القواد

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من قواد)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

القواد مصطلح مشتق من كلمة قود والتي تعني في اشتقاقاتها ومترادفاتها اللغوية المشي امام الداية آخذا بقيادها وقالت العرب : قوّد تقويدا وتقوادا الداية اي مشى امامها آخذا بقيادها . القيادة هي الجمع بين الرجال والنساء للزنا او الرجال والصبيان للّواط . اكتسبت المفردة بعد ذلك معناها الشعبي في اذهان الناس والذي يرتبط بالعمل الجنسي مدفوع الاجر لان القوّاد هو الذي يقود الطرفين الفاعل والمفعول به الى العمل الجنسي واصبحت اللفظة تطلق على كل من يحترف مهنة البغاء فيؤجر نساء المتعة للرجال مقابل عمولة او مقابل ثمن مادي او عيني لغرض في نفس يعقوب .

القوادون عرفناهم في قصور الملوك والحكام العرب منذ العصر الجاهلي وان اختلفت التسميات والوظائف التي شغلوها او عملوا تحت شعارها فلكل خليفة عباسي مثلا قواده الذي يشرف على اختيار النساء والجواري للخليفة بعد ان يوفر الغطاء الشرعي له . تحدثنا كتب التاريخ عن عمليات قوادة شارك فيها كبار ضباط الخليفة وقواد الجيوش وتورط فيها فقهاء القصر وقضاة المملكة او الامارة . ووصلت هذه المهنة الى عصرنا الحاضر وشغل القوادون وظائف هامة في قصور الحكام فعلي غندور على سبيل المثال عمل كرئيس لشركة عالية للطيران في الاردن وتحت هذا المسمى ادى خدمات قوادة كثيرة للملك حسين .

بولي هو الخادم اليوناني الاصل في قصر الملك فاروق في القاهرة كان قوّاد الملك وعرف بولي بهذه الصفة في حياته وبعد موته ويقدم بهذه الصفة حاليا في جميع الكتب التي تؤرخ لفترة حكم فاروق وفي الافلام السينمائية ايضا حتى ان الملك طلب بعد عزله ان يكون بولي على رأس الذين يرافقونه في يخته رحلة اللجؤ الى اليونان وكان بولي ووظيفته الرسمية طباخ القصر صاحب كلمة لا ترد في القصر وعراب جميع المغامرات النسائية للملك فاروق . يقال ان الساقطة اخلاقيا تتحول الى قوادة بمرور السنين لانها تصبح قبيحة وكريهة او بالمصري يقال : ان تابت الاحبه تعرص , لكن السؤال هو الى ماذا يتحول القواد بمرور السنين . يتحول القواد فى وطننا العربى الى اعلامى مخصى ومهرج ابله لامة لاتعرف سوى العهر شرف والخسارة ربح والهزيمة نصر , امة عربية ترى فى الفضائيات العربية صوتها الهادر المعبر عن طموحاتها , امة ترى فى سفاحيها شيوخ عزه وشرف , امة ترى فى جلاديها اولياء امور .

في محاكمة صدام حسين في قضية الأنفال قدم الإدعاء العام شريط مسجل بصوت علي حسن المجيد الكيمياوي يصف زعيم الاكراد السابق الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني بأنه قواد وشرير . وقال المجيد في الشريط المسجل ان الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تحالف مع الايرانيين طلب هدنة وأبدى استعداده للانقلاب على ايران اذا توقف الجيش العراقي عن ترحيل الاكراد من قراهم ولكن علي الكيمياوي قال في الشريط بأن الطالباني قواد وشرير لانه كان يريد هدنة ليبدو منقذا للاكراد .

اذا زرت الاردن والتقيت بصحافي يعمل بوظيفة طيز او وزير يعمل بوظيفة قندرة ويسميها المصريون جزمة او مدير عام يشغل منصب قواد فلا تعجب كثيرا لان الاردن اصبح بلد الاعاجيب ومملكة الابتكارات والمواهب التي لن تجد تفسيرا منطقيا لها حتى في اكثر كتب التحليل النفسي شهرة وحكاية اعضاء الوفد الاردني لاولمبيات اثينا 2004 وحدها تحتاج الى كتيبة من اطباء التحليل النفسي لفهم التصرف المضحك لاعضاء الفريق في حفل الافتتاح حين اخرجوا من فانيلاتهم واحذيتهم صورا للملك عبدالله كانوا قد هربوها الى الملعب لرفعها بدلا من العلم الاردني ليس حبا بالملك وانما تعبيرا مفضوحا ومتلفزا عن نفاق للحاكم تحول في الاردن الى وباء ينظر له موظفون حكوميون يشغلون المناصب انفة الذكر .

بعث صديق من استراليا هذه القصة ورغبت ان انقلها لكم . قصة حقيقية واقعية حدثت في الستينات من القرن الماضي ، من زمن العراق الجميل . روى سائق احدى التكسيات والذي كان يعمل ما بين منطقتي الباب الشرقي وباب المعظم . وأنا احمل راكباً من الميدان القريبة من باب المعظم والتي كانت معروفة في ذلك الوقت بوجود عدد كبير من بيوت الدعارة حاولت إمرأتين إيقاف التاكسي والركوب معه ولكن فاجئني الراكب بصوت عال : لا تأخذهم معنا رجاءاً رجاءاً لا تقف وأنا سأدفع لك اجرتهن . استغربتُ من طلب هذا الراكب ولكنني إنصاعيت الى طلبه ولم أئخذ الإمرأتين معي . وعند وصولنا الى منطقة الباب الشرقي أخرج الراكب محفظته لدفع الاجرة مع اجرة الإمرأتين .

سألته : عفية عليك بس قُل لي شنو السبب اللي ماخليتني اشيل النسوان ودفعت اجرتهن على حسابك ؟ , ضحك الراكب بوجهي وقال : عمي آني اشتغل قواد والناس تعرفني وهؤلاء النساء بنات أوادم وأخاف احد يشوفني وياهم يسيء الظن بِهن وتخرب سمعتهم . فشكرتُ الراكب على اخلاقه ورفضتُ أن أقبل الاجرة نهائياً من القواد لشهامته وأخلاقه .

مصادر[عدل | عدل المصدر]

  • عباس سلمان , فيصل القاسم والعهر المعاكس.
  • د. أسامة فوزي , المجلات النسائية والقوادة .