جيريمي كوربين
جيريمي كوربين (1949) ويعرف بالماركسي الأحمر الخطر على الأمن القومي البريطاني والمتعاطف مع الإرهابيين . تم إنتخابه زعيما لحزب العمال البريطاني في سبتمبر 2015 . كوربين يساري معجب بأفكار كارل ماركس , عرف عن هذا اليساري الاحمر، وقوفه الى جانب الفقراء ومعارضته للحرب على العراق ، وموقف الغرب من الدول العربية ، واعتذاره للشعب العراقي بسبب الحرب ويقف كورين مع القضية الفلسطينية وضد الحرب على اليمن ، وضد الدعم الغربي للسعودية ، ووقف مع مطالب الشعب البحريني. يقول كوربين إنه لن يرحب برئيس مصر عبد الفتاح السيسي في لندن ؛ بسبب قلقه حول أحكام الإعدام ، ومعاملة المسؤولين السابقين في حكومة منتخبة ، واستمرار سجن محمد مرسي ولاحقا وفاته في الزنزانة ، موضحا أن هذا لا يعني تقديم حكم على الإخوان المسلمين أو أي حزب آخر ، ولكن الحكم على الديمقراطية وما تعنيه.
بمجرد انتقاله من هوامش حزبه الى البروز القومي أدى الى تدقيق أدق بماضيه حيث نشرت انباء في وسائل الاعلام تربط كوربين مع عدة متطرفين ، بعضهم يعبر بشكل علني عن مواقف معادية للسامية ، معادية للولايات المتحدة ومعادية للغرب ، هنالك مثلا قضية دعمه المالي المزعوم لبول ايسين ، ناكر للهولوكوست ، ودعوته الحارة لرائد صلاح ، الرجل الذي ادعى ان اليهود يستخدمون دماء الأطفال في طعامهم ، لينضم اليه لشرب الشاي معه في مبنى البرلمان .
كان كوربين رئيس لجنة التضامن مع البوليساريو في البرلمان البريطاني، وعمل على استحضار هذا النزاع في البرلمان في مناسبات عديدة بشكل لم يسبق في الماضي وكان جيريمي كوربين قد زار الصحراء الغربية خلال فبراير 2014 على رأس وفد برلماني بريطاني حيث اتهمه بيان لوزارة الداخلية المغربية يوم 16 فبراير 2014 بتحريض الصحراويين على العنف والتظاهر. ويراقب المغرب باهتمام وقلق وصول جيريمي كوربين الى الأمانة العامة، فالأمر يتعلق بأمين عام لحزب له ثقل كبير للغاية في السياسة البريطانية والأوروبية . في المقابل ، رحب البوليساريو باختيار كوربين أمينا عاما لحزب العمال و وجه زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز رسالة الى كوربين يهنئه بالفوز ويعتبر فوزه دعما لموقف تقرير المصير.
تحمس العرب لوصول جيريمي كوربين لزعامة حزب العمال يذكرنا بإمتلاء آذاننا بعبارات التبجيل والمباركة بانتخاب أوباما الذي كان سيصلح العالم ويحقق العدالة ، بل ذهبنا إلى أكبر من ذلك حين قلنا عنه رجل يكتم إيمانه ، وأسهبنا وأبدعنا في التحليل حين ألقى خطابه من القاهرة ، وذهبنا كل مذهب . وكنا من قبله استبشرنا بكلينتون وكدنا نسميه خليفة للمسلمين مقارنة بسلفه بوش الأب . لقد بات حالنا اليوم من الضعف مثل صاحب مزرعة أمحل سنينا فصار من توقه للمطر كلما رأى غيمة صغيرة علل نفسه بأنها تحمل السحابة التي ينتظرها منذ أمد بعيد ، بل يقول في نفسه إنها ستكون ولا شك سيلا جارفا. إن التغيير لا يكون إلا من الداخل، منا وفينا فكفانا تعلقا بالآخر واستجداء للغير دونما فائدة. ولنذكر أنه حين سئل عن تصريحات كانت بدرت منه وفهم منها ميله لحماس وحزب الله قال بالحرف:
” | هل يعني هذا أنني أتفق مع حركة حماس فيما تفعل ؟ لا .... وهل يعني هذا أنني أتفق مع حزب الله وما يفعل ؟ لا ..... ولكن ما تعنيه العبارة هو أنني أعتقد أنه كي تحدث عملية سلام يجب عليك أن تتحدث مع أناس تختلف معهم جذريا. | “ |
السامع لكل هذه الضجة من انتخاب الرجل يظن أنه بات رئيس الوزراء وأنه سيلغي وعد بلفور . كل ما في الأمر أنه أصبح مؤهلا لخوض غمار انتخابات 2020 إن كان حيا حينها أو ما زال في مكانه ولم تحدث مفاجآت تطيح به فأربع سنوات كافية لتغيير العالم , فقد وقع العدوان اللدودان أمريكا والاتحاد السوفيتي اتفاقية 1987 الاتفاقية الشهيرة لتخفيف التوتر وإنهاء الحرب لكن وبعد ثلاث سنوات فقط كان الاتحاد السوفيتي في خبر كان ..لا جديد.. ولن يأتي الجديد من جيريمي كوربين كما لم يأت من أوباما ولا كلنتون ولا أنغيلا ميركل ولا غيرهم. نسمع في أحيان كثيرة يبيعون لهم الوهم لكننا بتنا نبيعه لأنفسنا ونتلهى به ونخادع أنفسنا حتى كدنا نصدق أن خلاصنا في تغيير قادتهم وهو خطأ محض .