جهاز الكفتة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

جهاز الكفتة عبارة عن جهاز من تصميم اللواء إبراهيم عبد العاطي من مصر , رائد الطب الكوني في مصر، أعلنت عن إبتكاره السلطات المصرية في 22 فبراير 2014 ، لعلاج المصابين بفيروسي سي الكبدي والأيدز وكفتتة العقل المصرى ، وتحويل خلايا التفكير فيه لصوابع كفتة وتهييفه وتتفيهه وإغراقه فى الخرافة والسماح للدجل والهرتلة بأن تتسلل وتحتل مساحات رهيبة فى نسيجه فى مصر المحروسة . انتفضت الدولة بكل مؤسساتها واحتضنت اختراع الكفتة ، وسُمح لإبراهيم عبد العاطي بإجراء أبحاثه على المرضى بمستشفى حميات العباسية ، والتف حوله لفيف من الأطباء طمعا في السبق العلمى . عبدالعاطى ، أصلا لا ينتمى إلى المؤسسة العسكرية ، ورتبة لواء هي رتبة شرفية كالتى حصل عليها الموسيقار محمد عبدالوهاب , لكن دخوله تحت عباءة القوات المسلحة أعطاه مصداقية تتجاوز حدود الخبل العلمى الذي قدمه بكثير.

ما حدث لم يكن عفوياً وغير مخطط له بل جاء نتيجة للكم الهائل من الترهات على القنوات والفضائيات المصرية اللي بتقدم أى حاجة وكل حاجة من اللغو والتهريج للطبيخ للنميمة... إلخ .. إلا البرامج العلمية ، ما عدا الكلام فى التنوير والعلم والثقافة . من الممكن أن تتحدث قناة فضائية مصرية عن العفاريت عشرين ساعة بلا كلل وبلا ملل وبكل انتعاش وراحة ضمير ، من الطبيعى جداً لصحيفة مصرية أن تفرد ثلاث صفحات لحوار مع شخص يقول إنه حائز على شهاداته من جوهانسبرج وسيريلانكا وإنه سيصدر جهازه لدولة تسدد ديوننا كلها وسيجعل أمريكا تتسول علاج الإيدز فى مصر , ولو خبط على باب نفس الجريدة فريق العلماء الحاصلين على جائزة نوبل فى كافة العلوم ما عدا الطب الكونى يطلبون حواراً معهم لتقريب علومهم لأذهان المصريين ، من الممكن أن يوافق الجرنال ولكن على ربع عمود فى صفحة الوفيات . مليارات تُصرف على فضائيات جديدة آخر اهتماماتها الكلام فى التنوير والعلم ، ولا جنيه تصرفه أى قناة لإنقاذ العقل المصرى من التغييب والجهل والنصب والدجل .

أنتم تريدون الشعب هكذا , أنتم فى منتهى الانبساط والانشكاح برؤيتكم لأمخاخ المصريين بين شقى الرحى ، فتاوى سلفية وهابية متحجرة تعيدنا إلى زمن إنسان الكهف ، واختراعات وهمية وأعشاب همايونية وكبابجية علم يضعوننا فى السيخ المحمى ويحولوننا إلى مجرد كفتة بنى آدمين منتهية الصلاحية . أن قيادة قطيع مُجهَّل عمداً مُغيَّب قسراً هى أفضل من قيادة عقول مستنيرة قادرة على التمييز، لأنه ببساطة فى الحالة الأولى القطيع هو عالة على الراعى ، أما فى الحالة الثانية فالمستنيرون إعانة وسند للقائد ، يقدمون له البدائل ويفكرون خارج الصندوق .

حالة الكفتتة التى تعيشها مصر على كافة الأصعدة جعلتنا نصدق أن الكفتة أسلوب حياة ، ان انهيار جهاز المناعة الثقافى للإنسان المصرى جعله فاقداً لكل خلايا كرات التفكير النقدى البيضاء مما جعله يصدق أن هناك جهازاً يعالج كل الأمراض ويقتنع بأن هناك معالجاً كونياً سيشفى هذه الأمراض وهو لم يتعلم فى أى كلية طب فى حياته . هنيئا لكم نضال ومعارضة حزب النكتة المصري على فيسبوك وتويتر وهذا أضعف الإيمان .