دراكولا

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأمير فلاديسلاف الثالث (1413-1476) المعروف باسم دراكولا المُخَوزِق , أمير فالاشيا (بالرومانية: Valachia) هي منطقة جغرافية وتاريخية في رومانيا , دراكولا هو لقب عائلته . من أبناء الإمارات الأوروبية الذين أسروا صغارًا وأُنشئوا على الولاء للسلطنة العثمانية . أُخذ أسيرا وهو صغير هو وأخوه رودو بعد هزيمة أبيهم فلاديسلاف الثاني وظلا تحت كنف السلطنة العثمانية في عهد السلطان مراد والد محمد الفاتح وتعلما فنون الحرب والقتال، وكان هذا تقليدًا عثمانيًا غريبًا بأسر أبناء أمراء أوروبا التي فتحتها السلطنة العثمانية ومحاولة خلق فيهم وهم صغار روح الولاء للسلطنة وللسلطان. في حالة دراكولا المُخَوزِق فشلت تلك الإستراتيجية بالتأكيد .أبناء أمراء الولايات الأوروبية المنهزمة كانوا أسارى للسلطنة العثمانية صغارًا تمهيدا لتدجينهم للولاء العثماني وتعليمهم اللغة والثقافة التركية وأصول الحرب ومن ثم إرسالهم كبارًا لحكم بلادهم تحت اللواء العثماني .

برغم تنصيبه على واليشا , الإمارة الفاصلة بين السلطنة وبين المجر ومحل النزاع الدائم بينهما, من قبل السلطان محمد الفاتح إلا أن فلاديسلاف الثالث ركن إلى حاكم المجر جون هونيادي ، الذي استفاد بمعرفة فلاديسلاف دراكولا، الناقم على محمد الفاتح شخصيا والمد العثماني بأوروبا عموما، باللغة والثقافة التركية والأمور الداخلية للسلطنة ؛ واتفقا على الإطاحة بمحمد الفاتح ووقف مد جيش محمد الفاتح إلى المجر . وعلى إثر ذلك قام فلاديسلاف دراكولا بقتل رُسل أتوه من قبل محمد الفاتح يطلب منه الخراج وخوزقتهم على أعواد خشبية، وذلك بحجة أنهم لم يحترموه بالشكل الكافي ولم يرفعوا خوذاتهم الحربية في حضرته حينما أمرهم بذلك، وأجابوه أنهم “لايرفعونها إلا عند الصلاة” ! غير أنهم بالتأكيد يرفعونها في حضرة محمد الفاتح لكن العزة أمام العدو واجبة بلا شك .

لم يكتفِ فلاديسلاف دراكولا بذلك ولكن لتوطيد علاقته بحاكم المجر أغار على إمارات تركية متاخمة وقام بقتل الآلاف من الفلاحين رجالًا ونساءً وأطفالًا وخوزقتهم كصك ولاء لحاكم المجر . فحشد الفاتح متوجها إلى واليشيا للقضاء على دراكولا المُخوزق فتم استدراك الجيش العثماني في المعركة الوحيدة التي خسرها الفاتح واسمها الهجوم الليلي على تارجوفيجت ولولا خيانة أحد أصدقاء دراكولا له مما أدى إلى تقهقره وهربه إلى المجر لربما كانت نهاية جيش الفاتح عن بكرة أبيه في هجوم مباغت . معركة الهجوم الليلي ، والتي بسببها تم إلصاق الأساطير لدراكولا وقدراته اللابشرية واستطاعته هزيمة الجيش العثماني الذي اكتسح أوروبا وأوقع فيهم خسارة فادحة في الأرواح والعتاد .

بعد ذلك بفترة قام السلطان العثماني بقيادة جيش من مائة وخمسين ألف مقاتل فقام بفتح مدينة بوخاريست المعقل الرئيسي لقوات دراكولا وهزيمة قواته ، لكن هذا الأخير استطاع الهرب واللجوء إلى ملك المجر من جديد ، وبعد تحرير السلطان محمد الفاتح رومانيا قام بتنصيب رودو أخ دراكولا الأصغر كحاكم لرومانيا . بعد لجوء دراكولا إلى المجر قام ملك المجر بالقبض على دراكولا وسجنه ، وفي خلال فترة سجنه تحول الأمير الروماني من الأرثوذوكسية إلى الكاثوليكية لكي يحظى بدعم البابا وبقية الدول المسيحية الكاثوليكية لاسترداد عرشه الضائع في رومانيا ، فبعد وفاة رودو الأخ الأصغر لدراكولا استطاع دراكولا أن يجمع جيشًا كبيرًا انطلاقًا من المجر لاسترداد عرشه ولمواجهة العثمانيين ، لكن هذه المحاولة الفاشلة كانت المحاولة الأخيرة في حياة دراكولا حيث لم يكتف العثمانيون هذه المرة بهزيمة جيش دراكولا فقط بل قاموا بقتله في المعركة .

وفي سنة 1897 قام الكاتب البريطاني “برام ستوكر” بتأليف كتاب روائي تحت اسم “دراكولا” وبنى الكاتب روايته أساسًا على قصة الأمير الروماني “فلاد تيبيسو” أو “فلاد الثالث” والملقب بدراكولا والتي تعني ابن دراكول أو ابن التنين باللغة الرومانية ولقب بهذا الاسم لأنه ورث الحكم عن أبيه الذي كان يلقب بالتنين نتيجة لكونه أحد أعضاء جماعة التنين السرية الذي تم تأسيسها من طرف ملوك أوروبا المسيحيون من أجل إيقاف المد العثماني في أوروبا الشرقية. دراكولا يعتبر بطلًا قوميًا في رومانيا لقيامه بالتمرد على السلطة العثمانية على الرغم من أساليبه المروعة في تصفية أعدائه وكونه طاغية يتلذذ بالتعذيب والقتل، إذ يصفه المؤرخون الرومانيون بالرجل الحكيم ورجل الحرب المتمرس.