حجامة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحجامة ليست طباً نبوياً وإنما نصباً دنيوياً بإدعاء العلاج عن طريق مص وتسريب الدم عن طريق استعمال الكؤوس , برغم الأحاديث التى قيلت فى الحجامة مثل "خير ماتداويتم به الحجامة" ومثل "يا محمد بشر أمتك بالحجامة" ومثل الأحاديث التى تلخص العلاجات فى شربة العسل أو كي النار أو شرطة المحجم ...الخ وغيرها من الأحاديث النبوية الطبية التى يطلقون عليها الطب النبوى التى لاتتفق مع العلم الحديث من قريب أو بعيد . مثل هذه الأحاديث الطبية تسئ لسمعة الإسلام الذى أمرنا بإحترام العقل . الأحاديث التى تخوض فى الطب هى بنت زمانها ومكانها وبيئتها ولايصح أن نلغى عقولنا أمامها ونصدق متنها ونتبناه لمجرد صحة السند .

لاتوجد مجلة علمية محترمة معترف بها فى العالم تبنت الحجامة كعلاج أو ذكرت فائدة واحدة من الفوائد العديدة التى يذكرها بعض المتاجرين بالدين ،ولكن كل مايقال عن الحجامة مذكور فى كتب صفراء ومواقع إنترنت ، وكلنا يعلم أن الإنترنت مباح لكل من هب ودب ولايعتد به كحجة علمية أكاديمية ، ونعرف أيضاً أنه حتى الدجل والخرافات لها مواقع تعد بعشرات الالاف ، والحجامة لاتصمد لأى مناقشة علمية جادة . اللغز العويص هو كيف يعالج دواء أو إجراء واحد ثابت لايتغير كل هذه الأمراض مجتمعة ، يقول المعالجون بالحجامة أنها تعالج ثمانين مرضاً منها الروماتيزم والروماتويد والنقرس والشلل النصفى والكلى وضعف المناعة والبواسير وتضخم البروستاتا والغدة الدرقية والضعف الجنسى وإرتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة والقولون العصبى والتبول اللاإرادى وضيق الأوعية الدموية وتصلب الشرايين والسكر ودوالى الساقين ودوالى الخصية والسمنة والنحافة والعقم والصداع الكلى والنصفى وأمراض العين والكبد وضعف السمع والتشنجات وضمور خلايا المخ ونزيف الرحم وإنقطاع الطمث !!!

كيف يعالج دواء أو إجراء جراحى المرض ونقيضه فى نفس الوقت ؟!،وكيف تعالج الحجامة السمنة والنحافة ، والنزيف وإنقطاع الدم ؟ .ناك بعض الأمراض ذات السبب الواضح مثل الغدة الدرقية التى تحتاج لهورمون الثيروكسين الذى تفرزه هذه الغدة ، والسكر الذى يحتاج لهورمون الإنسولين ، والقرحة التى تحتاج لمعادلة الحموضة الزائدة ، فكيف تحل الحجامة وتعوض هذه الأشياء ؟ ،هل بمجرد التشريط وكاسات الهواء وفصد الدم ؟!.إستخدام الحجامة بهذا الشكل الكوميدى سلوك فى منتهى الخطورة ، فعندما نعالج به الصداع نحن نغفل الأسباب المهمة والخطيرة أحياناً وراء هذا الصداع الذى من الممكن أن يكون ورماً على سبيل المثال ونحن ننام فى العسل وندعه يكبر ويتضخم فى أحضان الحجامة .

قمة تخاريف أهل الحجامة وأطباء الدروشة هى مايقولونه عن أوقات الحجامة المستحبة فهم يقولون أن أفضل وقت لها هو فى اليوم السابع عشر والتاسع عشر والحادى والعشرين أو فى الربع الثالث من الشهر العربى وذلك إعتماداً على ماقاله إبن القيم فى زاد المعاد لأن الدم فى أول الشهر لم يكن بعد قد هاج ،وفى آخره يكون قد سكن !! ، هذا الكلام لايصمد أمام أى مناقشة علمية وينكره طالب الإبتدائية وأعتقد أن الأطفال سيأخذونه على سبيل الهزار ، ويقولون أنها مستحبة فى أيام الإثنين والثلاثاء والخميس ومنهى عنها أيام الأربعاء ومكروهة فى الجمعة ، وهى فى الصيف أفضل من الشتاء وفى النهار أفضل من الليل ؟ هل المطلوب من المرض أن يأخذ أجازة عارضة فى هذه الأوقات .

أكبر نكت الحجامين فهى أن الجنس ممنوع لمدة 24 ساعة أثناء الحجامة !!،وأعتقد أنهم بذلك مؤيدون لتنظيم النسل برغم معرفتى بأن تنظيم النسل عندهم حرام ولاأعرف كيف سيحل الحجامون الجدد هذا التناقض ؟ ، وأعتقد أن النكتة فى هذا المجال عار وفضيحة ، لأن العصر لم يعد يحتمل الخرافات ،ولن يقبل التلكؤ عن قطار الحضارة بإسم الوقوف فى محطات الكتب الصفراء ، وإلا فسيتركنا هذا القطار حتى نتجمد ونتحنط فى مكاننا كالتماثيل لانستطيع إلا أن نصرخ كما صرخ الأقدمون :ياخفى الألطاف نجنا مما نخاف .