خالد الجندي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

خالد الجندي (1961) رجل دين مودرن من مصر يطوع الدين من أجل خدمة ولي الأمر وصاحب النعمة عليه. اكتشفه أول مرة وتلقفه من قهوة شارع الصحافة، خيري رمضان، الذي كان في فترة عمله في جريدة الأهرام العربي قد عثر على الجندي في هذا المقهى الذي يقع بالقرب من مؤسستي الأهرام وأخبار اليوم، ولعله كان معيناً إماماً من قبل وزارة الأوقاف في زاوية قريبة، فكان يقضي الوقت بين الصلوات على المقهى يشرب الأرجيله، ويداعب الجالسين، باعتباره خفيف الظل. ومن هناك كان الاكتشاف وكانت البداية بتخليق زاوية له في الأهرام العربي عن تفسير الأحلام، وعندما أصبح خيري رمضان مذيعاً، استضافه في برنامجه لينطلق الجندي من هناك بعد أن وجدوا أنه يصلح لفقرات ما يطلبه المستمعون، قبل أن يهتدي هو إلى أن المهم هو شخص الرئيس والأجهزة الأمنية التي ترفع له التقارير.

في اكتوبر 2020 خطب مستهيناً بالدعوة التي انطلقت بمقاطعة البضائع الفرنسية احتجاجاً على الإهانات المتواصلة للرسول محمد، كما لو كان يتلو بيانه انحيازاً لحسني مبارك؛ فنفس التون، ونفس الحماس والاندفاع، ونفس الاضطراب الفكري , فكلنا نذكر الخطاب الناري لخالد الجندي في الأيام الأولى للثورة المصرية وإذ استعان به نظام مبارك، وربما قدم هو خدماته، فكانا كمنهوك على منهوك، فلما اشتد عود الثورة تراجع عن هذا الخطاب وبنفس الحماس، وعمل على خطب ودها، والتقرب إليها بالنوافل، حتى إذا وقع الانقلاب العسكري انحاز له؛ فلديه استعداد لأن يبيع السيسي عند أول منعطف كما باع من قبل مبارك وزمانه .

ربما اعتقد نظام مبارك أن الجندي له شعبية في أوساط المتدينين، ففتح أمامه المجال، وهو الذي كان مفتوحاً لملء الفراغ الديني والاستيلاء على العاطفة الدينية، بعد اندفاع دولة مبارك في التخلص من الخطاب الحماسي، فتم فتح المجال لخالد الجندي وعمرو خالد وأمثالهما، في وقت غُيب فيه الشيخ عبد الحميد كشك، والمحلاوي، وفوزي السعيد، بل وعمر عبد الكافي لأنه تجاوز سقف الشهرة المسموح به أمنياً.

خالد الجندي استهان بالدعوة لمقاطعة السلع الفرنسية، واعتبرها بلا قيمة، بدلا من أن يغضب لتعمد توجيه الإهانة لرسول الإسلام، وتوجيهها في هذه المرة ليس من قبل شخص، أو رسام، أو صحيفة، فالرئيس الفرنسي نفسه تبنى هذه الإساءة، وقال لا شيء يجعلنا نتراجع .وإذا كان خالد الجندي عبر قناة "دي إم سي"، ممثلا للخطاب الرسمي في عواصم الثورة المضادة، لا يرى قيمة للمقاطعة، فما هو سبيله لرد هذا الاعتداء الذي يأتي من جهة رسمية، ومن الرئيس الفرنسي نفسه؟

كان يمكن تقبل هذا الكلام لو أن المذكور دافع عن نبي الإسلام، ورد الصاع صاعين لماكرون، ولكل من تطاول على النبي لكنه لم يفعل، وتعامل مع الرسول كما تعامل معه خطاب الأذرع الإعلامية على أنه شأن تركي، ما دام أردوغان هو من يتصدر المشهد دفاعاً وإدانة، وما دام هناك صمت رسمي في مصر، وانحياز من قبل محمد بن زايد لفرنسا، فلم يهتز ولم يتململ لهذه الإهانات، بل إنه اندفع في الاتجاه الآخر وكأنه ابن ماكرون البار، فليس كل الفرنسيين مع هذا الخطاب، بل إن زعيم المعارضة في فرنسا وجد في خطاب الرئيس ما من شأنه الإضرار بمصالح البلاد، وأوشك أن يتهمه بالرعونة.

إن المقاطعة ولو بدون أن تلحق ضرراً بالاقتصاد الفرنسي؛ هي التصرف الطبيعي لرد هذا العدوان واستنكاره، وإن الذين تبنوا الدعوة يستحقون التحية، وإذا كان لا يمكن لخالد الجندي ذلك، فكان يمكنه الصمت، لكنه مسيّر لا مخيّر، وهو يعرف من أين تؤكل الكتف، فكان مع مبارك ثم انقلب عليه ليصبح مع الثورة عليه، والفاصل بين الموقف ونقيضه هو بضعة أيام، وهو أمر كاشف عن أنه ملعوب في أساسه الفكري .

مشكلة خالد الجندي في أنه يخطئ في تشكيل لقبه، فبدلا من كسر الجيم فإنه يضمها، فلا يتصور نفسه إلا عسكري مراسلة، يعمل في خدمة السادة الضباط، وعندما يتذكر أنه في الحياة المدنية، فلا يعرف منها سوى محمد بن زايد. كان يمكن لخالد الجندي أن يكون عارض أزياء موهوب.