عبد الرزاق عبد الواحد

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الرزاق عبد الواحد (1930 - 2015) شاعر عراقي ، رحل في المنفى . كان شاعر تعبوي عراقي ساهمت قصائده في إذكاء العديد من نيران الحروب التي أشعلها الجنرال المخلوع صدام حسين في منطقة الخليج العربفارسي، كما أن مدائحه تميزت بقدرتها على نفخ روح الحماس في نفس الممدوح لدرجة أودت به أخيرا إلى حبل المشنقة بعد معركة ذات الحواسم . عرف عبد الرزاق عبد الواحد ايضا بشاعر الرئيس , تفنن بصياغة المفردات والأوزان وزخرفة الصفحات بكلام منمق عن القائد الذي صوره عبد الواحد بالرب وصاحب المصير . كتب أرقّ الكلام في الحنين واللوعة والفراق واضعا إسم العراق بدلا من إسم القائد الرب .

قال عبد الرزاق محاولا الدفاع عن مثل هذا الشعر ، بأن المتنبي كان يمدح السلاطين ، وبأن مديح الحاكم من صميم التراث العربي . قبل ذلك كان عبد الرزاق ينشر قصائده هنا وهناك ، بعضها في مديح الجيش واخرى يطلقها ضمن اراجيز مهرجانات حرب تشرين . قيل ان صدام حسين لاحظ ان عبد الرزاق بدأ يمدح أحمد حسن البكر لمناسبة ومن دونها، فامتعض وارسل من يرشد عبد الرزاق اليه فاشتعل المديح على ليلاه ، واتت حرب الخليج الأولى فبالغ عبد الرزاق في قصائده الاحترابية مادحاً قائد الحرب ، وفعل الحرب ودوامها ، واعتزازه بها.

سبق لعبد الرزاق عبد الواحد ان كتب في مديح عبد الكريم قاسم والوصي عبد الاله ، وفي التسعينات مدح الشيخ زايد في بضعة ابيات ، ما ان اطلع عدي صدام حسين عليها حتى اقام الدنيا ولم يقعدها وارسل الى الصحافي مظهر عارف قصاصة ورق يحثه فيها على كتابة مقال افتتاحي يهاجم فيه الشاعر . وفي اليوم التالي نشر المقال الافتتاحي تحت عنوان موت الشاعر قال فيه السيد عارف ان بعض الشعراء يقولون ما لا يفعلون وينكرون الجميل ، فقد أغناهم صدام بعدما كانوا نكرات ولكن في سبيل حفنة من الدولارات يسيل لعابهم ويهيمون في كل واد .

اصيب عبد الرزاق بالصدمة وهو يطالع المقال ، وتوسل بالصغير والكبير لايضاح الموقف لعدي . فهو لا يحتمل زعل القائد ونجله ، ولا يحتمل ان يزاح من قبو البلاط ، فكتب توضيحا الى صحيفة بابل امر عدي بنشره بحروف صغيرة في الصفحات الداخلية امعاناً في اذلال الشاعر، وفي التوضيح برر الشاعر مدح زايد بأنه تعاطف مع الشعب العراقي ويحب صدام.

قصائد عبدالرزاق عبدالواحد هي الجزء المعلن لشعور جماعي لشعوب متعددة ومختلفة لا اشتراك لها إلا في الحرف الكتابي الذي خط به عنوان واحد هو التمسك بالطاغية باعتباره سفينة النجاة وحضن الأمان , حالة من المرض لا سابق للتصريح بها حد التفاخر والتسابق ,إلا في أزمنة العصور البدائية الأولى .المرض بالطاغية هنا هو عودة صريحة إلى استمرار عبادة الأصنام في العقل العربي , وهل تخلى هذا العقل عن أصنامه يوماً ما حقاً ؟! . رحل الشاعر ، في منفى اختاره بنفسه في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس ، عن عمر ناهز الـ85 عاماً اثر مرض عضال ، ونعاه حزب البعث ووصفه بـالشهيد والوفي .