جن (مسلسل)

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جن
اخراج
ميرجان أبو شعيا
سنة الإنتاج
2019
قصة
تعريص تلفزيوني بالغ الضعف والسذاجة
بطولة
مراهقين مفعمين بالهرمونات
اللغة
العربية

جن عمل لافني ببساطة من الضحالة والرداءة، بحيث لا يستحق حتى المتابعة النقدية، مسلسل لا يعكس صورة واقعية عن المجتمع الأردني ولا يشبه شبابه من قريب أو من بعيد . أول إنتاج عربي لعملاق نتفلكس منسلخ عن المجتمع الذي يمثله، لصالح الرضوخ التام للمخيلة الأميركية والوقوع في أسر إستلابها الفكري ونمطيتها المملة . مسلسل جن بات ذائع الصيت ، لأسباب ليست فنية، احتوى على مشهد قبلة محلية، لعلها الأولى في تاريخ الدراما الأردنية المحافظة التي كانت، حتى عهد قريب، تصور لهفة الأم بعودة ابنها، بعد طول غياب، بمصافحة جافة عن بعد .

حجم التنديد والشجب الذي صاحبه، وحالة القلق الهستيرية التي تم التعبير عنها بأقسى العبارات، أثار فضول كثيرين، ودفعهم إلى البحث، ليجدوا أن القصة أقل من عادية، وهي مطروقة مرارا في أعمال سينمائية كبيرة، وأن أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة. وهنا بالضبط، كان يجب أن تنتهي القصة التي تم تضخيمها. مجرد إخفاق في عمل فني سبقته دعاية كبيرة . ما أن أطلقت منصة نتفلكس إنتاجها العربي الأول، مسلسل جنّ الأردني، حتى هبت بوجهها موجة سخط وتعفف عربية، سارعت إلى إستنكار العمل وتبرئة ثقافة وشرف أهل الصحراء من التجاوزات الأخلاقية التي حلت به.فقد زخرت حلقات المسلسل الخمس بمشاهد القبل والحميمية، وإمتلأ السيناريو بالكلمات النابية والسباب، وشوهِد المراهقون الأردنيون وهم يتعاطون الكحول والحشيش.

يصور المسلسل مغامرات شلة من الطلاب الثانويين مع الجن. بإختصار، تدور أحداث القصة حول زيارة الطلاب إلى البتراء، حيث يختلطون بالجن للمرة الأولى. يبدأ الجن بالتلاعب بالمراهقين المفعمين بالهرمونات، فيقتل طالباً متنمراً حيناً، ويزعم أنه يساعد طالباً آخر، ويخفي طالبة ويلبس زميلها. أداء المراهقين الصغار الذين لا تنطبق عليهم جميعا صفة ممثلين كان مخيبا وغير مقنع البتة . شخصيات القصة هم طلاب أثرياء يرتادون مدرسة رفيعة الشأن، ولهذا التفصيل أهمية بالغة، ذلك أنه يصب في سياق نمط خاص من الأفلام الأميركية، هو أفلام المراهقين الذي يركز على أولاد أسر برجوازية تملك نوعاً معيناً من العلاقات والمشكلات التي لا تحاكي معظم شرائح المجتمع.

من الناحية الإبداعية ، يفتقد جنّ إلى أي شكل من الأصالة . التفاعل بين الشخصيات لم يكن مقنعاً، وهذا مرده إلى ضعف السيناريو الذي يبدو كترجمة حرفية لنص إنكليزي لا يشبه اللغة المحكية اليومية للشباب العربي، هذا إلى جانب إفتقاده للعمق والنضج. العمل بمجمله منفصل عن واقع الشباب الأردني، وهذا وفق شهادات الأردنيين والأردنيات التي فاضت بها مواقع التواصل الاجتماعي. ففي بلد محافظ كالأردن، لا يقبل الطلاب بعضهم بحميمية في باص المدرسة، ولا يتسامح الأهل مع التحرر الجنسي لأبنائهم ولا سيما البنات، ولا تتمحور يومياتهم حول تنظيم حفلات ضخمة وباذخة لأصدقاء صفهم. وإن كانت هذه الظواهر موجودة في دوائر قليلة، فهي ليست معبّرة عن المجتمع الأردني بأغلبيته الساحقة. بناء الشخصيات وتطورها مقتبساً تماماً عن الصنعة القصصية الهوليودية. وكذلك الأمر بالنسبة لمسار الأحداث الذي يوازن بين عوامل الإثارة والرومانسية في معادلة مدروسة وثابتة، وهو ما شهدناه سابقاً في آلاف الإنتاجات الأميركية التجارية المعدّة للإستهلاك الشعبي.