خول
كلمة خول يقصد به الرجل الذي لديه صفات انثوية او الذي يمارس الجنس مع الرجال او الذي يمشي مع فتيات شرموطات . خول ليست كلمة عامية دارجة بل هي كلمة فصيحة درجت على ألسنة العرب و الشعراء قديما و هي بالفعل كلمة تصلح للسباب , و لكن معناها و دلالتها لديك خارجة تماما عن معناها الأصلي . الخول لغة: هم العبيد و الخدم و الأتباع الذين لا رأي و لا كلمة إلا لسيدهم , فهم قد خوَّلوا سيدهم بالتصرف في أمرهم و مالهم , يقال القوم خول فلان أي عبيده و اتباعه و كلمة خول وردت في القرآن اشتقاقا:
” | ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ | “ |
خوله هنا في الآيه بنفس المعنى , اعطاه و ملكه . و كلمة خول وردت أيضا في حديث للنبي محمد موصيا بالعبيد:
” | عن أبي ذرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " (إخوانكم خوَلُكم، جعلهم اللّه تحت أيديكم. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس. ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن تكلَفوهم فأعينوهم | “ |
وردت كلمة خول أيضا في أمهات القصائد , دونك ما هذا البيت المنسوب لامرؤ القيس :
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم | وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ |
الشاعر يطالبهم بأخذ الثأر في ابن عمهم و إلا فما هم يستحقون أن يكونوا أو قيبلة أو عبيدا . كلمة خول تستخدم للمفرد و الجمع . طالما أنت تقرأ هذه المقالة و تفهمها و تعيها , فأنت إذن عربي الهوية و بما انك عربي الهوية مثلي فأنت خول بن خول بن خول مثلي تماما . متى كنت حرا في قرارك , حدثني عن مرة واحدة قلت رأيك فيها بحرية و بصراحة , حدثني عن الإنتخابات في بلادك . حدثني يا حضرة الخول عن جلالة الرئيس أو جلالة الملك أو جلالة السلطان الذي يحكمك : هل اخترته أم ولدت فوجدته فرضا عليك كالماء و الهواء هل تستطيع أن تصرخ فيه او على الأقل أن تعارضه ؟! هل تستطيع أن ترفض قراراته ؟! الرعاع و الأوشاب يتشاجرون في السوق و يسبون لبعضهم الله دون أن يهتز لهم جفن , فهل وجدتهم مرة واجدة يسبون جلالة الملك أو فخامة الرئيس أتعرف لماذا لأنهم خولات مثلي و مثلك تماما و لكنهم يدعون الشجاعة و البطولة بالتجرء على الله عز و جل لأنه هو الغفور الرحيم. أما جلالة الملك أو فخامة الرئيس فهو المتجبر القهار .
دونك ما يسمى بالربيع العربي لتتأكد أن العرب هم أمة من الخول : خولات ليبيا أتباع سيدهم معمر القذافي يأكلهم الحنين لزمان سيدهم العقيد الملهم و كتابه الأخضر و يعيثون في البلاد و العباد قتلا و فسادا و تدميرا . خولات تونس تقتلتهم الفرقة و التشرذم و التصارع على الكعكة بعد رحيل سيدهم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي , و مثلهم تماما خولات اليمن . خولات مصر اسقطوا سيدهم فخامة الرئيس حسني مبارك و حاكموه ثم برؤوه و كرموه, تظاهروا بالملايين عشرات المرات أن يسقط , يسقط حكم العسكر ثم تظاهروا بالملايين لعودة العسكر و غنوا لهم تسلم الأيادي يا جيش بلادي . خولات سوريا حديثهم يطول و لن يتسع المجال للحديث عنهم , أما الخولات الذين لم يثوروا و أحسبهم لن يثوروا ابدا, فأجمل ما قيل فيهم هو ما قاله الشاعر الراحل الكبير أمل دنقل:
- والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس
- مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها
- فانتخَتْ,
- وبأعينِها.. فارتخَتْ,
- وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
عقلية العبيد الخول تكاد ان تكون جينا وراثيا في اصلابنا لا نستطيع من الفكاك . أنا و انت و نحن و هم ولدنا و نشأنا و كبرنا يحيطونا واقع الخول العبودية , حتمية اننا خولنا جلالته او فخامته أو سموه للتصرف في مقاديرنا كيف يشاء و أن نسمع و نطيع, فكيف لنا أن نخرج من ذلك و نحن نعيشه من زمن الحجاج و حتى تاريخه , و بعض المصريين يعيشونه من زمن فرعون حتى تاريخه, و آخرون , العراقيون يعيشونه من زمن النمرود حتى تاريخه . أليس غريبا ان تكون هذه الأرض العربية هي أرض فرعون و النمرود و الجبارين و ثمود الذين طغوا في البلاد و عاد الذين استكبروا في الأرض بغير الحق و قوم لوط الذين كذبوا المرسلين أيها السادة: رجاءا, إرفعو الأقنعة لتكتشفوا أنكم و أننا مجرد خولات و الخول أمثالنا و أمثالكم لا يستحقون الحرية .