طارق بن زياد

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أيها الناس ! أين المفر ! البحر من ورائكم والعدو أمامكم

طارق بن زياد واحد من سكان منطقة بلاد الأمازيغ الذين تعاونوا مع المحتل طمعا في المنصب والحظوة والسلطان . سمي المضيق الذي يفصل بين قارتي أوربا وإفريقيا باسمه ، مضيق جبل طارق . هناك حقيقة لاموسوعية نريد توضبحها قبل الحديث عن هذا المنيك . لم يستسلم أهالي المنطقة , الأمازيغ للغزاة بسهولة ، بل قاوموهم مقاومة عنيفة استمرت أكثر من سبعين سنة !! وقد عاث المعتدون في البلاد فسادا منقطع النظير ، وأخذوا النساء سبايا والأطفال غلمانا والرجال عبيدا ، بل أنهم قطعوا بعض أعضاء القادة الأمازيغ ، كقطع الآذان ، لكي لا يفكروا في محاربة العرب عند تلمس آذانهم المقطوعة ، بعد أن أعطوا لهم العهود والمواثيق . واستولوا على خيرات المنطقة ولم يدعوا لأهلها إلا النزر اليسير ليقتاتوا به , وقاموا بحملة دعائية ضد المقاومين ، وحاولوا بشتى الطريق شيطنتهم ، والحط من شأنهم .

ساعدهم في ذلك بعض الخونة من المغزوين ومنهم طارق بن زياد . كانت كتب التاريخ تصور لنا الملكة الأمازيغية ديهيا بأسوأ الأوصاف لأنها قاومت المحتلين ، واستشهدت والسلاح في يدها ، وتصف الملك الأمازيغي أكسيل بالغدر والخيانة لأنه قاتل المعتدين قتال الشجعان ، وقتل المجرم عقبة بن نافع الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق سكان شمال إفريقيا المسالمين .

تبدأ الأسطورة بحرق طارق سفنه ، ليقطع خط الرجعة على جيشه ، وإلقائه الخطبة التي يقول فيها :

أيها الناس ! أين المفر ! البحر من ورائكم والعدو أمامكم ، فليس لكم والله إلا الصدق والصبر ، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام

إلى آخر الخطبة . تقول المصادر التاريخية أن طارقا ولد سنة 670 م ، وأنه عندما غزا الأندلس كان عمره 41 سنة ( سنة 711 م ) . اسم طارق , عربي ، وطارق أمازيغي ، والأمازيغ لا يسمون بهذه الأسماء . لنفرض أن العرب هم الذين سموه . فكيف يكون اسم أبيه زياد ، وهو اسم عربي ! كيف يستطيع أمازيغي ، لغته الأمازيغية ، أن يرتجل خطبة في مثل هذه البلاغة ؟ كفى كذبا واستخفافا بعقولنا !!

رغم ما قدمه طارق لأسياده ، إلا أنهم لم يعترفوا له بجميل صنعه بإهدائه أرض الإفرنج لهم . تقول الكتب التاريخية ، أن موسى بن نصير والي إفريقيا في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان التحق بجيش طارق في جنوب إسبانيا . لما وصل إلى هناك استقبله طارق بأن ترجل عن فرسه ، احتراما له ، لكن ابن نصير وضع السوط على رأس طارق إذلالا وتذكيرا له بأنه ليس عربيا ، لأن الدولة الأموية تميزت بالعنصرية ، حيث كانت المناصب العليا حكرا على العرب ، فأين الإسلام الذي يقول أن لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ؟! لماذا تصرف والي إفريقيا مع طارق هذا التصرف المشين !

تجيبنا الكتب الدعائية أن طارق لم يحترم تعليمات قائده ابن نصير ، وتجاوز بجيشه الحدود التي رسمها له قائده ، وهو بذلك عرض جيش المسلمين للخطر ! الحقيقة غير ذلك تماما . تقول كتب التاريخ أن موسى تملكته الغيرة من طارق بسبب سبقه في فتح الأندلس ، وتقول كذلك أنهما اختلفا على توزيع الغنائم ، ومنها مائدة مصنوعة من الذهب ، وعلى الجواري الحسان . وتخبرنا كتب التاريخ أن طارقا نحي من قيادة الجيش ، واستدعي إلى دمشق ، عاصمة الخلافة الأموية ، وعومل معاملة سيئة من قبل الخليفة الأموي ، الوليد بن عبد الملك ، وأنه عاش بقية حياته مغمورا ، ولم يكافأ على ما قدمه للعرب الغزاة ! والأمر المحير هو كيف أهملت كتب التاريخ الإسلامية قائدا بهذا المستوى ، ولم تتكلم عنه في آخر أيامه ، ما عدا القول بأنه توفي سنة 720 م ، وكان عمره 50 سنة .