قبلة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

القبلة فن إخترعه إناث الحيوانات المتقدمة عن طريق مضغ الطعام ومن ثم إطعام صغارهن بوضع فم على فم . طوره الفرنسيون عن طريق لمس اللسان للسان والشفاة للشفاة و الأجزاء الداخلية من الفم والأسنان والإتصال السطحي العميق الرقيق والعنيف لفم المحبوب التي تؤدي غالبا الى الالتهابات بالفم واللسان واللثة . تفنن فيه العرب عن طريق المصافحات والقبلات والسلامات والضرب على الأكتاف وهز الأيدي وتوزيع القبلات مثنى وثلاث ورباع ، يميناً ويساراً ، شمالاً وجنوباً , خاصة في المناسبات والأعياد وربما أيضاً عمّال على بطّال في أي لقاء عابر بين اثنين في الشارع.

في عاصمة عربية يكاد يتعطل المرور، لأن اثنين من قادة السيارات ، انهالا بالقبلات وعبارات الترحيب ، تاركين سيارتيهما في عرض الطريق دونما اعتبار لأي قانون مرور ، وإذا حاولت أن تعطيهم كلاكس للتنبيه بأنهما قد عطلا حركة السير، نظر إليك ، أحدهما أو كلاهما وقال لك باستياء : جرى إيه يا عم .. كل سنة وانت طيب ! فلا تملك , إذا كان عندك ذوق , إلا أن تنتظر حتى تنتهي قبلاتهما وتهانيهما.

في شاشة فضائية عربية ، كنا نضحك حتى نستلقي القفا، على مشهد زعيم عربي ، لا يفتأ يوزع قبلاته بالمجان ، في أي مناسبة، دون اهتمام بأن مستقبله رئيس أو مسؤول ذكر أو وزيرة خارجية محسوبة بالإسم ع النسوان حتى لو كانت من عينة وزيرة خارجية أمريكية مثل مادلين أولبرايت أو الست كوندوليزا رايس .

في شوارع عربية أخرى ، تكاد تكون كل مشاعر الترحيب التي نراها مبالغاً فيها تعبر عن حالة شيزوفرينيا تخالف تماماً كل أوضاعنا السياسية والاجتماعية وانشقاقنا وتشتتنا في جميع الأصعدة ، حتى على مستوى الاتفاق الديني على بداية شهر رمضان ، أو الاحتفال بيوم العيد ، لأننا في عالم عربي لا يتفق على شيء ، لم يتفق حتى في بلد واحد وربما بين طائفة واحدة رغم أنه لا فرق جغرافيا يذكر في التوقيت لتصبح كل قبلاتنا مجرّد هراء . المصافحات أو القبلات أصبحت مشكلة ، والقبلات بهذا الشكل ، صارت قنبلة موقوتة ، ليس مجرد نفاق اجتماعي ، لكنها باتت نفاق زوجي كما ضحك صديق ذات يوم مازحاً، باعتبار أن تقبيل زوجته حرام وليس مكروه فقط . أما كيف أنجب منها فهذا نتاج لنوعٍ من التلاحم ، لا يستدعي مجرد سؤال عن قبلة .

إذا أردت أن يذهب عنك ألمُ الأسنان فقبِّل حمارًا في خديه . هكذا قالت بعض الأوهام الشعبية السائدة في عالمنا العربي ، والتي أضافت إنه "إذا أُصِبْتَ بحكَّة في الأنف فإن أحد البلهاء سيقبِّلك". في تاريخ القُبلة، تروي بعض الأساطير أن حواء ، حين كانت وآدم في الجنة ، استلقتْ تحت شجرة (ربما كانت الشجرة المحرمة) ونامت . فحطت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة لـ تمتص شهد الرضاب ، كما عبر الخيام ، فأفاقت حواء ، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المص . وكان آدم يراقبها ، فغار من النحلة ، وانحنى على حواء ، وحط شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة ، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية ؛ وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط ثمرة نيوتن عليها .