في أضيق الشوارع والأزقة والحارات والتي تستخدمها في العادة الدول الفقيرة ذات النسب السكانية العالية والإختناقات المرورية الهائلة . تم إستخدامه لأول مرة في العراق منذ 2015 تقريبا كمصدر رزق للفقراء في بلد النفط والغاز لم يتخيلوا أن هذه الواسطة التي رفضوا منحها لوحات مرورية كبقية المركبات ستتحول الى باتمان العراق كما أطلق عليه بعضهم الى درجة أن ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ، أضطرت الى ركوبه لرمزيته أولا ولقدرته على الوصول الى أماكن ليس بوسع سيارات الأثرياء والمسؤولين الفاسدين الوصول اليها وسط جموع المعدمين والبؤساء الغاضبين .

لقد قهر التكتك سياراتهم الفارهة وصار رمزا لثورة المعدمين ضد الانتهازيين بكل ما تعني الكلمة من معنى ولعل هذه تعد واحدة من ملهمات الثوارت التي يجهلها أو يتجاهلها الكثير من الدعاة والمصلحين وخلاصتها ” لا تأت الى مواضع الفقراء بمظاهر غناك وسطوتك وترفك لتخطب فيهم عن فضائل الصبر والمصابرة على الجوع لأنهم سيحتقرونك , بل جئهم بوسائطهم ، بملابسهم ، خاطبهم بلغتهم ، أجلس معهم حيث يجلسون ، حيث يعيشون ، ولا تطلب منهم أن يأتوا اليك حيث تقيم أنت في قصرك العامر لتستقبلهم بلباسك الفاخر وهو في الغالب من عرق جبينهم المصادر ومن ثروات بلادهم المنهوبة ، تناول طعامهم البسيط من قدورهم ، من صحونهم ، بطريقتهم ولا تتميزعنهم بشيء إن فعلت ذلك فإنهم سيركلوك انت وما تمثله من أفكار ومناهج .

لقد أثبت التكتك وجوده في زمن النهضة ولا أقول الصحوة ، لأن الثانية لشخص نائم يصحو بفعل منبه خارجي ، مافعله أصحاب التكتك في ساحة التحرير وبقية الساحات والميادين المنتفضة ضد الفساد أنهم طبقوا برغم قلة تعليمهم وربما أميتهم المطبقة وضيق أفقهم ، وفقرهم وقلة ذات ايديهم ، اقول طبقوا مصفوفتين من ثلاثية الفتح المبين الا وهي مصفوفة اشداء حيث ارتموا بـمصدر رزقهم الوحيد والأوحد , التكتك في ساحة المواجهة برغم الرصاص الحي والمطاطي والقناصين والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية والهراوات والمياه الساخنة التي تستهدفهم غير آبهين بشيء ، كما طبقوا مصفوفة رحماء بينهم حيث تولوا نقل الجرحى الى المستشفيات و جثث القتلى الى الطب العدلي ، علاوة على ايصال الدعم اللوجستي الى المتظاهرين ونقلهم مجانا من والى الساحات صباحا ، مساء فأصبحوا أيقونة بحق أثاروا اعجاب الجماهير حتى أن النساء رفعن شعار لو صاحب تك تك لو ما أتزوج ..فدوة أروح لغيرتكم .

اثار شباب التكتكراطية إعجاب وإهتمام كل وسائل الإعلام العراقية والعربية والدولية لأنهم لايغامرون بأرواحهم فحسب بل وبمصدر رزقهم الوحيد أيضا ، انهم يقدمون خدماتهم المجانية في ساعات ذروة العمل وطلب الرزق وهم الفقراء جدا ولكن من دون مقابل ، واذا ما وصل الدعاة والمصلحون الى مثل هذه الدرجة من التضحية والإيثار والهمة والإقدام فأبشر بالنهضة والاعجاب الجماهيري منقطع النظير بهم ، والإلتفاف الشعبوي حولهم والفتح المبين ، أما مع بقاء الداعية جامدا ومراوحا مكانه داخل – القمقم الذهبي للكشخة – فلا نهضة ولا صحوة ولا يقظة ، المطلوب تكتيك الـت تك وبعض التكتكة .

رشاقة التكتك ، طفوليته ، جماله ، الوانه الزاهية ، ظرافته ، وداعته ، خفة دم سائقيه وعفويتهم ، رخص تكاليف التنقل خلاله كلها عوامل تدفع لحبه محليا ولا أشك للحظة بأن من أغاظهم هذا التكتك سيعملون على تشويه صورته لامحالة إن عاجلا أم آجلا بإختلاق القصص المرعبة وشيطنته بالتخطيط لذلك من خلف الكواليس ، إن لم يكن منعه من السير كليا في الشوارع حتى لايتحول الى أيقونة شعبوية وبالاخص مع تطوع المتظاهرين لتزويد أصحاب التكتك بالبنزين والزيت والطعام والشراب مجانا وفاء لهم .