الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإنتخابات اللبنانية 2018»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Wiki 12345
طلا ملخص تعديل
imported>خازوق
لا ملخص تعديل
سطر 4:
أيام الوصاية [[سوريا|السورية]]، كانت الانتخابات النيابية تحصل بإدارة [[دائرة المخابرات|المخابرات السورية]] وتوابعها، بدءاً من إقرار القانون الانتخابي ، مروراً بالمرشحين المختارين الفائزين وحتى الخاسرين. كان المجلس النيابي [[سوريا|سورياً]] بامتياز، يطعمونه ببعض الأسماء السيادية (بطرس حرب، الراحل نسيب لحود) التي [[معارضة|تعترض]] لكنها تعرف حدودها [[دبلوماسية|ودبلوماسيتها]]، والناس تتلهى بمسرح المجلس الذي يقر قانوناً في اليوم الأول بشبه اجماع، ويلغيه في اليوم الثاني بشبه اجماع بعد تلقيه اتصالاً من عنجر.
 
كان خروج الجيش السوري من [[لبنان]] لحظة [[تاريخ]]ية، بعد أكثر من ربع قرن من وصاية البؤس والهوان. لكن بعد عام 2005 غرقت [[لبنان]] في ثقافة المحاور وثقافة الشارع. جزء من ال[[مثقف]]ين راهن على الدولة وقيامها والعبور إليها، وخيّبت آمالهم المحاصصة والاتفاقات والتسويات، وجزء آخر كان يغني على ليلاه في ميدان الممانعة. استمرت وتيرة المحاور نفسها في انتخابات 2009 والصراع بين ثقافة الدولة وثقافة [[السلاح]]، من دون أن نصل إلى أدنى حل، بل وصلنا الى مستنقع الإحباط، بدا كأن معظم ال[[مثقف]]ين غادروا المشهد، آثروا الانزواء أو [[السكوت|الصمت]] في العام 2018، بدت الأمور أكثر ضبابية وأكثر تعقيداً ووقاحة وفجاجة وسخفاً، أقرت الكتل النيابية المسيطرة قانوناً انتخابياً انكشارياً بوصاية حزب الله بدل المخابرات السورية. كان قانون اللحظة الأخيرة، ولم ينج من هجاء بعض أركان [[السلطة]]، الى درجة سمّوه القانون المسخ والقانون الخبيث واللئيم. وحده [[حزب الله]] اعتبره القانون الأمثل منذ تأسيس الجمهورية اللبنانية، ربما لأن حزب الله الأكثر ارتياحاً في هذا القانون، ومع ذلك لم يتردد في [[كافر|تكفير]] من يجرب أن ينافسه أو يعترض على سياسته.
 
سقطت موجات الاصطفاف العبثي بين 8 و14 آذار في وتيرة تحالفات سوريالية [[وجودية|عبثية]] . رأينا السيادي في أحضان [[عروبة|القومي]] الاجتماعي السوري ، والمستقبلي يداً بيد مع الارسلاني ، والأبناء في مواجهة الآباء أو على خطاهم، و[[مسيحية|المسيحي]] المتزمت (الباسيلي) في خندق واحد مع [[الإخوان]]ي المتهم ب[[الإرهاب]]، و[[يسارية|اليساري]] النقابي تحت مظلة الرأسمالي، والمدني متلطياً خلف العسكريتاري، والحزبي الإلهي مع قدامى المحاربين القواتيين ، ورجل الكسارات وطحن الجبال مع "التقيّ" ومن يدعي محاربة [[الفساد]]، والمتموّل يطيح بـ الحزبي المخضرم أو يشتريه، والشيوعي ال[[إلحاد]]ي مع العلماء المسلمين.
سطر 10:
غلبت ساحة ال[[فيسبوك]] على كل شيء، صرنا في زمن الناشط الفيسبوكي و[[تويتر|التغريدة]] والهاشتاغ. صدرت بيانات ثقافية شحيحة حول [[الإنتخابات]] والقانون، وبدا كأنها ولدت في الفيسبوك و[[الموت|ماتت]] في الفيسبوك. كتبها اشخاص ووزعت، وحملت تواقيع كثيرة، بعضهم وقعها دون ان يعرف مضمونها أو ضجر من مضمونها، وكانت بلا تأثير وبلا اثر. عدا ترهل ثقافة [[معارضة|الاعتراض]]، اندفع كثيرون من [[إعلاميون |الإعلاميين]] للترشح للانتخابات، بلا أي سياق، بلا أي مشروع، بلا اي مقدمات. جزء كبير منهم ربما اعتبر الشهرة طريقة لجذب الناخبين، وجزء آخر انسحب، وجزء ثالث دخل في المعمعة.
 
حولت الحملات الانتخابية الشعارات إلى [[نكتة|كوميديا]] عن قصد أو عن غير قصد، بدءاً من غيبيات الخرزة الزرقاء، مروراً بالشعارات الضيعجية في المدن ضد الغريب والتي تريد فحص دم المرشح لتبيان نسبه وأصله وفصله , حتى الشعارات المطلبية الاجتماعية والسياسية تبدو غارقة في [[غباء|الحمق]]. مرشح عاطل عن العمل يعدنا بفرص العمل فور نجاحه، ومرشحة أخرى تتحدث عن نزع [[سلاح]] [[حزب الله]] كما لو أنها صاحبة القرار بهذا الخصوص، بعضهم يعدنا بالشقق بأبخس الاثمان، وأحدهم يقول لنا بكل وضوح وربما بشيء من المزاح معا نستطيع تشريع زراعة ال[[حشيش]]ة.
 
سيعود كل شيء إلى حاله. محاربة [[الفساد]] لن تكون عنواناً أساسياً لمن يرفعها. تحقيق الإنماء والإعمار لن يحصل على أيدي كل من وعد بها. لو أرادوا لفعلوا ذلك في العقود والسنوات السابقة، لا بل في ربع القرن الأخير، الذي يمسكون فيه ب[[السلطة]]. عن أي انتخاباتٍ تتحدثون، و[[ديمقراطية]] التهديد بالصرف من العمل هيمنت على القطاعين الخاص والعام. إن لم تنتخب لوائحنا، لا تأتي إلى العمل صباح الإثنين . هكذا بكل بساطةٍ جرت الانتخابات في [[لبنان]]. م[[ضحك]]ون [[أمريكا|الأميركيون]] و[[أوروبا|الأوروبيون]] حين يتكلمون عن لبنان بصيغة أنه البلد العربي الديمقراطي الوحيد في [[الشرق الأوسط]] . حسناً، ديمقراطيتنا زائدة إلى درجة أن رجال أعمال يشترون الأصوات الانتخابية والشعب راضٍ ، وأن [[رجال دين]] يسخّرون هيبتهم انتخابياً والشعب راضٍ ، وأن أمراء حرب يسعرّون ويهددون والشعب راضٍ . ديمقراطية الديكتاتورية هو العنوان الأسلم للانتخابات اللبنانية.
سطر 16:
ما يجري في لبنان ليس عملية انتخابية بالمعنى الصحيح، بل حرب سياسية مليشياوية مصطنعة، لن تؤدي سوى إلى استمرار وجودية الطبقة الحاكمة حتى إشعار آخر. الصدق لم يمر قط في [[لبنان]]، بلاد الكذب المتناسل، ولم يتغلغل إلى وعينا الجماعي. الكذب هو أساس الصيغة اللبنانية، وهلمّ جرا. [[كذاب|الكذب]] هو ما أنتج صيغةً طوائفيةً كاذبة، ترفض [[علمانية]] الدولة، لمصلحة حرّاس الطوائف والمناطق وأمراء الحرب.
==سقوط الحريري في الانتخابات==
نتائج [[الانتخابات]] أظهرت تقدما كبيرا لحزبل[[حزب الله]] وحلفائه على حساب تيار المستقبل الذي يتزعمه [[سعد الحريري]]. الانتخابات انتهت بسقوط مدو للحريري ، حليف [[السعودية]] ، في المقابل ، عززت من نفوذ حزب الله ، أقوى مليشيا في [[الشرق الأوسط]] وحليف [[إيران]]. صناديق الاقتراع منحت [[حزب الله]] الحق الكامل في النقض في [[برلمان عربي|البرلمان]] اللبناني وهو ما دفع السلطات ال[[إسرائيل]]ية للقول إنها لن تميز بين حزب الله وبين الدولة ال[[لبنان]]ية وأعربت عن استعدادها لاحتمال وقوع صراع مسلح .
 
هذه الانتخابات جردت [[السعودية]] من أي شعور بالحماس والأمل، كما خفضت من سقف تطلعاتها في البلاد، حيث حصل حزب تيار المستقبل حليف الرياض ، على 21 مقعدا في البرلمان اللبناني. حتى لو أضيف هذا العدد إلى عدد المقاعد التي حظيت بها بقية الأحزاب المتحالفة مع الحريري ، فلن يصل هذا العدد حتى إلى نصف مقاعد البرلمان اللبناني . في المقابل، حصل التحالف [[الشيعة|الشيعي]] ، الذي يضم حزب الله وحركة أمل، على نصف المقاعد البرلمانية، مما رجح كفة ميزان القوى لصالح [[إيران]] . الحريري لم يحقق النتائج المرجوة، بل على العكس، كانت نتائج [[الانتخابات]] أسوأ بكثير من المتوقع. ولم تقتصر خسارته بعد حادثة نفيه الغريبة في [[الرياض]] 2017 ، على عجزه عن الحفاظ على المقاعد 33 التي فاز بها سنة 2009 ، بل تعدى الأمر ذلك إلى درجة خسارة 13 مقعدا في البرلمان.
مستخدم مجهول
الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح