صحفي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من صحافي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الصحفي هو الشخص الذي يعمل مثل الفواعلية أو عمال التراحيل ، يطلب منه صاحب العمل أن يحفر في مكان ما بمقاسات محددة ، وبطول محدد ، فيحفر له ما يريده بالضبط ، لا زيادة ولا نقصان ، لا يهمه إذا كان هذا الحفر سيضر إنسانا أو طيرا أو حيوانا، أو سيقطع خطوط كهرباء أو مواسير مياه , ما يهمه فقط أن يكون صاحب العمل راضيا عنه وعن عمله ، وبالتالي يحصل على الأجر أو الراتب الشهري . رئيس التحرير مقاول أنفار ، و مدير التحرير مشرف على العمال ، و جميع الصحفيين الذين يصدعون رأسك يوميا بحرية الرأي والتعبير والأمور الثقافية والسياسية ، وأنهم مطلعون على بواطن الامور وغيرها هم مجرد أنفار فواعلية ، يقومون بتنفيذ ما يريده المقاول أو صاحب العمل، سواء كانوا يعملون في صحيفة قومية او معارضة او خاصة.

يهيمون وينفذون ما يصدر لهم من تعليمات ، بعضهم ينفذها بغباء وبعضهم الآخر ينفذها بإتقان ، وآخرون ينفذونها بإبداع وهولاء من يترقون في سلم وظائف صاحبة الجلالة ، فيصبحون مدراء تحرير أو روساء تحرير ويتم استضافتهم في الفضائيات ، ويصبحون مقررا يوميا على المواطن : مشاهدته أو قراءة مقالاته بشكل يومي . هل قرأتم يوميا الآية القرانية في سورة الشعراء:

وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ.

الشعراء كانوا هم الإعلام أو الصحفيين يسيرون بين القبائل ويروجون الأكاذيب وينشرون ما يريد المقاول أو صاحب العمل نشره ، وقد كان أصحاب العمل قديما هم الخلفاء أو الأمراء , الروساء الآن أو رجال المال والأعمال والتجارة أو زعماء القبائل هم الأحزاب الآن . والأمر لم يختلف كثيرا الآن عن تلك الأزمان الغابرة ، سوى في شيء واحد فقط، وهو أن الشعراء قديما كانوا يحصلون على مكافات مالية عن كل قصيدة على حدة، وإذا لم يعطوا في قصيدة مدح مثلا ذموا صاحبها بقصيدة أخرى، أما الآن فقد تم عمل عقد عمل لهولاء الشعراء الصحفيين فهم يعملون عند مالك هذه الجريدة أو تلك وينفذون تعليماته وأوامره وطريقة عمل الجريدة ومنهجها في تناول هذه القضية أو تلك، وما يهمهم فقط ليس حرية التعبير أو نقل الواقع كما هو، أو نقل هموم الناس وحل مشاكلهم.

كذب من حدثكم عن كل هذه الأساطير وروجها لكم ، إن ما يهمهم فقط هو نقل ما يريد صاحب الجريدة سواء كانت قومية أو حزبية أو خاصة ، ما يريده هذه المقاول الكبير أو صاحب العمل فقط ، وليس رأيكم أيها القرّاء والمواطنون . يختلف فقط خط الجريدة أو القناة الفضائية حسب طبيعة من يملكها ، فإذا كانت جريدة أو فضائية أو موقعا إلكتروني يتبع الدولة، فإن ما يهم من يعملون بها فقط هو إرضاء صاحب العمل ، وهو نظام الحكم في هذه الدولة من رئيس ورئيس حكومة ووزراء ووكلاء وزراء ومديرين. وكذلك الحال في الصحف الحزبية ما يهم هو رئيس الحزب ونوابه والأمين العام، وكذلك في الصحف الخاصة، ما يهم هو إرضاء الملاك وما يريد الملاك نقله للقراء بناء على مصالحهم وارتباطهم بمنظومات حكم معينة سواء داخل البلد أو خارجه، فهم يعملون للتخديم على هذه المصالح فقط.

ثم يتم إيهامك أيها القارئ المسكين بأن هذه الجريدة أو تلك تعمل لخدمتك ، ونقل الأخبار الصادقة إليك ، وأنهم يسهرون الليالي من أجل نقل الحقيقة بعيدا عن تضليل الآخرين ، بينما الجميع يضللك ، ويسعى للسيطرة على عقلك ؛ ليجعولك تهيم معهم في واديهم، ألم تَر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ؟ . جميع الصحفيين والإعلاميين يعملون وفق هذه المنظومة، وليس أمامهم أية طريق بديلا عنها، وأنهم يسعون بكل ما أوتوا من فصاحة وقدرة على الكتابة؛ لإرضاء صاحب المحل الذي يعملون عنده، وليس نقل الحقائق إليكم.

هناك أخبار حقيقية وتحقيقات بديعة تنشرها الصحف أو الفضائيات وسط كم كبير من التضليل ، ولكن ذلك يتم برغبة من صاحب المحل ، وذلك حتى يجعلك تتقبل تضليله لك بين الحين والآخر, لأنه نقل لك خبرا أو تحقيقا صحفيا بصدق في يوم من الأيام . جميع استطلاعات الرأي كلها كذب في كذب ، وأنها ليست حقيقية، وأن العينات التي يتم استطلاع رأيها في موضوع ما يتم اختيارها وفق هوى ورؤية صاحب العمل الذي بيده وحده أن يدفع رواتب الصحفيين آخر كل شهر . جميع هذه الاستطلاعات أو التحقيقات تمر بمراحل كثيرة من الفلترة والدبلجة ، بداية من طرح الفكرة وحتى نشرها، ويتم توجيهها حسبما يريد مالك الصحيفة أو القناة الفضائية ، وليس كما هو الواقع المعاش، فإذا أراد مالك الصحيفة أن يظهر رضا المواطنين عن قرار معين، أو غضبهم من هذا القرار، كلّف رئيس التحرير بعمل استطلاع لرأي الناس حسب التوجه المحدد .

فإذا كان يريد إظهار الرضا تم اختيار عينات معروفة مسبقا من الكتاب أو السياسيين أو الباحثين أو حتى الناس العاديين ونشر رأيهم، وحتى إذا تحدث شخص معارض لهذا القرار، تم حذف ما يقوله للصحفي لاحقا في الديسك، أو إذا أراد أن يظهر غضب المواطنين من قرار تم اختيار العينة المقابلة، والتي تعارضه وإخفاء المؤيدين، تلك هي الطريقة التي يعمل بها الصحفيون منذ نشأت الصحافة والإعلام، ولا توجد صحيفة أو فضائية محايدة . كذب من حدثكم بذلك ؛ فلكل وسيلة إعلامية غرض صدرت من أجله والغرض مرض .