الشرطة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من شرطة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشرطة آه يا قفاي , رجع وقفاه يقمر عيش , مثل مصري يقال لمن لم يستطع نيل ما يرغبه فعاد دونه , هذا في حياة المجتمع العربي العادية . أما في قسم الشرطة فمنذ دخولك يبدأ التقمير على مستوى الجرم الذي ترتكبه ، فسواء كنت تحمل ورقة لتوقيعها او مراجعة تريدها أو سؤالا اشكل عليك او الابلاغ عن حادث يزعجك فلا بد ان تضرب على قفاك .. لماذا ؟ لآن الشرطة في خدمة الشعب فلا عجب ان يخدمك الشرطي جيدا .

القفا ايها السادة فيه الكثير من الخلاف والاختلاف فهو في فلسطين يعني المؤخرة والمناسبة فان المؤخرة العيب لها أكثر من ثلاثين اسما في اللغة العربية ولا نريد تعدادها حتى لا يغضب المتدينون فهم يتغاضون عن الاسماء المعيبة في جسدك اما في مصر فيعني الرقبة الخلفية وفي سوريا يعني الظهر فيا ايها السادة اذا كنا لا نتفق على اسم للمؤخرة فكيف تريدون وحدة عربية . واغلب الظن انه لو حدثت معجزة وتحققت الوحدة فلسوف يقضي المثقفون ومجامع اللغة ردحا من الزمن حتى يتفقوا على اسم لها . واطمئنوا فلن يتفقوا فتفرط الوحدة والسبب المؤخرة لعنها الله .

قفا الانسان العربي او مؤخرته تختلف عن قفا الانسان الغربي أو الامريكي او الديمقراطي في الشكل والمضمون . فهي سمراء في الوطن العربي ولا بيضاء هناك الا ما ندر بحيث ان حفلة التقمير التي تمارسها الشرطة لا تترك اثارا يمكن ان يستخدمها المقمر به امام القضاء فهي لا تترك اثارا واضحة حاسمة ، وفي العادة تسجل الشكوى ضد مجهول فلربما ضربك الجن على قفاك . اما قفا البني آدم الغربي فهي بيضاء مثل الثلج بحيث انك اذا ما لمستها احمرت واخضرت وتلونت بحيث تبين آثار العصي والصعق فتكسب القضية وعلى اي حال فليطمئن الانسان العربي لان الكثير ممن يقمرون ، بفتح الميم يخافون الشكوى خشية تقمير اشد وطأة فتتحقق مقولة الشرطة في خدمة الشعب .

تبقى الشرطة هى الشرطة الأمينة والوفية والمخلصة. ويبقى الشعب هو المجرم والخائن الذى لا يستحق الحماية . الشرطة هى التى تدافع عن أمن وأمان المواطن والوطن والشعب هو العميل الخائن الذى لا يدافع عن كرامته بل هو الذى يهدد أمن الوطن . الشرطة هى التى ضحت وقدمت الارواح رخيصة فى سبيل رفعة شأن المواطن والوطن .أما الشعب فهو المتخاذل دائماً ولم يضحى أبداً ولم يقدم النفس والنفيس من أجل هذا الوطن . ومن يدرى ربما يكتب مؤرخو النفاق والتزييف أن حروبنا العظيمة من عام 1948 حتى حرب أكتوبر عام 1973 .هذه الحروب قام بها رجال الشرطة الشرفاء , أما الشعب فقد هرب من ميادين القتال ولم يشارك فى الحروب ولم يدافع عن الاوطان .أما رجال الاعلام ورجال المال وعلى رأسهم اهل السلطة فمن حقهم ان يدافعوا عن الشرطة فهم المستفيدون من خدمات الشرطة فهى التى تحميهم وتدافع عنهم وتحرسهم من هؤلاء العبيد الاوغاد أبناء الشعب البسطاء.

  • القفا: ما لي أراك متحفزا كأنك تستعد لصفع وجه أو تهيء نفسك للتصفيق حتى تسعد أحد الكبار ، خوفا أو تملقا!
  • الكف: عجبت لك , زدت احمراراً وتورّما قبل أن أقترب منك شبرا، فهل هو شعور بالذنب لأنك تنتقد السلطة أم إحساس بالعبودية يجعلني أهوي عليك بكل قوة فتزداد تورماً؟
  • القفا: أنا لا أخاف منك لأنني أعرف أن قوتك في أسيادك ، وصفعتك في قسوتهم ، وغلظتك في وحشيتهم! أنت أكثر عبودية مني
  • الكف: غريبة فلسفتك في تلميع الذل، وزركشة المهانة، واستعراض عضلات المسكنة كأنك أنتَ من ستهوي على بطن يدي. أنا من نسل القصور، تعرفني كل مؤسسات الدولة ما دام فيها أسياد و عبيد.
  • القفا: أنت أضعف من نملة ولو كنت في حجم قدم الفيل ، ولا تستطيع أن تربت فوق قطة أو كلب أو تداعب حيوانا أليفاً أو تصافح إنسانا طاهراً. أنت تضرب فيقهقه الساديون بهجة، وأنا أتألم فيأسف الشرفاء على إنحدار الجنس البشري في الدرك الأسفل. أنت تصافح فتسري قشعريرة الخوف فيمن تصافحه، وإذا تطهرتَ تنجست، وإذا اغتسلتَ اتسخت، وإذا سجد صاحبُك شــَـكـَـتْ الأرض من برودتك.
  • الكف: أنا أحافظ على النظام ، وأرتدي الناعم والخشن فتحتار الأقفية في نيتي ، أهي صفع أَم ...ملامسة؟ أنا أرى ابتسامة الأسياد مرسومة فوق حمرتك ، وأتناول الطعام على موائد فاخرة تسمع فيها رنين السكاكين وهي تستعد للقطع كأنها ستذبح معارضا أو مناهضا أو غير راضٍ عن سلوك سيدي. وأنا أتحرش بزائرات السجناء وهن يضعفن أمامي لئلا أحرمهن من رؤية أو لقاء أو حتى شم رائحة أحبابهن في سجوننا المتناثرة ما بين النهر والبحر، وما بين واد سحيق و... جبل منيع.
  • القفا: وأنا أسمع دعاء المظلوم عليك وعلى أصحابك فتتزلزل الأرض والسماء ولا يشعر بها إلا ذو ضمير أو قلب
  • الكف: أنا صحتي في غلظتي ، وبهجتي في سقمك ، وغبطتي في تعريتك قبل النزول كصاعقة فوقك فيهتز لها جسد صاحبك ويعرف الفارق بين الكبار والصغار، بين السلطة والخنوع، بين السجاد الأحمر و بالوعة الصرف الصحي.أنا لا يهمني غضب السماء طالما أثلجت قسوتي صدرَ صاحبي
  • القفا: ومع أوجاعي أنام هانئاً، ومع سعادتك يؤرقك عالمك البغيض. أصحابنا قاموا بالثورات فهرب أصحابكم في الجحور. كنا نصيح في الميادين فيبول أسيادُ أصحابكم في سراويلهم.
  • الكف: ولكنت نسيت أنني أنا القلم والصحيفة والسجّان والمدرس الخصوصي وطبيب الإجهاض وسرقة الأعضاء البشرية وتاجر المخدرات والمهرب والإرهابي، ولا تنس أنني صاحب الزورق المتهالك قبل أن ينشق فيبتلع البحرُ غارقيه التعساء.

وانتهى الحوار، وانصرف كل في طريقه، فقابل القفا سيدًا يخرج مهرولا من سيارة مرسيدس سوداء فارهة فيجري ليصفعه لأنه مرَّ أمامها فكادت تصدمه، أما الكفّ فقد ذهب ليغتسل فعصته المياه و زادته اتساخاً!

مصدر[عدل | عدل المصدر]

  • وليد رباح , الاستماع الى اغنية ( آه يا قفا ) يغضب الشرطه .
  • من وحي قصيدة ( ضرطة شرطة ), للشرطي مشرط ابن أبي شورط الشراميطي.