محمد رمضان

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد رمضان (1988)، ممثل برتبة بلطجي ومغنٍ مصري منح نفسه لقب نمبر وان، ويراه كثيرون شباب في مصر أنه يمثلهم؛ لأنه فهم منطق الحياة، بصورة صحيحة، وتحوَّل إلى بلطجي. وقد نعِم بالثراء، وهو ينتقل من قاع المجتمع، حيث الفقر والتهميش؛ ليصبح في مصافِّ النجوم. وفيما أصبح يعيث في الأرض فسادًا؛ بجهله وقلَّة درايته وقلبه موازين القيم، كان ملايين الشباب؛ ممَّن يحبُّونه، يحاولون احتذاءه، والتعلُّم من مفردات لغته التي تمثِّل معاني القوة النَّزِقة، والذراع، متغاضين عن تكبُّره عليهم، وتعاليه، وهو يخرج على قومه، في زينته، متباهيًا بسيَّاراته الفارهة، أمام جوعهم وبطالتهم.

يقال انه من أصحاب السوابق اللذين تحولوا إلى التمثيل في زمن غاب فيه الممثل الوسيم و عوضه الممثل البلطجي السوقي قليل الوسامة و كثير الانشغالات و بارع في كلام و اللعب بالسيوف و بطل في العراك بالأيدي و بزغ نجمه في عصر الانحطاط اللذي تلا نكسة 2011 حيث غاب كل مبدأ و قيمة و صارت الشكل الدميم هو عنوان الشهرة فصار الممثل الوسيم سيد رجب مثلا هو رشدي أباظة او حسين فهمي العصر .

يوجد لمحمد رمضان شعبية كبيرة وسط جيل التيك توك و التكتوك و اتباعه من شعوب و أقوام شتى و هو كبيرهم و سادنهم الأعظم يقدم لهم ما يحلمون به و يقدمون له الشهرة و الفلوس و الطائرات وهو يستعر منهم و يضحك عليهم.

جسد محمد رمضان و تمكن من تلخيص و سيجسد كل ما أصاب و سيصيب المجتمعات العربية خلال ربع القرن 2010 -2035 حيث يعتقد أن ظاهرته البلطجاوية ستنتهي مع نهاية جائحة كورونا سنة 2035

أصيب بنوع من الجنون حيث انه لم يصدق نفسه رغم أميته و جلفه و نتانة لسانه و بقه الا انه أصبح النجم الأوحد فصار يتخيل نفسه أحمد زكي مع انه لا توجد مقارنه بين الحمار الاسود و النمر الأسود.

يعتقد أن لمحمد رمضان مناعة طبيعية ضد فيروس كورونا خصوصا السلالة العشوائية EGY 2


ما المطلوب، أو المنتظَر من محمد رمضان ؟ وفيما أنتم تتوقَّعون منه ما هو فوق طاقته، هل تنتظرون منه أن يخرج هاتفًا باسم العروبة وفلسطين والمسجد الأقصى؟ وأن ينادي بعدم تهويد القدس وتقسيمها؟ هل تنتظرون ذلك من هذا الشاب الذي امتلأ غرورًا، ولفَّته بطانةُ سوء، وأصبح يتحرَّك بالتحكُّم عن بُعْد؛ لكي يداري غباءه وجهله الذي لم يستطع المال أن يخفيه، أو يحسِّنه، أو يلطِّفه.

ما المتوقَّع من محمد رمضان الذي قُدِّم لمغنٍ اسرائيلي واجهةَ بلده، وفي يوم كانت أم كلثوم واجهة مصر، وشتَّان بين هذا وذاك، ولسنا في حاجة لسرد قائمة أسماء لفنَّانين ومغنين عرب ومصريين، مثل أم كلثوم؛ لكي نستذكر مواقفهم الوطنية، إزاء بلادهم، أو إزاء القضية الفلسطينية. ولكن رمضان أساء لبلده ولشعبه، في البداية، فأيُّ خيرٍ يُتوَسَّم فيه، وهو يقدّم واجهة لمصر. لذلك كان من الأجدر أن يُسحَب البساط من تحت قدميه، منذ زمن، وليس اليوم، بعد خطأ متوقَّع من شخصٍ جاهل لا يهمُّه سوى المال؛ لأنه على يقين أن نجمه سوف يذوي، في سنوات قليلة، ولن يأتي أحد على ذكره.

يجب أن نتوجَّه بالشُّكر للمدعو محمد رمضان الذي أتلف ذوق المشاهد، وغيَّر بوصلة البطل في السينما والدراما. علينا أن نشكره على صنيع طيِّبٍ وحيد، أنه أعاد التأكيد على الإجماع الشعبي المصري لرفض التطبيع مع إسرائيل، على الرغم من مرور حوالي أربعين عامًا على توقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، استردّت مصر على إثرها سيناء التي تتجاوز مِساحتها مساحة فلسطين بكثير.

ولم ينسَ المصريون شهداءهم، ودماء أبنائهم، في حروبهم مع إسرائيل، ولم تفلح معاهدة السلام في تغيير صورة دولة الاحتلال تلك، ثم جاء محمد رمضان! وكأنهم أرادوه كاسِرَ الحاجز الحقيقيِّ، لا الوهميِّ، أمام التطبيع؛ فخانهم التقديرُ، وخانه، وقد يكون خبثاء أغرَوْه بهذه الفِعْلة؛ ليجسُّوا به نبض الشعوب، أو ليمهِّد الطريق لأنفُسٍ ضعيفة، بعده؛ فلا أسفَ عليه، شخصيًّا، عندهم.

شكرًا، محمد رمضان؛ لأنك أكَّدت عمق الهُوَّة بين الإجماع الشعبي والقرار السياسي؛ لأنك أظهرت حقيقة أن الشعب لم يعد يملك أكثر من المقاطعة الثقافية بكل صورها، وهي الإعلان الحقيقي للموقف العربي من القضية الفلسطينية، ومن حقِّ الشعب الفلسطيني في أرضه المسلوبة، وهي تأكيدٌ لفشل جهود العدوِّ الاسرائيلي في فرْض ملفِّ التطبيع الثقافي، أو الاجتماعي، على الشعوب العربية التي ظلَّت جبهتها الداخلية الشعبية، وسوف تظلُّ متماسكة الحصون، حتى وإن ظهرت حالاتٌ فردية، بين حين وآخر؛ فهي الزَّبَد الذي سوف يذهب جُفاء. ويكفي أن يتحوَّل نمبر وان، بين عشيَّة وضحاها، إلى شخص منبوذ؛ بقرار من أكثر الناس فقرًا وبؤسًا، وكأنَّ العلاقة مع العدوِّ هي القشَّة التي قصمت ظهر البعير، فالشعب الذي احتمل صعود محمد رمضان على ظهره طويلا، وغيَّبه بأفكارٍ وتوجُّهات غريبة، ووصولية، وانتهازية، يقول اليوم كلمته؛ من أجل فلسطين؛ فلسطين الخاصرة المؤلمة لكلِّ مواطن عربي شريف، على هذه الأرض، والتي سالت على أرضها دماء الأحرار في معارك خلَّدها التاريخ.