ماكس أوبنهايم

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ماكس فون أوبنهايم (بالألمانية: Max Von Oppenheim)‏ رحالة وعالم آثار ودبلوماسى ومستشرق المانى ولد سنة 1860 ، وهو مؤلف كتاب البدو الموسوعة الكبيرة المكونة من أربعة أجزاء ، والتي تسرد وتناقش كل النواحى الحياتيه للقبائل البدوية ، وأصل تلك القبائل في كل بلدان الشرق الأوسط . في بدايات القرن الماضى كان يلوح في الأفق نشوب حرب عظمى ، وكانت تتشكل الأحلاف لتلك الحرب ، وهي الحرب العالمية الأولى وكانت إنجلترا وفرنسا وروسيا وبعض الدول يشكلون حلفًا، وكانت ألمانيا والنمسا وبلغاريا والإمبراطورية العثمانية ودول أخرى يشكلون حلفًا آخر ، ورغم أن هذه الحرب كانت ذات طابع أوروبي غربي بحت ، لكنها اكتسبت طابعًا شرقيًا أيضًا منذ دخول الخلافة العثمانية طرفًا في الحرب وهو ما كانت تريده ألمانيا. ففى عام 1908 أسست ألمانيا معهد هامبورج للدراسات الاستعمارية بقيادة كارل هاينريش بيكر أستاذ الدراسات الشرقية في ذلك الوقت ، ومن داخل هذا المعهد كانت النواة الأولى لاستغلال الجهاد الإسلامي متمثل في الإمبراطورية العثمانية آنذاك لتحقيق المصالح الألمانية ، فقد أراد الألمان في هذا المعهد تأجيج الجهاد الإسلامي وإشراك الإمبراطورية العثمانية معهم كطرف في الحرب .

إمبراطور ألمانيا كان معارضًا لذلك الرأى كون الإمبراطورية العثمانية منهكة ، ولن تفيدهم في شيء، وكانت تسمى وقتها برجل أوروبا المريض، وكان يتساءل في نفسه: كيف سيقنع المسلمين بأن يقفوا مع الألمان في خندق واحد كي يجاهدوا في سبيل الله ! . كما كان هناك معارضون أيضًا لهذا التحالف الإسلامي الألماني لأسباب عدة، وهي أن مفهوم الحرب في الإسلام هي جهاد في سبيل الله ، أما الحرب بالنسبه لألمانيا ، فهي سياسية ، وليست حربًا للدين المسيحي ، وأيضًا كان هناك حساسيه نتيجة التجربة التاريخية بين الدوله العثمانية ، والبلدان المسيحية نتيجة الفتوحات العثمانية في أوروبا ، ولكن كان هناك رجل له رأي آخر، وهو ماكس فون أوبنهايم مدير مركز استخبارات الشرق آنذاك هو الذي أقنع إمبراطور ألمانيا ، وقال له: إن الإسلام سيكون مجرد سلاح لتحقيق مصالح ألمانيا والقضاء على أعداءنا.

ومن هنا بدأ أوبنهايم بإقناع إمبراطور ألمانيا بنظريته ، وكيف لهم أن يستغلوا الإمبراطورية العثمانية وإقناعها بإعلان الجهاد ضد دول الكفر (إنجلترا وفرنسا وروسيا) التي تحتل كثيرًا من الدول الإسلامية آنذاك، فإنجلترا كانت تحتل مصر والعراق والهند وأجزاء من بلاد الشام، وفرنسا كانت تحتل دول المغرب العربي، وروسيا كانت تبطش بالجمهوريات الإسلامية في الجنوب الروسي ، وبإعلان الخليفة العثماني , الممثل الروحي للمسلمين , الجهاد ضد هذه الدول ستندلع الثورات في تلك البلاد مما سيشغل الدول المحتلة لها بقمع تلك الثورات ؛ فيؤثر عليها في الجبهة في حربها ضد الألمان .

قبل الحرب بقترة لم تكن بالقليلة كانت علاقات جيدة بين العثمانيين والألمان فعدوهم مشترك ، وهو روسيا ، ومن منطق عدو عدوي صديقي نشأت تلك الصداقة ، أو قل العلاقة الاستراتيجية ، ففي عام 1889 زار إمبراطور ألمانيا فيليهم الثاني الدولة العثمانية ، وناقش مع الخليفة مد خط سكك حديد بين بغداد وبرلين لتنشيط التجارة بين البلدين ، فألمانيا كان لها مصالح اقتصادية في تلك المنطقة، فكان عليها أن تحافظ علي تلك المصالح بإبقاء الوضع دون تغيير ، والحفاظ عل بقاء الدولة العثمانية ، كما أن هذا كان في صالح الدولة العثمانية في الحفاظ علي كيانها والدفاع عنها من قبل ألمانيا ضد محاولات التقسيم البريطانية والدولية .

الحاج محمد وليم الثانى[عدل | عدل المصدر]

أصدر السلطان العثماني بيانًا موجه إلى المسلمين بالجهاد ضد أعداء الإسلام، وكان نصه كالآتي :

أيها المسلمون اعلموا أن إمبراطورياتنا في حرب مع أعداء الإسلام , موسكو وبريطانيا وفرنسا , وقد دعاكم الخليفة للجهاد.

بهذا البيان قد دخلت الدولة العثمانية الحرب، وقد سبق هذا تهيئة عامة المسلمين للثورة والجهاد مع الألمان ضد الإنجليز وحلفائهم ، فلم يكن الموضوع سهلًا ، فألمانيا بالنسبة للمسلمين ديار كفر أيضًا كما أنه من وجهة نظر النخبة الإسلامية أنه لو وقفنا مع الألمان ضد الإنجليز فما الفائدة، سنستبدل احتلالًا باحتلال آخر، وهنا كان أوبنهايم حاضرًا أيضا فلم يدع شيئًا هو ورفاقه للظروف ، ففي وقت الحرب قد شاعت إشاعة أن إمبراطور ألمانيا قد أسلم وسمى نفسه الحاج محمد وليم ، وأنه كاتم لإسلامه لأسباب سياسية فانتشرت هذه الإشاعه بين الناس كالنار في الهشيم ، وترك الألمان الإشاعه تنتشر ، ولم يحاولوا نفيها أبدًا ، فلعبوا بعواطف المسلمين، وبنى المسلمون على تلك الإشاعة الكثير من الأساطير كالعادة وبعض الشيوخ علي المنابر في مصر كانوا يخطبون في الناس بأن هناك أحاديث للرسول تقول بأن أمه عظيمه سوف تدخل الإسلام في آخر الزمان

ترجم علي الفور هذا الكلام بأن المقصود به ألمانيا، وأن إمبراطور هذه الدوله حين يدخل في الاسلام سيدخل الأمه الألمانيه معه الإسلام ، وذكرت أحد المصادر الألمانيه عام 1914 أن المصلين في أحد المساجد المصرية ذكروا بالخير رحلة الحج التي قام بها الإمبراطور الألمانى إلى فلسطين عام 1898، ودعوا الله لأن ينصر الحاج محمد وليم الثانى ، وقد عزز تلك الإشاعات أيضا خطابات الإمبراطور الموجهة إلى المسلمين والدين الإسلامي، وما بها من ثناء علي هذا الدين ، وعلى المسلمين المضطهدين في الدول المحتلة من قبل الإنجليز ، وسرد أنه يجب تخليص المسلمين من هذا الاحتلال كي ينالوا الحرية، كما كانت تطبع المنشورات الموجه إلى المسلمين في مصر والهند وإيران وغيرها تطالبهم بالثورة على الإنجليز وتحثهم على ذلك عن طريق بعض الحقائق، فكانوا يكتبون:

أيها الشعب المصري وأبناء الإسلام جميعًا هل لكم في أن تنتبهوا من رقدتكم وتفيقوا من سكرتكم وتذبوا عن حيطتكم وتعملوا على تحربركم من يد الظالم المستعبد لكم الذي قضى على بلادكم ودينكم وإحساسكم الشرقي وسيقضى على أعقابكم ما دمتم تحت نير العبوديه ترتعون . هل لكم في أن تذكروا الشهامة العربية والشعور بوحدة الإسلام وتقتدوا بالأبطال

كما جاء في المنشورات أيضًا تجميل صورة الألمان ، وأنهم قوم يحبونكم، ولم يغتصبوا أرضًا لكم من قبل ، عكس الإنجليز والفرنسيين ، كل هذا كان لتجهيز الأرض لثورة المسلمين حتي يلبوا نداء الخليفة العثماني، وكان أوبنهايم يسافر بنفسه إلى بعض البلاد كإيران ومصر يؤجج الجهاد بين الناس مستغلًا علاقاته بكثير من النخبة في البلاد الإسلامية كما أنه أرسل عملاء ألمان متخفين تحت أسماء أخرى إلى كثير من الدول الإسلامية .

الثورات العربية[عدل | عدل المصدر]

بريطانيا صاحبة أقدم جهاز مخابرات في العالم لم تكن بالسهولة والسذاجة التي كان عليها المسلمون في ذلك الوقت ، بريطانيا التي كانت تحتل تلك الدول الإسلامية من عشرات السنين وكان لها باع طويل في استعمار الدول لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ذلك المخطط، بل واجهت ذلك المخطط بمخطط آخر كان أكثر نجاحًا من المخطط الألماني ، وهو تأجيج الثورات العربية في الجزيرة العربية، والعراق ضد القوات العثمانية وقامت بالإسراف بالوعود للشريف حسين بإعطائه ملك الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق لتكوين مملكة عربية ، وكان هذا من ضمن الأسباب التي أدت لفشل المخطط الألماني لجهاد المسلمين،

كما أن هناك سببًا آخر لفشل المخطط الألماني، وهو تركيز الدعاية الألمانية على إطاعة ولي الأمر والسلطان فى زمن كانت القومية العربية قد تجاوزت تلك المغريات من هذا النوع . هذا السرد الذي سردناه بدايات استغلال الإسلام والمسلمين من قبل الغرب لتحقيق مصالحهم واستخدام مصطلح الجهاد كي يقاتل المسلمين عدوًا لبعض القوي الغربيه نيابة عن الغرب .