يوسف وهبي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يوسف وهبي (1902 - 1982) ، ممثل ومخرج مسرحي وسينمائي من مصر ، نجى بإعجوبة من حشر السيخ المحمى فى صرصور أذنه , ففى سنة 1926 زار يوسف وهبى المستشار الخاص بالرئيس التركى مصطفى كمال أتاتورك , و كان ألمانى الجنسية ( د. كروس ), و كانت المقابلة بوساطة الأديب التركى وداد عرفى, و كان كروس ممثلا لمؤسسة سينمائية ألمانية مشهورة, و قد نال كروس موافقة الرئيس التركى فى إنتاج فيلم سينيمائى ضخم بعنوان "محمد رسول الله" نال موافقة لجنة من علماء الإسلام بإستانبول كدعاية للدين الإسلامى و إظهار عظمته و سمو تعاليمه؛ على ان يتم تصوير الفيلم ما بين باريس و صحراء السعودية و كان العرض الألمانى التركى للفنان يوسف وهبى أن يقوم بتجسيد دور الرسول .وافق يوسف وهبى على القيام بالدور بمقابل عشرة آلاف جنيه و قام بتوقيع عقد الإتفاق بالسفارة الألمانية .

إنتشر الخبر كالنار فى الهشيم , و هاجت الدنيا و قامت و لم تقعد, و إتفق الجميع و توافق كل أطياف الشعب على ضرورة حشر السيخ المحمى فى صرصور ودن يوسف وهبى إن لم يرتدع و يتراجع عن تلك الفعلة الشنعاء, و كل واحد و أسلوبه فى ما بين محاولاته لإقناع يوسف بك وهبى فى الإقلاع عن الفكرة و التهديد و الوعيد له فى حال الإصرار على الإستمرار فى المشروع, لدرجة دخول الملك فؤاد شخصياً فى زمرة المهددين بالتجريد من الجنسية المصرية و النفى خارج البلاد .

و ما زاد الطين بلة؛ شيوع خبر مُغرض بإختيار يوسف وهبى لملامح شخصية راسبوتين , الجاسوس الدنئ و الدجال و زير النساء لتكون هى صورة الرسول فى الفيلم ؛ فى حين أن حقيقة الأمر كانت فى حصول وداد عرفى مندوب الشركة الألمانية على صور الشخصيات التى قام يوسف وهبى بتجسيدها لعرض إمكاناته على الشركة التى يمثلها للوقوف على قرار إسناد الدور ليوسف وهبى من عدمه و منها صورته التجسيدية لشخصية راسبوتين غيرها . هذا؛ إلى جانب الهجوم على شخص يوسف وهبى لذاته و وصفه بكونه صاحب مزاج جنونى و حركات تشنجية و عيون شهوانية و كونه مبتذلا مستهترا فى مظهره العام و بالتالى عدم صلاحيته لتمثيل شخصية الرسول ذو الوقار و الهيبة و الرزانة و التقوى و بالتالى زُعِمَ أن غرضه هو إهانة مقام النبوة .

إنقسم متناولوا الموضوع إلى فريقين؛ منهم من إنتهج موضوعية الطرح و منهم من إتخذ الشرشحة منهاجاً؛ مع الإجماع الكامل فى ضرورة منع و إثناء يوسف وهبى عن لعب الدور المطروح عليه .و شمل الهجوم على يوسف وهبى ظهور فتوى من شيخ الأزهر بتحريم تصوير الرسل و الأنبياء و الصحابة . و مخاطبة مشيخة الأزهر لوزارة الداخلية لمنع يوسف وهبى عن القيام بالدور عن طريق منعه من السفر و التى بدورها إستدعت يوسف وهبى و قامت بتهديده للعدول عن مشروعه و نزعت منه تعهده بعدم القيام بتجسيد الدور .

أبدع أحد علماء الأزهر فى الرد على مبدأ عدم تمثيل شخوص الأنبياء و الصحابة و شرح أهم أسباب منع فكرة تشخيص الأنبياء و الصحابة و هى منع نشر ما فى التاريخ من فضائح و مخازى فى رأى الغرب لجهلهم بما فيها من أهداف نبيلة كأحداث الحروب و الفتن بين الصحابة و محاصرة عثمان بن عفان و ما تلاه من أحداث مخزية, و فضائح الخلاف بين على بن ابى طالب و معاوية, أو ما حدث للحسين و ما وقع فى صدرالدولة الأموية و غيرها.

شهدت صفحات جريدة الأهرام حلقات النزال بين يوسف وهبى و مؤيديه و معارضيه و مجلة المسرح التى أثارت الموضوع و تأليبها للرأى العام بما أثارته من حقائق ممتزجة بالإفتراءات . المهم؛ إن الشتائم و التهديدات و النصائح أتت بالنتائج المرجوة منها على شخص يوسف وهبى و إنصرافه و عدوله التام عن تنفيذ الفكرة, و لم تُعدل الشركة الألمانية عن تنفيذ مشروعها بعد فشل مساعى الحكومة المصرية فى منع تصوير الفيلم و قيام ممثل يهودى بالقيام بالدور و نجا يوسف بك وهبى بأعجوبة من حشر السيخ المحمى فى صرصور ودنه . تفاصيل القصة بكتاب تاريخ الرقابة على السينما المصرية, سمير فريد, الهيئة المصرية العامة للكتاب, 2015, القاهرة, ص23-55 .