علاء الأسواني

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

علاء الأسواني (1957) أديب مصري , من أبرز الأسماء الروائية الدسمة في العالم العربي ، ولا يتعلق الأمر بجوهر رواياته بل لأنه ماركة روائية ، اذا جاز التعبير، سواء أكانت روايته جيدة أو رديئة . في الواقع ، له جمهوره العريض منذ أن اشتهرت روايته عمارة يعقوبيان . كاتب وطبيب حاصل على الماجستير من جامعة إلينوي في شيكاغو ، كان أحد المحرّضين على مذبحة ميدان رابعة العدوية 2013، حين طالب بفض اعتصام الرافضين لإنقلاب الفاشية العسكرية على ما يعتبرها فاشية دينية بالقوة، بل وبالقوة المسلحة، كما ظهر في فيديوهات موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي . الفاشية العسكرية أجبرته على نشر روايته "جمهورية كأن" عن دار الآداب في بيروت و ليس دار الشروق التي طبعت معظم أعمال الأسواني .

في عهد الفاشية العسكرية و السيسية مُنع الأسواني من الكتابة في الصحافة المصرية، وتوقف عن كتابة مقاله الأسبوعي في جريدة الشروق بعدما تعرض الناشر لضغوط كبيرة من الحكومة المصرية وصلت إلى إغلاق مخزنين من أكبر المخازن للورق وتحطيم سيارته ومحاولة إحراقها. اضطر الاسواني إلى كتابة مقالاته في موقع دويتشه فيليه الألماني. كما توقف صالونه الأدبي الذي كان يعقده بانتظام ، كل يوم خميس ، منذ 20 عاماً . وأكد الاسواني، أنه اعتقل في مطار القاهرة، على أيدي رجال أمن الدولة، واصفًا الاعتقال بأنه لأسباب سياسية.

كتب علاء الأسواني يقول

لم أندم على اشتراكي في 30 يونيو برغم انحرافها عن مسارها. الفاشية الدينية ليست أفضل من الفاشية العسكرية

بالطبع ، لا يستطيع أحد أن يصادر حق علاء الأسواني في الفخر بالمشاركة في "30 يونيو"، التي تركها غائمة عائمة من دون أن يسميها ، فلم نعرف هل يعتبرها ثورةً مضادة أم انقلاباً ، رعته إسرائيل وحمته، ومولته الإمارات والسعودية، واشتغل الأسواني وآخرون في حشد الناس له، تدليساً وتلبيساً.

من حقه، بل من واجبه، أن يلفظ الفاشية الدينية، ويهاجمها بلا هوادة، لكن أن يقول إن الفاشية الدينية ليست أفضل من الفاشية العسكرية، فهذا يعني منطقاً ولغةً أنه يميل إلى الفاشية العسكرية، ويراها أفضل. ومع ذلك، لا مصادرة لحقه في المفاضلة والاختيار بين فاشيتين، غير أنه من حقنا أن نتحدث عن فاشيةٍ أخرى، تبدو أكثر فظاعةً وبشاعة، هي فاشية المثقف الذي لا يمانع في قطع رقاب، وإراقة دماء الذين رفضوا أن يكونوا مثله، منحازين للفاشية العسكرية، ضد ما يراه فاشيةً دينية.

كان الأسواني ممن الذين ذهبوا إلى اجتماع فيرمونت الشهير، لإسقاط الفائز في الانتخابات , محمد مرسي . وكان الأسواني في طليعة الذين ذهبوا لتهنئة مرشح الفاشية الدينية بعد إعلان فوزه رسمياً، وكان ممن انضموا للجبهة الوطنية التي تشكلت دفاعاً عن حق الفائز، وحضر اجتماعاتها وشارك في مناقشاتها في مقر الحملة الانتخابية للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح . فيما بعد، كان الأسواني أكثر المتحمسين للفاشية العسكرية ، داعماً انقلاب عبد الفتاح السيسي، وبالطبع، لا يمكن لأحد أن يصادر حقه في أن يرى السيسي على هذه الصورة، وأن يتحول، في غضون عام فقط، من متحمس لانتخاب مرشح ما يعتبرها فاشية دينية إلى بوق لانقلاب الفاشية العسكرية الصريحة.

حسناً، ربما كنت مخدوعاً فيه، فلما اكتشفت حقيقته قرّرت الانتقال من فاشيته الدينية ، ميمماً وجهك شطر الفاشية العسكرية، وهذا أيضاً أمر يخصك وحدك، وليس من حق أحد التدخل في اختياراتك، ويبقى ما يهمنا هنا: كيف طاوعك ضمير الأديب الطبيب المثقف على الضغط والإلحاح على السلطة الجديدة أن تقدم على إبادة اعتصام الرافضين للانقلاب بالقوة المسلحة ؟ . طبيب وأديب، ويحرّض على مجزرة! هل حدث ذلك في التاريخ ؟ . نعم، حدث مرة واحدة مع مذبحة سربرينتشا في البوسنة 1995 على يد أديب وشاعر وطبيب، هو رادوفان كاراديتش، الحاصل على الدكتوراه من جامعة كولومبيا الأميركية، أيضاً، والذي عاقبته الجنائية الدولية بالسجن مدى الحياة. كان طبيباً وأديباً شاعراً.. وفاشياً أيضاً.