حرب الخليج الثالثة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من قادسية الجعفري)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحواسم

الدبابتان الأمريكيتان اللتان سيطرتا على بغداد
الصراع: تسويق الهزائم الى انتصارات كلامية
التاريخ: 18 مارس 2003 - لحد هذه اللحظة
المكان: العراق
النتيجة: سقوط صدام حسين و حزب البعث , عدم العثور على أسلحة دمار شامل , بداية الحرب الأهلية العراقية بين السنة و الشيعة.
المتحاربون
العراق الولايات المتحدة
المملكة المتحدة
كوريا الجنوبية
أستراليا
بولندا
رومانيا
القادة
صدام حسين جورج بوش
القوى
190,000 قندرة
4,500 نعال
4,000 عربانة فلافل
7,330 مبيد بف باف
500 طائرة ورقية
100 مصيدة فئران.
305,000 معارضة عراقية
500,000 خبير تعذيب
1000 حرامي آثار عراقية
1000 بيشمركة
3,000 فيلق بدر
450 برعم زرقاوي
750 مترجم كويتي.
النتائج
حوالي أكثر من 10,000 سنة من تأريخ و ذكريات و حضارة. حوالي أكثر من 3,457 قتيل و 24,042 جريح عسكري قبل ثواني من كتابة هذه المقالة .

قادسية حمورابي , قادسية سعد بن أبي وقاص , قادسية صدام المجيدة , قادسية الجعفري , قادسية الزرقاوي

معركة الحواسم ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو العراق أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري كانت حربا حاول فيه نظام عربي تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها العرب في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك فلسطين الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و حرب الخليج الثانية وانتهاء بأم الحواسم التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيها إلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب ، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وغيره من المسؤولين العراقيين .

ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته ، تعثر القوات الأمريكية والبريطانية في مدن الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في أم قصر والبصرة . الإعلام العربي ، من جهته ، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في الشارع العربي وكأنّ النظام العراقي بجيشه و قواته الخاصة يقاوم الغزو الأمريكي لأرضه . هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة ، ولنأخذ الفضائية الأكثر شعبية في العالم العربي كمثال ، محطة الجزيرة الفضائية القطرية التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي لنظام عربي يقاوم . ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين العرب التواقين إلى رؤية مقاومة عراقية للغزو الأمريكي . ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع قيادتهم في مقاومة الغزو . الجزيرة التي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر تدرك تماماً أنّ هناك آخر في العراق يخالف رأي حاكم بغداد ، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها .

لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي معارض عراقي مهما كان انتماؤه السياسي ، سواء من معارضة الداخل أو معارضة الخارج . لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من الخونة جاؤوا على ظهور دبابات الغازي . واكتفت ، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل ، أغلبهم أساتذة جامعات في العراق ، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر بالزي العسكري الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات . فأين مصداقية محلل سياسي يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه . الخبراء العرب ، الذين استضافتهم الجزيرة ، سواء أكانوا محللين سياسيين أم ضباط سابقين ، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى لغة وزير الإعلام العراقي الانتصارية ، التي توسلت مفردات بذيئة ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها ، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة العلوج.

من الخبراء في حروب التحرير اللذين قاموا بتغطية الحرب كان المناضل السيد عبد الباري عطوان الذي ومن خلال لغته العاطفية والمثيرة للغرائز ، لم يهتم بالوقائع أو بالحقائق على الأرض والفرق الشاسع بين قوة الطرفين ، العراقي من جهة والأمريكي ـ البريطاني من جهة ، بل جل ما يصبو إليه بث الحمية في القوم على طريقة طاب الموت يا عرب دون التفكير في النتائج ، وفيما ستسببه هذه الانتصارية من انكسار ويأس وقنوط عند الجماهيرية العربية ، حين يذوب الثلج ويبان المرج . وهو ما حصل في يوم 9 أبريل حين سيطرت القوات الأمريكية على بغداد العاصمة العراقية بدبابتين واختفت القيادة العراقية وكأنها فص ملح وذاب بعد ساعات من تهديداتها برد نوعي على القوات الغازية .

قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات التلفزيون تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع بغداد على أهبة الاستعداد للقتال و نساء ماجدات منهمكات بأعمال المساعدة من طبخ وما شابهه ، وكأننا في إحدى الغزوات في المدينة المنورة في الأيام الأولى من ظهور الإسلام . قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي صدام حسين في صور تلفزيونية في حي المنصور ، ليثبت أنه على قيد الحياة ، وبدأ العرب بشحن بطارياتهم الفكرية العروبية و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي ، وها هو يظهر بمنتهى الشجاعة بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها صدام حسين من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة العلوج.

كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على شاشات التلفزة تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك فكولن باول وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين ، حتى قبل وقوع الحرب ، من عدم التوجه إلى العراق ، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة . هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه ، ويسعى إلى احتكار الصورة والمعلومة أيضاً ، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين . سادة واشنطن ولندن الذين أداروا ظهورهم لكل العالم وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل معارضة شعبية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، توجسوا من الإعلام . لأنّ المعارضات للحروب السابقة، كحرب فيتنام وغيرها ، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب .

كانت حساسية أمريكا وبريطانيا عالية جداً من الإعلام . الإعلام العربي كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من الحرية ، وقدراً آخر أقل من الاستقلالية ، عطفاً على مهنية ، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام . وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية ، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية المصرية أو السورية أو التونسية إلخ . ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية كالجزيرة وأبو ظبي وقناة العربية وغيرها من الفضائيات الخاصة ، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة السي إن إن الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت .

خطة المعركة[عدل | عدل المصدر]

كان المخطط الأمريكى للعمليات العسكرية عبارة عن التدمير الشامل لكل ما يتعلق بحياة الانسان العراقي من اسلحة دمار شامل و تدميره و تفتيته الى كيانات عرقية وطائفية مرتبطة فرادى وجماعات بالولايات المتحدة الامريكية تفتيت مماثل للتفتيت الذى اجراه الانجليز للمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية التى صارت تعرف بمنطقة الخليج وتضم الكويت ومنطقة الاحساء السعودية تقابلها البحرين ثم قطر فاتحاد الامارات المكون من مشيخات ابوظبى ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة ومعها الفجيرة على خليج عمان ثم هناك فى اقصى الجنوب جزء تابع لسلطنة عمان. وبذلك فإن هذه المنطقة الخليجية الصحراوية الغنية بالنفط مجزأة الى 12 كيان مجموع سكانها المواطنين العرب اقل من نصف سكان بغداد ولا يملأون حى شبرا فى القاهرة .