الفرق بين المراجعتين لصفحة: «دمشق»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 4 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 4:
كون مركز المدينة حتى الآن لم يحظى بقصف طائرات الميغ واستهداف مدفعية قاسيون وقنص الحواجز وخبرات [[سلاح كيمياوي|سلاح الحرب الكيميائية]]، يجعل منها مدينة طبيعية طالما أن [[مصطلحات|مصطلح]] طبيعية في الحالة السورية العامة هو قدرة الناس على فتح نوافذ بيتهم واستنشاق هواء طبيعي وسماع الرصاص عن بعد وليس في ال[[حارة]] ذاتها ووجود جنازات نتجت عن حالة [[موت]] طبيعي . شوارع العاصمة دمشق هي أكثر الشوارع هدوءاً من جانب خلوها من اشتباكات عسكرية مباشرة ، ومن جانب بعدها النسبي عن جبهات القتال، لا تجد [[الأعور الدجال|كاميرات]] [[وسائل الإعلام|الإعلام]] الرسمي السوري والأكثر من رسمي ال[[لبنان]]ي أفضل من تلك الشوارع لجولات كاميراتها و[[صحفي|صحافييها]] ، فوجود [[الأطفال|طفل]] على أرجوحة في حديقة التجارة أو تشرين كفيل بالنسبة لهذا الإعلام أن يقدم دمشق على أنها باريس من حيث ال[[حياة]] الطبيعية والهدوء و[[كذاب|كذب]] القنوات الأخرى التي تقول بأن دمشق غير مستقرة . قبل عشرات سنوات أدرك [[حافظ الأسد]]، ومن بعده نجله ووريثه فى الحُكم [[بشار الأسد]] ، أن سقوط دمشق هو سقوط للنظام بأكمله ؛ فعملا على تحصينها بمخيمات عسكرية أغلبية ساكنيها من [[علوية|العلويين]]، تنحصر مهامها في مراقبة المحاور الرئيسة المؤدية إلى خارج العاصمة حال وجود أية حركات احتجاجية ، فضلًا عن تأسيس جيش من [[شبيحة|المخبرين]] فى العاصمة السورية كشركاء للنظام، ينقلون له كُل الأحاديث على [[مقهى|المقاهي]]، ويرصدون أية نواة تجمع احتجاجي.
 
شرع [[بشار الأسد]] فى تشييد أحياء كبيرة مزودة بمراكز تجارية ومناطق ترفيه كمناطق سكنية لكوادر الجيش القادمين من الأقاليم ، وخاصة من المناطق ال[[علوية]] . كما وزع ال[[موظف]]ين والعسكريين ذوي الرتب الأدنى بالضواحي في أحياء ومخيمات عسكرية واقعة على الطرق الرئيسة ؛ كقوة أمنية لقطع الطرق حال حدوث أي [[معارضة|احتجاجات]] ، وعزل العاصمة عن المدن الباقية . تحولت دمشق بهذا التصميم العمرانى ، والانتشار المُكثف لل[[مخبر]]ين في كُل أزقة العاصمة ، وقوات الأمن المنتشرة على الطرق السريعة [[قبر|مقبرة]] لكُل [[مواطن]] تسول له نفسه الهمس عن نظام بشار الأسد بسوء , ما بتعرفوا [[دائرة المخابرات|المخابرات]] عنّا هون.. ولك بيحطوك في حِمِض بتدوب فيه ما حدا بيعرف إذا [[الله]] خلقك . على خلاف الصورة الغالبة للمدن السورية في [[آخر الأخبار|نشرات الأخبار]]، التي تحمل في يومياتها مشاهد عن الدم والقصف والتفجيرات، وأرقامًا بالآلاف حول [[نزوح]] [[مواطن]]يها إلى الخارج، تظل العاصمة السورية دمشق، ومركز [[السلطة]] لنظام بشار الأسد، مُحتفظة بقدر من الاستقرار الأمنى لسكانها ؛ أتاح لهم الاستمرار بال[[حياة]] في كنف [[السلطة]] التي وظفتهم كدليل على الوضع الآمن ل[[سوريا]].
 
أحد المشاهد الدالة على الانفصال الكامل عما يعيشه سكان دمشق عن أقرانهم في ال[[مدن]] التي تخضع لحروب، هو تحول حي باب شرقي، أحد أحياء دمشق القديمة إلى مركز لل[[حياة]] الليلية في دمشق؛ إذ جرى افتتاح حانات ليلية على مدار السنوات السابقة، ونواد لل[[رقص]] بكثافة، يرتادها السكان يوميًا، وتكتظ يومي الخميس و[[الجمعة]] كحال أغلب بارات [[أوروبا]]. يتجلى هذا الانفصال الشعوري عن آثار الحرب الدائرة على بعد أمتار في [[مدن]] مجاورة لهم في اللافتات التي تزينت بها هذه الحانات؛ إذ وُجدت لافتة كُتِبَ عليها , اشرب بكرا تحت [[القبر|التراب]] .
109

تعديل

الكوكيز تساعدنا على تقديم خدماتنا. باستخدام خدماتنا، فأنت توافق على استخدام الكوكيز.

قائمة التصفح