شوكان

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمود أبو زيد المعروف باسم شوكان ، مصور صحافي مصري تم إعتقاله من قبل قوات الشرطة المصرية في 14 أغسطس 2013 ، أثناء تصويره أحداث فض اعتصام رابعة العدوية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ، والذي راح ضحيته قرابة ألف من المعتصمين السلميين برصاص الأمن ، احتجز طوال تلك الفترة بتهم التظاهر بدون ترخيص ، والقتل ، والشروع في القتل ، وحيازة سلاح ومفرقعات ومولوتوف ، وتعطيل العمل بالدستور ، وتكدير السلم العام . اختارت لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين المصور شوكان ، للحصول على جائزة يونيسكو / غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2018 التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة . جري تسليم الجائزة يوم 2 مايو 2018 بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي إستضافت غانا فعالياته ، وحمل شعار توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون .

في بداية عام 2017 ، طالب المدعي العام المسؤول عن ملف شوكان بتنفيذ عقوبة الإعدام ضده . هذا وقد صنف فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي اعتقاله واحتجازه بأنه تعسفي ومناهض للحقوق والحريات ، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. هاجمت وزارة الخارجية المصرية يونيسكو ، لاعتزامها منح شوكان الجائزة ، معربة عن أسفها الشديد بزعم تورط منظمة بمكانة ووضعية يونيسكو في تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية ، منها جرائم القتل العمد، والشروع في القتل والتعدي على رجال الشرطة والمواطنين ، وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة ، بحسب زعمها.

بعد اختياره للحصول على الجائزة قال المتحدث باسم الخارجية المصرية:

اتصالات الخارجية المصرية تشير إلى أن ترشيح شوكان لهذه الجائرة قد جاء بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية ، من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان ، ومحاولتها المستمرة الدفاع عن تلك الجماعة , من غير المتصور أو المقبول أن تقع منظمة يونيسكو أسيرة لفخ التسييس والمحاباة، والتورط في تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيدا عن ولايتها، ورسالتها السامية، كونها الواجهة الحضارية والنافذة الثقافية للعالم أجمع.

الخارجية المصرية، إعتبرت منح شوكان الجائزة الدولية لحرية الصحافة، استخفافاً بدولة القانون ، وما يتم اتخاذه من إجراءات قضائية ضد متهم بجرائم جنائية محضة ، وأن يونيسكو تحتاج إلى مراجعة شاملة وجادة لأساليب عملها خلال المرحلة القادمة تحت الرئاسة الجديدة للمنظمة.

الذي حدث أن اليونسكو صبيحة اليوم التالي أعلنت عن منح الجائزة لشوكان، بما يعني أنها لم تعبأ بتلك الاتهامات ولا تثق في نظام العدالة في مصر، وكان البيان الذي نشرته اليونسكو على موقعها الرسمي يحمل إدانة غير مباشرة، ولكن شديدة الإيلام لمصر على خلفية ما يتعرض له هذا المصور الصحفي المحبوس احتياطيا حتى الآن. فوز شوكان هو رد اعتبار للقيم الإنسانية وانتصار للإرادة الشعبية في مواجهة سلطة باطشةٍ مارست جميع أشكال الضغط والابتزاز، لكي لا يفوز بجائزةٍ مقدمةٍ من الضمير الإنساني، وخاضعةٍ لاعتبارات المعنى الأخلاقي الأبعد عمقاً، أكثر من كونها مكافأة على مهارة الأداء.

فاز شوكان استجابةً لجهود ومشاعر الباحثين عن الحق والخير والجمال في هذا العالم الموحش، بينما هو قابع في زنزانة مظلمة، يواجه أبشع صنوف التعذيب والقهر، من سلطة تبدع في فنون سحق الكرامة الإنسانية وامتهان الوجود الإنساني، ولا تتورّع عن الضغط على المنظمة الدولية، كي لا تمنح جائزتها لصحافي، كل جريمته أنه كان شاهداً بالكاميرا على مجزرة القرن التي ارتكبها النظام المصري في ميدان رابعة العدوية]] ضد الرافضين لانقلابه الدموي . في حالة الصحافي شوكان، فمبعث الفرحة أن جائزته بمثابة انتصارٍ منتزعٍ من بين براثن سلطة مسعورة، لم تكتف بحبسه ظلماً وتعذيبه، بل راحت تحارب على كل الجبهات كي تمنع عنه الفوز المستحق، ثم أصابتها لوثةٌ بعد إعلان فوزه، فقرّرت أن تحول بين الجماهير وخبر الجائزة، فلم تسمح بنشر خبرٍ واحدٍ عن إنجازه، الذي هو انتصار للإنسانية ولقيم الحرية والعدل والكرامة الإنسانية، وفي الوقت ذاته، هزيمة لمنظومة الظلم والقهر والقمع والتغول على حق البشر في المعرفة وفي الحياة.

اليونسكو وضعت كلام الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الخارجية، وراء ظهرها، وتعاملت معه باحتقار واضح، ولم تعره أي قدر من الأهمية وهي تقرر منح "شوكان" الجائزة، بل أرفقت بالبيان إشارة فريق تابع للأمم المتحدة أدان احتجاز "شوكان"، كما أن السيدة ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم للجائزة، علقت على منحها لشوكان بقولها : (اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته، ونضاله والتزامه بحريالأمم المتحدةة التعبير . شوكان يعاني من التهاب الكبد، وحالته تزداد سوءاً بشكل مضطرد بسبب ظروف الاعتقال المريعة، وعدم الحصول على رعاية طبية وإساءة المعاملة التي يتعرض لها. في أكتوبر 2017 ، نشر مرصد صحافيون ضد التعذيب رسالة من شوكان من محبسه، قال فيها:

أقبع في هذه الزنزانة منذ فترة طويلة دون أي سبب، دون ارتكاب أي جريمة. محبوس لمدة 22 ساعة كل يوم، تحيطني الجدران، أعاني من سوء المعاملة. تدهورت صحتي سريعًا. أمرّ بكل هذا فقط لأنني فعلت ما وجب علي فعله كصحافي، أنقل الواقع إلى الناس