جهاد النكاح

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

جهاد النكاح مصطلح مفبرك يستخدم كمرادف لـ الجهاد الجنسي Sexual Jihad ويعني عرض المجاهدات أنفسهن على المجاهدين نكاحا ، يعني مش زنا كما يعتقد الناس ، هو زواج شرعي لكن في ساحة الجهاد . فكرة جماع الزوجة من عدة مجاهدين كذب و وهم , لا أفهم كيف لتنويري أن يصدق ذلك مهما بلغ حجم كراهيتنا للإرهابيين . هما ولاد ستين في سبعين يستاهلوا القتل , لكن ترويج هذه الأكاذيب عليهم جهل . القصة بدأت من تغريدة مزورة للشيخ العريفي انتشرت في صحف تونس , جريدة الشروق تحديدا, ثم على تويتر صنع هاشتاك خصيصا لها رغم نفي العريفي نفسه أكثر من مرة صحتها ، وساهمت جرائم داعش والقاعدة في ترويجها عملا بقاعدة إعلامية وهي "رواج الإشاعة بحجم كراهية صاحبها" , أي بحجم كراهية الناس لداعش انتشرت الإشاعة ، بل وأطلقت على نساء الإخوان في اعتصام رابعة .

ولمن لا يعلم فعقلية الجماعات الإرهابية ترفض تشريع شئ ليس له دليل من التراث ، وجهاد النكاح بهذا الشكل ليس له أصل ، والشائع في التراث زواج المتعة في الجهاد قبل تحريم عمر بن الخطاب له ، وقصص أم عمارة وأم سلمة تزوجن مجاهدين شرعا ، أي القصة هي زواج في ساحة الجهاد بين ذكر وأنثى ، لا أن تعرض المرأة نفسها على مجاهدين . وهذا يعني أن لو المرأة متزوجة فلا نكاح لها. تورطت تونس ودار إفتائها بزعمهم صحة وجود نكاح الجهاد والدافع كان جرائم داعش المشهورة عالميا التي ساهمت في تصديق هذه الفرية ، وجاءوا بإرهابي تائب ليزعم صحة وجوده , وكأنه لا عقل لنا لنصدق أنه أجبر على هذا الاعتراف بين يدي الأمن. نرفض تماما استخدام أي وسائل غير شريفة في الخصومة , ننتقد الإرهاب والتراث ونحارب المسلحين وندعم جيوشنا ، لكن الكذب بهذا التعميم غير لائق . جزء كبير من كراهية العوام لداعش والقاعدة ومعتصمي رابعة حصل لهذه الإشاعة ، وليس لأنهم إرهابيين يقتلون الناس . بالتالي أصبح الجنس هو السبب الأول للرفض والقبول , لا الخلفية الفكرية اللي هي أساس حركة الإرهابيين .

تبعات ذلك خطيرة ، لأن معرفة الإرهاب وجذوره تتطلب قراءة صحيحة مبنية على معطيات واقعية ومعلومات صادقة، أما هذه الأكاذيب فتساهم في بناء صور مزورة عن الإرهابيين ، حتى إذا ظهروا مرة أخرى لا نعرفهم. لو متذكرين صورة الإرهابي من أفلام الثمانينات والتسعينات , رجل متعصب لا يهتم بمظهره ، جاهل بدون شهادات ، يمارس الدين في العلن والفجور في السر ، يدعو الناس نهارا ويسهر في الكباريهات ليلا . هذا تزوير أدى للجهل بعقلية وتكوين هؤلاء ، وعندما ظهر الإرهابي الآن دكتور جامعة بشكل مهندم نظيف وحسن السيرة والسلوك وهادي النفس يتسم بالوقار ظننا أن هذا شخص مميز طبيعي يجب سماعه وتصديقه رغم إنه إرهابي وأفكاره مفخخة.