الحوار بين الأديان

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحوار بين الأديان (بالإنجليزية:Interfaith dialogue) عبارة عن مؤتمرات فاشلة تقام بين حين وأخر , وكالعادة بدلاً من أن تحقق هذه المؤتمرات الهدف المنشود، تنتهى دائما بالفشل الذريع. يدعي لهذا المؤتمرات عادة من الفريقين ، رجال دين متفقهين في المذاهب وعلومها وتاريخها، والأخطر من ذلك أن كل هؤلاء متمرسين في فن الخطابة والبلاغة والسجال والضراط ، وهدف كل منهم إلحاق الهزيمة بالخصم، وتوظيف المناسبة للمباراة الخطابية، فهم متخندقون ضد بعضهم البعض حتى وقبل افتتاح المؤتمر. وهذا ما يجعل تحقيق التقارب أصعب من نتف شعر الطيز , فممثل كل فريق يتبارى بضراوة ليثبت صحة مذهبه وأن الآخر على ضلال مبين وغالباً ما ينتهي والفرقاء أشد فرقة وأكثر غيظاً وحقداً على بعضهم البعض.

المشكلة الكبرى هي أن المنظمين لهذه المؤتمرات لن يكلفوا أنفسهم للبحث عن سبب فشل مؤتمراتهم السابقة لكي يستفيدوا من تجاربهم وأخطائهم، والغرض الواقعي الممكن تحقيقه من هذه اللقاءات. فمعظم هؤلاء يعتقدون أن الغرض من هذه المؤتمرات هو البحث عن الحق والباطل أو عن الخلافات فيما بينها من أجل إزالتها بالجدل. فكل واحد منهم يعتقد أن الحق إلى جانبه، وبما إن الإنسان يميل إلى الغباء بالفطرة فيعتقدون ان المجادلة وإبداء البراهين العقلية والنقلية لإثبات ان المقابل أكثر غباء لإيمانه بصحة دينه ومذهبه، سيحقق وحدة الأديان والمذاهب أو التقارب بينها على الأقل.

ينسي هؤلاء أن الاختلاف بين الأديان والمذاهب مسألة طبيعية وحتمية ويجب قبولها والتعايش معها. فالدين أو أي مذهب مثل الشجرة، كلما مر عليها الزمن برزت لها فروع جديدة. وهذه الظاهرة ليست خاصة بالأديان وحدها، بل نجدها حتى في الفلسفات والمذاهب الفكرية والآيديولوجيات الشمولية الأخرى مثل الاشتراكية والفاشية والنازية وغيرها. الاختلاف ليس ناتجاً عن أن هذا الدين أو المذهب على صواب أو خطأ، لأن الدين يختلف كلياً عن العلم. فمسألة الإيمان بالمعتقدات الدينية هي متوارثة من الأجيال السابقة ولا علاقة لها بالأدلة المادية أو المتافيزيقية . فمعظم المتدينين لم يقوموا بدراسة جميع الأديان والمذاهب بعد أن بلغوا سن الرشد ليختاروا واحداً من بينها وحسب قناعاتهم، بل اعتنقوا أديانهم ومذاهبهم من العائلة منذ نعومة أظفارهم حسب الموروث الاجتماعي «إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم مقتدون». لذلك فالمتديِّن على يقين تام من صحة معتقده، ومن الصعوبة أن يغير موقفه الديني والمذهبي بالجدل البيزنطي واللعب بالخصيان.

الوصايا العشرة ناقص واحد[عدل | عدل المصدر]

من أجل أن تنجح هذه المؤتمرات وتأتي ثمارها الطيبة في المستقبل وتساهم في دفع مجتمعاتها للعيش بسلام يجب أن تلتزم بما يلي:

  • يجب أن يعرف المؤتمرون أن الغرض من لقاءاتهم ليس توحيد الأديان أو المذاهب ولا لإزالة الفوارق والخلافات الفقهية فيما بينها، ولا حتى التقارب بينها، فهذه الخلافات مسألة طبيعية ولا يمكن إزالتها.
  • يجب تجنب التطرق إلى الخلافات الدينية والمذهبية، لأن القصد هنا ليس البحث عن أي دين أو مذهب على حق أو باطل، على خطأ أو صواب، فكل حزب بما لديهم فرحون.
  • الاعتراف بحق الاختلاف، أي أن يوافق المؤتمرون على تعايش أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة بسلام رغم اختلافاتهم العقدية، أي أن يحترم الإنسان حق أخيه الإنسان في الاختلاف في الرأي والدين والمذهب والسياسة والمأكل والملبس والذوق، وليس لأية جهة الحق في الادعاء باحتكار الحقيقة وفرض معتقده على الآخر بالقسر.
  • يجب على رجال الدين والسياسة تطبيق مبدأ الدين لله والوطن للجميع وترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر وهذا يعني فصل الدين عن السياسة، وعدم السماح لرجال الدين بالتدخل في السياسة .
  • يجب أن يعرف رجال الدين والمؤتمرون أن التعصب الديني والمذهبي قاد أبناء مجتمعاتهم إلى كوارث، وأن المجتمعات الغربية لم تحقق هذا التقدم المذهل في جميع مجالات الحياة إلا بعد أن تحررت من حكم الكنيسة ونجحت في فصل الدين عن الدولة. وعليه فطالما بقيت المجتمعات العربية تخلط بين الدين والدولة والسياسة، فستبقى متخلفة تجر أذيال الخيبة والفشل وتتنقل من كارثة إلى كارثة.
  • يجب أن تعترف هذه المؤتمرات بحقوق الإنسان وبالأخص بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل في كافة الحقوق الإنسانية ونبذ التمييز بمختلف أشكاله، وفق المواثيق الدولية، والتأكيد على حقوق المواطنة الكاملة بين أبناء الشعب الواحد.
  • الكثير من النصوص الدينية تحتاج إلى قراءة جديدة وتفسير جديد لتتلاءم مع متطلبات العصر الحديث، والتخلي عن آيات العنف والتي نزلت وفق سياقها التاريخي قبل 1400 عام، ولا يمكن تطبيقها على واقع عصرنا الحاضر.
  • محاسبة أي رجل دين أو زعيم جماعة يقوم بتكفير أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى والتحريض ضدهم، واعتبار هذا العمل جريمة يحاسب عليها بقانون. فمسألة الإيمان أو عدمه، واختيار الدين أو المذهب هي مسألة شخصية ليس من حق أي جهة التدخل فيها.
  • العمل على تغيير مناهج التعليم والتربية في المدارس من الروضة إلى الجامعة لتتماشى مع روح العصر، وتبني روح التسامح والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد على أساس المواطنة الكاملة دون تمييز، وإقرار التعايش مع العالم بسلام.