جوليا بطرس

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

جوليا بطرس (1968) مغنية لبنانية غنت الكثير من الأغاني الوطنية التي كان لها صدى واسع بين الثوار والمقاومين خاصة في فلسطين ولبنان ولكنها خرست خالص أثناء الاحتجاجات اللبنانية 2019 . جوليا بطرس , ثوّار الأرض بكل ساحات لبنان عم بيثوروا عالطغيان , جوليا , وينك؟ . اعتبر كثيرون أن غياب جوليا مبرر ، كونها زوجة وزير في الحكومة ، وزير الدفاع الياس بو صعب، التي يُطالب الشعب بإسقاطها، انه زمن غريب عجيب ، فجوليا لم تكن متوقعة يجي يوم نستعمل اغانيكي لاسقاط زوجك . بعد تحطيم أصنام السياسة يأتي تحطيم أصنام الفن .

زوج جوليا بطرس ساقط إذاً ، بشهادة زوجته. لكن ماذا عن زوجته؟ أليست، بشعاراتها الزائفة التي تردّدها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ساقطة أيضاً ؟ إرتفع الهدير الخافت للمحتجين ضدّ صوت جوليا بطرس الحاضر في الساحات ، لكنه لم يكن قادرا على الصمود بوجه مكبّرات الصوت التي، تنشد أغانيها بما تمليه الغريزة الثورية . تدفع هذه الغريزة المتظاهرين إلى الهتاف بـ"هيلا هيلا هيلا هوو جبران باسيل كس إمو ، لتليها مباشرةً أغنية لجوليا بطرس، يغني معها الجميع مضيئين شموعاً ومتمايلين على ألحانها، في مشهدٍ يبدو كأنه مستوحى من يوتوبيا ثورية .

يعي الجميع تماهي جوليا بطرس مع النظام الذي يثورون عليه ، إن كان عبر ولائها لأحد أطرافه , حزب الله ، أو عبر زواجها من أحد رموزه , صعب العَوني ، لتضحي هي بدورها رمزاً له . غير أن رمزية جوليا التي تسكن لاوعينا الجماعي، تلك التي تشربّها جيل الشباب منذ الطفولة مع كلّ مرّة ردّدوا أغانيها الثورية، تظلّ أقوى من إدراكهم الواعي لرمزيتها السياسية اثناء الاحتجاجات اللبنانية 2019 . الغريزة الاندفاعية التي دفعت بالجموع إلى الساحات كانت كفيلة بتعطيل التفكير العقلاني لصالح إرضاء خيالات تائقة إلى عيش الحالة التي بثّتها فينا جوليا طوال عقود , خيالات الثورة التي تراودنا منذ الأزل، من دون أن نقدر يوماً على القبض عليها في راحاتنا، وها هي اليوم حقيقة ماثلة أمامنا بصورة جماهير غفيرة انتفضت، بعد طول انتظار، على واقعها المرير.

في الحقيقة، اللبنانيون لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم كسروا صمتاً طويلاً كانوا يلفّون به معاناتهم لاعتبارات سياسية وطائفية. إن هذه المعاناة لا تزال نفسها ، والأزمات لا حلّ لها في المدى المنظور ، لكن بالرغم من ذلك يعكس الشارع اللبناني ، عبر موسيقاه وأجوائه الاحتفالية ، حالة نشوة وانتصار بالإنجاز الوحيد حتى الآن: النزول إلى الشارع .

المشاعر التي تولّدها الموسيقى الملازمة للإحتجاجات بالغة الأثر، بدلالة استمرار الحضور الثقيل لأغنيات جوليا في الشارع اثناء الاحتجاجات اللبنانية 2019 وإن كان صدى هذه الموسيقى يعبّر عن شيء فهو إنفصال الغريزة الثورية عن الخطاب السياسي المطروح . ففي الشارع نفسه نسمع الشتائم وهي بالمناسبة فعل غريزي أيضاً يهدف إلى التقليل من التوتر تنهال على المسؤولين والمنتفعين منهم. ثم نستمع إلى أغنية لراغب علامة ,طار البلد ، الصديق الصدوق لمعظم السياسيين وأكثر الفنانين انتفاعاً منهم ، ناهيك عن وقوفه صراحة إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومثله نانسي عجرم . نصغي إلى مطالب الناس بإقرار الضرائب على الأغنياء، ونتناسى أن راغب علامة هو نفسه متهرب من الرسوم الجمركية.