سعدون جابر

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سعدون جابر (1950) فنان من العراق . يا طيور الطايرة , اغنية عرفت المستمع على المطرب سعدون جابر في بداية السبعينات . كان العالم آنذاك متهيئا لمؤتمر الشباب العالمي في برلين الشرقية . أعطى الملحن الشيوعي المعروف كوكب حمزه هذه الاغنية التي كتب كلماتها الشاعر الشيوعي زهيرالدجيلي ، الى سعدون جابر ليحلق بها مع تلك الطيور عاليا مع المد الشبابي اليساري إبان قيام الجبهة الوطنية التقدمية في العراق التي أعلن عنها في 16 يوليو 1973 والتي تشكلت ظاهريا لإقامة تحالف بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي والحزب الثوري الكردستاني وقسم مؤيد للحكومة من الحزب الديمقراطي الكردستاني ومستقلين متنوعين . سعدون جابر ، المطرب الذي لم يكن صوته مميزا ولم تكن حنجرته تطلق سوى طبقة واحدة عالية ومختتقة ومخدشة للسمع ، انطلق ليقف عنوة الى جانب حسين نعمة و حميد منصور وغيرهم من عمالقة الغناء العراقي انذاك ، مسخرا ذكائه المفرط واجادته اغتنام الفرص وركوب الموج مهما كانت هويته ونوعه .

راح سعدون جابر يصطاد بحذاقته المعروفة الكلمات الجيدة ومصدرها وشعبيتها . اختار أشعار عريان السيد خلف وأبو سرحان وناظم السماوي والتصق ايم التصاق بكوكب حمزة وكريم العراقي ، وكلهم كانوا شيوعيين فعاد وغنى الكنطره ابعيده و كوم سويلي جاره وغيرها فحلق عاليا في سماء الشهرة وتجاوز معاصريه من المطربين ليس بشيء سوى ذكاءه وحسن اغتنامه الفرص والظروف .

وفي الثمانينات حيث الحرب العراقية الإيرانية وتغير المناخ السياسي في العراق على اثر انفراط الجبهة الوطنية وتشتت الشعراء والملحنين اليساريين أمثال كوكب حمزه وكمال السيد وانزواء الشعراء اليساريين وهم مطاردين من السلطة , اتجه سعدون جابر بذكائه نحو مدينة العماره حيث صالون اجاجا في شارع المعارف . هنا مد سعدون جسرا بينه وبين شاعر العماره الرقيق سعدون قاسم وملحنها المبدع كاظم فندي . اخذ من هذا الثنائي الرائع اجمل اغان سعدون جابر في الثمانينات واذكر منها : هوا العالي ، ابشيره ، جتني الصبح ، يا حسافة عمري بيك ، وفينا وما وفو ، ياسكينه، بويه محمد , الى غيرها من الأغاني الجميلة التي عاد سعدون جابر ليحلق عاليا بها مع طيور العماره واهوارها .

في تلك الفترة اتصل سعدون جابر بالشاعر سعدون قاسم يطلبه قصيدة فورا لكي يغنيها في حفل زفاف نجل وزير الدفاع السعودي ، كهدية له من الفريق عدنان خير الله طلفاح . سعدون جابر مع كل الثروة التي كان يجنيها بفضل الشاعر والملحن ، لم يكن يعطيهم ما يستحقون من حقوق متعارف عليها في مجال الفن , لكن كاظم فندي وسعدون قاسم ظلا يحتفظان بعلاقة ود وصداقة مع سعدون جابر انطلاقا من تلك الطيبة والعفوية التي يتسم بها مجتمع مدينة العمارة ، مدينة الماء والسماء والصفاء .

لقد استفزنا ذلك اللقاء مع سعدون جابر من على قناة النيل الثقافية المصرية وهو يمر على اسماء الملحنين والشعراء الذين وقفوا وراء أغانيه التي غناها في مسيرته الغنائية . ذكر كوكب حمزة وطالب القرغللي و بليغ حمدي ! , ولم يشير اطلاقا الى الشاعر سعدون قاسم ولم يذكر الملحن كاظم فندي على الإطلاق .