يوسف زيدان

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يوسف زيدان (1958) محقّق مصري معاصر، اشتغل بالأدب ، وأنتج ، رواية عزازيل، فكرتها مسروقة، من أمبرتو إيكو، في "اسم الوردة"، ومجموعة أعمال أخرى لا قيمة لها. تبنّته الدولة، فصار نجماً، يتحدّث في كل شيء، الأدب، السياسة، اللاهوت. يظهر مع عمرو أديب في فقرات ثقافية، له جمهور يعتبره أديباً بالفعل، ويقارن بينه وبين نجيب محفوظ، وإنَّا لله وإنا إليه راجعون! . تكشف حالة يوسف زيدان عن قدرات الدولة في تحويل الفسيخ إلى شربات، وطبيعة المتلقي الذي تنطبق عليه جملة رئيس تحرير فاسد، كان يخبر بها الصحافيين الشبان في مصر: "الجمهور بياكل اللي يتحط له"، في إشارة إلى أن القارئ لا يميز بين الغث والسمين. المهم طريقة التقديم، الشطارة. يتحول النحاس إلى ذهب، الصفيح، التراب، وعلى طريقة المزاجنجي في فيلم الكيف، "يضرب ويجيب فلوس".

حالة زيدان إدانة لنا جميعا، وهي حالة متكرّرة، حتى عند بعض نقاده والساخرين منه. الخطاب الديني الفضائي، وتصوّرات أصحابه، عن العلمانية، العلاقات الاجتماعية، المرأة، الفنون، الصورة الذهنية للإسلاميين عند أغلب العلمانيين. خطاب التنوير الحكومي، أو تنوير السوق، بوصف عبد العظيم حماد. خطابات السيسي، وبرامج عمرو أديب وأحمد موسى ومدحت شلبي. إعلام الإخوان، وقنوات الشرعية، والمقدمات النارية، وفيديوهات وجدي غنيم وصابر مشهور وفوتو سيشن ومقاطع أحمد وزينب والدكتورة بنت الباشمهندس، .. كلها تجليات لحالة يوسف زيدان، غير العفوية، مشروع دولة.. أمة.

جلس عمرو خالد أمام آلاف البشر في المسجد، ومن ورائهم ملايين يسمعون الكاسيت، ويشاهدون الفيديوهات، وقال: "ولا متخذات أخدان" يعني زميلك في الجامعة، الزمالة حرام، الاختلاط حرام، الآية واضحة. توقعت موجة سخرية لا تقل عن زيدان، لكنها مرّت، وتبنى تفسيرَه عشرات الفضائيين الآخرين. قرأته من بعده ألف مرة على مواقع التواصل، وحين يحاول "أي أحد" توضيح معنى "الخدن" بوصفه علاقة جنسية بين صاحبيْن، يظهر فيروس زيدان. يرفض المتابعون، يدافعون عن المُصاب، يتهمون الصحيح، والطبيب، والعلاج، وفكرة التداوي، تتحوّل القصيدة إلى بهارات، والآية الكريمة إلى عسكري في حرس الجامعة، ومن يعترض فهو جاهل جهول سفيه، لا يعرف قدر التوابل! يتكرّر الأمر نفسه مع دعاةٍ آخرين، بل علماء وكتاب ومفكرين، إسلاميين وعلمانيين، وعلى باب الله.. العلمانية تعني الإلحاد والكفر، الأحزاب الدينية مدنية، لأن المدنية عكس العسكرية، البخاري هو سبب تخلفنا، ابن تيمية هو السبب في "داعشحسني مبارك علماني، الحداثة تهمة، والاستشراق أيضا، مئات من الأشخاص والأفكار نعتقدها مثلما يعتقد زيدان أن متبول تعني توابل، ونعتقد في الأقلية التي تحاول تصحيحها مثلما يعتقد زيدان في نقادّه أنهم جهلة وسفهاء.. فما العمل؟

المنظومة خربة، عن قصد. التعليم مشروع تجهيل. الخطاب الديني أكبر مروّج للإلحاد. العلمانيون سر استمرار الإسلاميين، السلطة تختار معارضيها، وتسجن الباقين، الفراغ العصامي يضرب السواد الأعظم، مع ثقة وإصرار وبجاحة، وإخلاص عميق في حراسة التخلف. إدراك المأساة، وتجاوز خطابات النعرة الكذابة، السبعة آلاف سنة، وخيرية الأمة، غير المشروطة، وتحميل الدولة مسؤوليتها في تصنيع وتغليف وتصدير المصابين بحالة زيدان، والنقد الصارم لمشايخنا وقساوستنا، الذين يوفرون الغطاء للديني لحالة زيدان. هنا أول الطريق، بعدها تبدو الأشياء على حقيقتها، وتعود إلى أصلها، البحث عن المعرفة لن يكون صعبا.

البداية هي الاعتراف بالمرض، لا التصالح معه وتبريره. في تصوري، ليست لدينا مشكلة أفكار. الأفكار على قارعة الطريق، كما يقول الجاحظ، لدينا مشكلة ممانعة. نحن لا نريد الطريق ولا أفكاره ولا جاحظه المعتزلي، رضينا بالهم، وإن لم يرض بنا. تحولنا، من حيث لا ندري، إلى أعداء أنفسنا، ننبح ونعضّ وننهش أصحاب أي محاولة لإسعافنا. هذه هي أعراض حالة يوسف زيدان ومتابعيه، فإذا كنا نسخر منها لفجاجتها، هذه المرة، فإننا، بدرجاتِِ، مصابون بها جميعا، فلا يسخر زيدان من زيدان، فكلنا في الهوى عباسية!