لا

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

لا انتماء لنا إلاّ لهذه الـ لا , فالـ لا وحدها من الحروف تشبه قاماتنا المنتصبة ، في هذا الزمن المنحني والمقرفص كياء "ي" ، في هذا المكان المستتب بأنظمته كمستنقع . ليست غايتنا الكتابة ، إنما الخروج بالكتابة إلى فعل الحرية ، وفعل الحب . فبفعل الحرية ، وفعل الحب نكون ، ويكون الإبداع . وليس إلاّ بالإبداع نكافئ حضورنا في الإنسان . لكن كيف ؟ بألا نتحدث عن الكارثة ؟ ونحن في الكارثة . بألا نعبّر عن الخرائب ؟ وفينا الخرائب : بلاد ممزقة , حروب طائفية , انتصارات زائفة , أكوام جثث , أحياء موتى , وجيف إيديولوجيات , جنرالات ، وإمبراطوريات عسكر , بساطير وجياع . لكن ، كيف ؟ بألاّ نرفع الحجاب عن المكان المنفي ، وعن المجهول , الحرية. بألاّ نؤرّق حواسنا المعطّلة ؟

بألاّ نخترق جدران المحرمات : الدين , الجنس , السياسة و..... ألاّ نتآلف مع العقل ، بألاّ نتعرى بالجنون ، ونخرج على حشمة النفاق . بألا تكون الكتابة إلاّ مشوبة بنزعة الدولة ومؤسساتها . بلوثة الإيديولوجيات وسلطوياتها . وخانعة كلّ الخنوع للقوالب والعمامات . بألاّ نكون في نهاية القرن العشرين إلاّ في مؤخرة الانحطاط: في النفط والتصحّر، في العهر والرخاوة والاستلاب ... وتحت الاحتلال المأجور ! وبألاّ نكون....لكلّ هذا نقول: لا . ولا ، لكلّ هذا العالم بمكوناته السلطوية ، من إمبريالية واشتراكية ، دينية وأخلاقية . ولا للكتابة أيضاً ، إن لم تكن في اكتشاف النار الجديدة . إن لم تكن خروجاً على احتكارات الآلهة . إن لم تكن تدميراً للثوابت والأوثان ، للحظائر والمداجن البشريّة .إن لم تكن تشكيلاً لوعي عربي جديد . لإشراق في الحرية ، لإشراق في الحب ، لإشراق في الاستشهاد والوطن .