حريم

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحريم نوع من النساء الموعودات بالجنة شرط حرمانها من الحياة , وظيفتها إمتاع الرجل ليس إلا .نشأ المصطلح مع تطور الفكر الإنساني والسعي باتجاه الحرية للإنسان والتعبير عن ذاته وخاصة عندما استولى العثمانيون على المقدرات العربية والإسلامية من حجر وبشر تحت شعار استمرار الخلافة الإسلامية, فقد ساهم العثمانيون بإغراق الإسلام بالتخلف والجهل , فابتكروا إديولوجيا جعلت من المرأة كائن من الدرجات الدنيا عبر المفهوم العثماني الإسلامي وعزلها داخل الأسوار واعتبرها حلال على زوجها وحرام على الآخرين مستندا بذلك على التفاسير القرآنية والتي تعتبر المرأة إحدى أملاك الرجل .

استند الفكر الاجتماعي الإسلامي لتبرير هذه الوصاية على الآية القرآنية " الرجال قوامون على النساء " , حيث اعتبرت المرأة متاع يباع و يقتنى من قبل الرجل , وقد أطلق على النساء اصطلاح حريم , اشتق الأتراك هذا الاسم من العربية , والحرملك هي اشتقاق من كلمة حرم والتي حرام ومحمي أو محرم والمنطقة المقدسة في مكة هي حرم أي مغلقة في وجه الجميع ما عدا المسلمين وقد استخدمت هذه الكلمة عينها بمعنى العزل وهو الجزء المحمي من الدار الذي تعيش فيه النسوة , فإذن لم يبتكر الأتراك شيئا بل استنبطوا ذلك من الأصول الإسلامية الموجودة أساسا في النص والسنة المحمدية , إذن الحرملك يعني مكان النساء ولا يدخل هذا المكان إلا الأزواج والرجال المحرمين على المرأة صاحبة الحرملك .

الحرملك هو مكان يجلس فيه النساء بعيدا عن الرجال وهذا المكان مع تعاقب الأزمان أخذ شكلا مميزا وخاصة في عهد السلاطين العثمانيين رافعي راية الإسلام انذاك . طالما أن الإسلام فرض على النساء الفصل والحجاب مدعيا أنهن ليس أهلا للثقة وينبغي إبعادهن عن الرجال خوفا من الفتنة والغواية فقد أصبح بالضرورة أن يتشكل حشد من النساء يلزمهن من يخدمهن وخاصة الأثرياء منهن والسلطانات , فجيء لهن بالإماء من النساء والخصيان من الرجال فشكل الحريم بذلك عالما فيه من الغرابة والمجون ما يدهش .

حياة الحريم[عدل | عدل المصدر]

كتبت قلبياز محظية محمد الرابع العثماني : " لم تزرنا الشمس أبدا وقد أصبحت بشرتي كالعاج " . عالم تحيط به الأسوار , حياة مليئة بالغموض لا يعرفها إلا الذي كان هناك فمن خلال اللوحات التي رسمت أو ما تسرب من أقاويل يمكن حينها أن يستنتج المرء كنه هذا العالم . الفراغ القاتل جعل الحريم تبتكرن التسالي لتمضية أوقاتهم , فالكشف عن الطالع والسحر كانت تمارس بحثا عن المستقبل الغامض الذي يلف تلك النساء أو لعلهم يجدون فسحة بذلك لتخفيف آلام الحاضر ولطرد الشياطين التي سكنت نفوسهم وعقولهم , وكم من حريم خلف هذا الحجاب حلمن برجال وتمنين أن يستسلمن لنداء أجسادهن ومنهن أقمن علاقات جنسية بالسر وتحت جنح الليل فكان الموت ينتظر من ينكشف سرها .

كما كان يوجد في الحرملك السلطاني أحواضا للسباحة حيث يتعرين النساء وكل واحدة منهن تتباهى بجمال جسدها حيث نرى حالات السحاق بينهن بالسر والعلن , بينما الخصيان يقمن بالحراسة وكم من نساء تخيلن هؤلاء الخصيان مكتملي الذكورة ومارسن العادة السرية بحضورهم وكم من نساء أدخلن عبيدا لخدمتهن على أساس أنهم خصيان وهم ليس مكتملي الذكورة فحسب بل ينتقينهم فحولا , وكان الأمراء يختلسن النظر إلى النساء بطرق مبتكرة فكان مراد الخامس الشهير كزير نساء يراقب الفتيات العاريات من وراء الأربسك وهن يمرحن بالماء , فمراد الخامس أنجب مئة وثلاثة من الأولاد , وفي المساءات يتحدثن عن الآثام والذنوب كفارة لأحلامهم الماجنة ويحكين الأحاجي عن الجان والعفاريت . ومن الحريم الذين كن أكثر ثقافة كانت الحرفة الأكثر شيوعا بينهن هو الشعر , حيث يعبرن به عن المآسي والمعانات والحب الضائع حيث ينقلن ذواتهن من خلال الأشعار .

كانت ليالي الحريم مترعة بالكيف والطمأنينة الناعسة الحالمة والتي كانت تسببها جرعات الأفيون . فالنسوة كن ينغمسن في طقوس الأفيون إكسير ليل الحريم وهن يحلمن ببلدان بعيدة مليئة برجال أقوياء وتشطح الخيالات وهن يمضغن الأفيون ليدوم تأثيره أطول ويبقين على ذلك الحال حتى الشروق فينهضن إلى الحمامات يمارسن العادة السرية ويتوضئن ليصلين صلاة الصبح .

بما أن الحريم في الإسلام كن محرومات من الحريات , فقد أصبح الحمام محل شغفهن ويستحوذ على اهتمامهن , فهو مكان للنزهة والترفيه وممارسة شذوذهن وللحمام طقوس يقمن بها الحريم حيث يذهبن بشكل جماعات يخلعن ثيابهن ويجلسن على مساطب البخار يتسامرن ويفركن أجسادهن بالطيوب ويخضبن أيديهن وشعورهن بالحناء ويباهين بأردافهن وأثدائهن , وبما أن الشعر على الأعضاء الأنثوية يعتبر في الشريعة الإسلامية إثما حيث أن الحريم شديدات الاهتمام بهذا الأمر لأن الشياطين تجلس عليه ويجلبوا الغواية لذلك ما أن ينبت الشعر على العضو يسرعن إلى الحمام لإزالته , ولم يكن يزلن الشعر عن أعضائهن الأنثوية فحسب , بل عن أرجلهن وآباطهن وعن كل ثنية من أجسادهن , بما فيه الأنف وإزالة الشعر تتم بمعجون يصنع من السكر وبعض الليمون يطبخ بطريقة ما . وبعد ساعات من التبخير والفرك والمساج تنتقل المستحمات إلى قاعة للاستراحة تبلغ فيها مباهج الحمام الحسية ذروتها من الخدر اللذيذ , وتبدأ الأحاديث الماجنة مع الشراب الساخن التي يتعمدن بها إثارة غرائزهن ليذهبن لرجالهن نظيفات شبقات .

الحريم والسياسة[عدل | عدل المصدر]

بما أن الخليفة يمثل الله على الأرض , وبما أن الإسلام اعتبر المرأة حرمه فإن الخليفة يكرس ذلك بالضرورة وبكونه المصدر الأعلى فهو يعارض وصول النساء إلى السلطة وبكون الإسلام أقر مكان المرأة بيتها توج ذلك الخليفة بسجنها بين أسوار الحرملك وأباح للرجال القيادات تحت أسماء وألقاب تنادي ببقاء الله حاضرا في دينيه أصدر الخليفة ألقابا مثل : ركن الدين , عميد الملك , سيف الدولة , ناصر الدين . وقد أقصى الإسلام المرأة عن القيادة رغم المحاولات التي قامت من النساء لإبراز حقهن السلطوي عبر المسيرة الإسلامية والتي اعتبرتها النساء رمزا لهم سلطة أم سلمة إحدى زوجات الرسول الثقافية وتأثيرات عائشة زوجة الرسول الأخيرة على قرار محمد النبي وتشريعاته النسائية , لكن بطش يد الله بخليفته أجهضت كل المحاولات وبدأن الحريم المشغولات بالسياسة يتحين الفرص ولو عن طريق إغراء الخلفاء والسلاطين لينلن ما يصبون إليه . تيمنا بعائشة زوجة محمد التي كانت تستعمل فن الغواية لتمرير مشاريعها السياسية .

من النساء اللواتي كسرن القواعد ووصلن بطرقهن إلى سدة السلطنة سلطانات المماليك رضية و وشجرة الدر , حيث استلمت السلطانة رضية وهي بنت شمس الدين ايتلوتمش في دلهي عام 634 هجري وكان خاتمها يمهر فوق العبارة : السلطانة الأعظم جلالة الدين والدنيا الملكة اتلوتمش " وتعاقب السعي وراء القرار السياسي للسطانات حتى في أثناء السيطرة العثمانية وكن يقمعن أو يقتلن تحت تسميات لا تمت لفعلتهن بشيء , وبدأن يتحين ضعف الرجال أمام حاجتهم الجسدية . هذا ما حدث بعد موت السلطان العثماني سليمان القانوني , ولم يعد السلاطين يقودون جيوشهم , بل تراجعوا إلى رحم الحرملك وقضوا جل وقتهم بأحضان الحريم , حيث بدأت المبادرة السياسية تنسحب من كف السلاطين إلى عقول السلطانات اللواتي استحوذن بالحكم وهن في سجونهم المترفة (الحرملك) فقد أخضعن البلاط والديوان والقصر برمته لإرادتهم من خلا خصيانهن , وكن يخترن حكام الأقاليم ويحكن المؤامرات مع البلدان الأجنبية . بافا ابنة البندقية أصبحت سلطانة تدعى صفية بعد أسرها من قبل الأتراك وبيعيت إلى مراد الرابع وأصبحت من حريمه وكان والدها بالأساس حاكم البندقية فأصبحت تحيك المؤامرات لصالح البندقية عبر يهودية تبيع الجواهر بالحرملك .

ثورة الحريم[عدل | عدل المصدر]

هي الثورة التي انطلقت من الداخل عبر الفراش وكانت أسلحتهن الجسد والغواية من خلال ملكات الأيمان كما ذكرهن الله في كتابه. إماء استطعن التأثير على الخلفاء مثل حبابة خليلة عبد الملك وخيزران زوجة المهدي ,وهي أول جارية احتالت للوصول حتى لعبت دورا مهما في سياسة الدولة . لقد مارست الخيزران السلطة لفترة طويلة جدا من الزمن ومن خلال عدد من الخلفاء , زوجها وولديها ومن خلالها حكمت الأمة والإمبرطورية بكاملها . ومن الحريم اللواتي حركن السياسة أيضا شغف أم المقتدر بالله , وكانت النساء كالرجال يعتبرن الاغتيال السياسي هو الطريق الأقرب للتخلص من المعوقات , ولكن اغتيالهن هو أكثر نعومة مثل الخنق والتسميم , بدلا من استعمال السيوف والخناجر.