كنترول الحافلات بالاردن

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
هذه المقالة صادرة عن وزارة النقل وشؤون الكنترول في المملكة الأردنية الهاشمية التي تهتم بمصلحة المواطن الذي يتنطنط صباح مساء من باص كوستر الى اخر.

كنترول الباص او الحافلة ويعرف في مصر بالكومسري , و في العراق بالسكن (بكسر السين و الكاف), إلا اننا ها هنا لا يسعنا الحديث اللا عن الكنترول الاردني لما له من اهمية قصوى على إقتصاد الأردن و الشرق الأوسط عموما. الكنترول هي كلمة مهمة جدا بحياة كل افراد المجتمع الاردني من طبقة الدخل المحدود او المحروم التي تعتمد بتنقلاتها على استخدام المواصلات العامة. يقصد بالكنترول ذلك الشخص الذي هو بالعادة شاب بالعشرينيات و يقوم بمساعدة سائق الحافلة داخل المدن . ولا تعتبر قيادة الباص من ضمن صلاحيات ومهام الكنترول . يمكن ان نلخص اهم صلاحيات الكنترول الدستورية بالتالي:

  • جمع الاجرة من الركاب بعد انطلاق الرحلة.
  • التنسيق ما بين الركاب والسائق في مواضيع الوقوف والتنزيل.
  • ترتيب الركاب بحيث لا يجلس أي حفرتلي أزعر بجانب فتاة شمطاء.
  • النداء على ركاب الخط الذي تسير عليه الحافلة في مجمع الحافلات قبل الانطلاق. حيث ينادي بطريقة غبية  : صويلح صويلح ،،الزرقا الزرقا
  • إغلاق الباب بعد صعود او نزول راكب او مسافر.

في نهاية الثمانينيات ومع انتهاء الازدهار المرحلي الذي عاشه الاردن انطمست الطبقة الوسطى من المجتمع وفقد الكثير من الناس القدرة على اقتناء سيارة خاصة . لذا ازداد الطلب على وسائل النقل العام . وبدأ الاكتظاظ والتزاحم في وسائل النقل . ومن هنا وخصوصا في اوائل التسعينيات ظهرت الحاجة الى مخلوقات صغيرة محلية تربط ما بين الركاب والسائق . واصبحت شخصية الكنترول جزء لا يتجزأ من الحافلات ومن المظهر العام لمجمعات مواصلات النقل العام .

المتطلبات الاساسية لكي تصبح كنترولا[عدل | عدل المصدر]

ان اهم المتطلبات للحصول على شرف العمل ككنترول ظهرت بمعاهدة فرساي بعد الحرب العالمية الاولى . وقد وقع عليها آنذاك السفير الروسي "سرفيس عبدلوف" والسفير الفرنسي "جاك-بيير رغدان" والسفير الايطالي "الكسندرو اوتوسترادا" والسفير الاسباني "خوليو المجمع الجديد" والسفير البريطاني "السير جورج وادي السير" والسفيرة الاردنية "أم الصليح الهاشمية الزرقاء وبالعكس" . ويمكن ان نلخص اهم متطلبات العمل ككنترول بما يلي:

  • أن تكون شابا نحيفا اسمر اللون عمرك ما بين 17 الى 24 . ويمكن تمديد العمر بناءا على الظروف الاقتصادية للبلد الى عمر 56 كحد اقصى (سجلت حالة واحدة لكنترول بعمر 55 وثلاث شهور على خط الزرقاء - الهاشمية -الاسكان بعام 2005) .
  • أن يكون سجلك الاجرامي يحتوي على قضايا ممسة بالاداب العامة والشرف وقضايا سرقة اسلاك التلفون وتعاطي الأجو (مادة لاصقة تسبب الادمان), وان تكون بارد الوجه وسرسري ومصقع وقليل حياء وما بك شيمة من شيم الرجال.
  • أن يكون عرضك قد هتك في سن العاشرة من قبل كنترول ذو اسبقية Senior Control في احد المجمعات .
  • أن تكون على استعداد تام للقفز من الباص وهو يمشي على سرعة لا تقل عن 30 كم \الساعة\ لكل نيوتن جول , وان تملك اللياقة البدنية والقدرة على عصر نفسك لاخذ الاجرة من الكرسي الاخير بينا يكون الممر مليء بالركاب الواقفين .
  • أن تكون عندك القابلية والاستعداد النفسي لخدمة السائق بأمور تتضمن شراء فنجان قهوة تركية مغلية من قهوة سكاكا على شارع الجيش بالزرقاء ودخان من نوع فايسروي احمر من نفس المحل . أيضا احضار الغذاء للسائق من مطعم ابو صطيف الذي يتكون عادة من ساندويشات الفلافل .
  • أن تكون عندك القدرة على مقاتلة الاخرين عندما لا يعجبك شكلهم وايضا تكون ثقتك بنفسك عالية لدرجة انه ان قام احد الركاب بالدعس على رقبتك والبصق بحلقك لانك بارد فأنك تتخذ الموقف شي طبيعي وتكمل مهامك على اكمل وجه.
  • أن تكون عندك القدرة على التلاعب بالفكة (الفراطة) حيث تستطيع حمل وترتيب العملة المعدنية على اساس القيمة بيدك اليمنى وان تتشبث بجدران الحافلة بيدك اليسرى مع امكانية التبادل ما بينهما بسرعة لا تجاوز 0,1 من الميكرون من الثانية على مقياس ريختر .
  • أن تملك قدرة سحرية على انقاص المبلغ المراد ارجاعة الى الراكب بعد اخذ الاجرة. مثلا يعطيك راكب دينار وتكون الاجرة 30 قرش , يجب ان تقص 5 قروش لجيبك من دون ان يحس .
  • ان تلتزم بالزي الرسمي للكنترولية ألا وهو بنطلون من الجينز الاسود الضيق جدا والواسع من عند القدم, حذاء رياضي لون أبيض من أبو 5 دنانير , و بلوزة بدي ضيقة طخ يابا طخ لون ابيض مكتوب عليها "I love metallica and Love to give you a hand-job" علما انك لم ولن تعلم ماذا يعني هذا الكلام.

الكنترول : صعوبات وتحديات[عدل | عدل المصدر]

ينطوي منصب الكنترول على مصاعب ومخاطر لا بد لنا من ذكرها . ولا بد ان نؤكد ونذكر ان مهنة الكنترول هي مهمة تكليفية وليست تشريفية. أي انه شرفك سوف ينقص ان وجد لامتهانك هذه المهنة. من أهم الصعوبات التي تنطوي عليها مهنة الكنترول هي مايلي:

  • عدم وجود اي قيمة تذكر لشخص الكنترول الكريم بالمجتمع. وكان لهذا اثر سلبي مباشر على طلاب الجامعات الذين يستخدمون باصا به كنترول. اذ يعمد الكنترول الى محاولة لتعويض النقص النفسي الحاصل له من خلال مضايقة الشباب امام البنات ومحاولة التخوث (التهبل بقصد الايذاء) على هؤلاء الشباب.
  • الضرب المبرح الذي تتعرض له بشكل متناوب على اثر برادة وجهك مع احد الركاب الذي يقوم ويدعس بحلقك . او من زملاء المهنة الاخرين الذين يحسدونك على الباص الذي تعمل به خصوصا ان كنت على خط يصل الى جامعة ما - مثل خط الزرقاء الجامعة الاردنية - الذي يحتوي على بنات كثيرات قد تظن انهن سيعطينك وجه خصوصا وان كنت تحمل هاتف نقال نوع نوكيا الدب عندها ستظن انك "انريكه اجليساس" زمانك علما انك مصدي ومقمل.
  • البهادل والشتائم من قبل افراد الامن العام ودائرة السير عندما يقوم احدهم بالشكوى عليك.
  • العديد ممن المشاكل الصحية من مثل الامساك المزمن لكثرة اكل الفلافل والحمص , واسمرار البشرة كونك طول نهارك بالشموس , والصلع واختفاء الشعر من وجهك لكثرة الكفوف والضربات اللتي تتعرض لها دائما، بالإضافة إلى الفايروسات المنتقلة بالبرايز.

أثر الكنترول على المجتمع والوطن والعالم بأسره[عدل | عدل المصدر]

كان للكنترول اثر كبير على المجتمع الاردني . بدءا بالكره العام والشعبي للكنترول لانه دائم الكذب والسرقة ومحاولة تزبيط البنات بالباص . ولابد ان نذكر هنا ان الموظف الحكومي مثل معلمي المدارس يكرهون اسم وشكل الكنترول وذلك لانه يذكرهم ببدأ ونهاية الدوام ويذكرهم بغلاء اسعار النقل ويذكرهم بتفاهة دراستهم وتحصيلهم العملي اذ كون الكننترول ذلك الشخص عديم المعرفة يتعرف على نساء ويعيش حياة حرة اكثر منهم.

أما على مستوى الوطن الاردني فقد كان هناك تحرك واتجاه حكومي لالغاء مهنة الكنترول لما تتسب به من مشاكل , وبالفعل صدر قرار حكومي بانهاء منصب الكنترول وشطبه من لوائح الخدمة المدنية الغير حكومية , لكن لم يرضخ عموم الكنترولية وسائقي الباصات لهذا القرار لانه يدمر نكتة الحياة القذرة بالمواصلات العامة . وقد وردني انا شخصيا بيانا من نقابة الكنترولية واصحاب السوايق (نقابة ممنوعة بالاردن وتعتبر تهديدا لامن الدولة وتمارس نشاطها السري من المجمع القديم بالزرقاء) واحتوى البينا انكارا لما تفعله الحكومة من محاولات لاضفاء بعضا من التقدم والتحضر للمواصلات العامة. أما عالميا فقد نص البيان الختامي لمنظمة العمل والتشغيل الدولية ان مهنة الكنترول هي مهنة مهدة بالانقراض ويجب على الجميع الحفاظ عليها من الزوال.

الكنترول : آمال وتتطلعات[عدل | عدل المصدر]

باص من نوع تويوتا كوستر موديل 1998 أنه حقا حلم كل كنترول

يقال ان لكل بداية نهاية , وان كل صغير يكبر , وان كل كبير يبقى كبيرا وان لكل جواد كبوة وان لكل حمار بردعة. وهذا هو حال الكنترول ايضا, فقد ظهر باستطلاع للراي قمت به ونشرته جمعية حمايه الحيوان الفرنسية ان حوالي 99% من الكنترولية العاملين على الخطوط الاردنية بعام 2004 ارادوا ان يتوجوا مسيرة عطائهم بان يصبحوا سائقي باصات كوستر, وان يصطهجوا بحمل رخصة المحورين التي نخولهم لقيادة هذه الحافلات المتوسطة الحمولة 22 راكب جالس و14 واقف بالممر.

للاسف فالواقع ليس ورديا تماما مثل هذه الاقول, فأننا نعلم تماما بان هنالك كنترولية اكثر مما هنالك باصات . لذا سيبقى هنالك عددا من الكنترولية الذين لن يستطيعوا ارضاء طموحهم بالجلوس خلف المقود , وتركيب 13 مرآة بوسط الباص مع واحدة ضخمة تكاد ان تغطي كامل الزجاج الامامي وذلك لرؤية البنات بالمقاعد اخلفية, ولن يكون هنالك اشرطة كاسيت لحاتم العراقي وعلي الديك , ولن يكون هنالك جملة "no time for love" ملصقة على الباب . هذه هي عزيزي القارىء للاسف الحقيقة المرة لمستقبل العديد من الكنترولية , ونحن لم نقدم لك شيئا جديدا, اذا ان هذا هو بالضبط ما تكلم عنه "آدم سميث" مؤسس علم الادارة والكنترول.

مصادر[عدل | عدل المصدر]

  • من كتاب فيصل المقرود "كم تمنيت لو كنت كنترولا" , مطبعة الشباب ومكتبتها, الغويرية , 1294.
  • نعوم تشومسكي, "الكنترول والعولمة", مطبعة الفناطسة لكروت الافراح, عمان طلوع المصدار, 1999.
  • نصية بيرة في شرح معلقة "ليرة لو باقي ليرة", للشاعر أبو الشباب قوم قعد البنت , 1404هـ.