الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وعاظ السلاطين»
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر 25:
| '''[[العراق]]'''
|}<noinclude>
'''وعّاظ السلاطين''' واحد من أهم الكتب التى قامت بتشريح ال[[تاريخ]] [[الإسلام]]ى على طاولة علم الاجتماع ، كتبه عالم الاجتماع [[العراق]]ى الشهير [[علي الوردي]] الذى تعرض بسببه لهجوم شديد ، نظراً لمنهجيته الصارمة ومحاولته الدائبة للحفر فى بئر ال[[تاريخ]] للوصول إلى صفاء [[الحقيقة]] بعيداً عن ركام السائد والمألوف والمشهور والمنتشر . ورغم أنه قد كُتب فى منتصف خمسينات القرن الماضى فإننا نحتاج قراءته مراراً وتكراراً، يبدأ الكتاب فى مقدمته
الخليفة [[انفصام الشخصية|مزدوج الشخصية]] إذا جاء وقت الوعظ [[بكاء|بكى]] ، وإذا جاء وقت ال[[سياسة]] [[دكتاتور|طغى]] . هذه العبارة ذات الدلالة التى لم تغيرها العصور والأزمنة ، كتبها د. على الوردى، وهى لا تعبّر عن ازدواجية حكام [[العراق]] فقط، ولكنها ما زالت تنبض
{{قال|لقد صار الوعظ مهنة تدر على صاحبها [[دولار|الأموال]]، وتمنحه مركزاً اجتماعياً لا بأس به، وأخذ يحترف مهنة الوعظ كل من فشل فى الحصول على مهنة أخرى، إنها مهنة سهلة على أى حال، فهى لا تحتاج إلا إلى حفظ بعض الآيات والأحاديث ثم ارتداء الألبسة الفضفاضة التى تملأ النظر وتخلبه، ويُستحسن فى الواعظ أن يكون ذا [[لحية]] كبيرة كثة و[[عمامة]] قوراء، ثم يأخذ بعد ذلك بإعلان الويل والثبور على الناس، [[البكاء|فيبكى]] ويستبكى، ويخرج الناس من عنده وهم واثقون بأن [[الله]] قد رضى عنهم بمجرد سماعه، ويأتى المترفون والحكام فيغدقون على هذا الواعظ المؤمن ما يجعله مثلهم مترفاً [[سعادة|سعيداً]] , الواقع أن الوعّاظ و[[دكتاتور|الطغاة]] من نوع واحد، هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم، وأولئك يظلمونهم بأقوالهم، فلو أن الواعظين كرّسوا خطبهم الرنانة على توالى العصور فى مكافحة [[دكتاتور|الطغاة]] وإظهار عيوبهم لصار البشر على غير ما هم عليه الآن .}}
طرح الوردى عدة أسئلة صادمة بقراءة جديدة لل[[تاريخ]] الإسلامى ، من ضمن الأحجار التى ألقاها الوردى فى بحيرة الإجابات الجاهزة الراكدة شخصية '''أبى ذر''' الذى تم تهميشه ونفيه ومطاردته حياً وميتاً و[[الممنوع|منع]] تشييعه ووداعه لصالح
صدمة أخرى عن [[العدم|الوهم]] الذى عشنا فيه كل هذه القرون والمسمى بـ '''ابن سبأ''' رغم أن [[مروان بن الحكم]] فى الفتنة الكبرى بتصرفاته كان سبئياً حتى النخاع!، كل الرذائل والخطايا التى أصيب بها المسلمون محركها من وجهة نظر ال[[تاريخ]] الإسلامى هو عبدالله بن سبأ، لدرجة أننى تخيلت أنهم سيتهمونه فى وباء [[إنفلونزا الطيور]] , يقول [[طه حسين]]: عبدالله بن سبأ وهم من الأوهام، ويقول الوردى إنه اختراع ، ويختتم الفصل الخاص به بقوله:
{{قال|ابن سبأ موجود فى كل زمان ومكان، فكل ثورة يكمن وراءها ابن سبأ، فإن هى نجحت اختفى [[اسم]] ابن سبأ من تاريخها وأصبحت حركة فضلى، أما إذا فشلت فالبلاء نازل على رأس ابن سبأ.}}
صدمة أخرى فى قراءة الوردى المبتكرة لشخصية '''أبى جهل''' لا بد أن تثير حفيظة من تعوّد على [[مقدس|تقديس]] القديم بلا نقاش، كتب الوردى :
{{قال|الفرق بين أبى جهل وغيره من نبلاء قريش فى الشخصية لم يكن كبيراً، فمعظمهم كان من الطبقة المرابية المستغلة المتعالية، ومن سوء حظ أبى جهل أنه قُتل فى معركة بدر فى صف المشركين، فنال [[اللعنة|لعنة]] الأبد، ولو أن الصدفة ساعدته كما ساعدت غيره فنجا من تلك المعركة ثم بقى إلى يوم الفتح فأسلم لصار من كبار القواد الذين رفعوا راية [[الإسلام]]!! إنها مسألة صدفة، وإذا كان أبو ذر رافع راية [[المساواة]] الاقتصادية فإن عمار بن ياسر رافع راية المساواة الاجتماعية .}}
|