الصحافة في مصر

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تنبيه
أحداث هذه المقالة هي أحداث جارية. ولكن بالرغم من هذا، فالمعلومات المذكورة لن تتغير لعشرات السنين.

الصحافة في مصر صحافة غوغائية يقودها صحفيون هواة، يجلسون أمام أجهزة ويلتقطون من الفيسبوك والتويتر فبركات ، فيعيدون صياغتها في تعبيرات أكثر حماقة، ولغة سقيمة يخجل منها المعجم، وأخطاء كأن أصحابها هجروا الكتاب بعد نزولهم من بطون أمهاتهم , فسرعان ما تنشر مصانع فبركة الخبر بصور فوتوشوب حتى تهاجم عيوننا آلاف من النسخ التي يقسم أصحابها أنها تنزيل من التنزيل . إن مقاطعتنا للصحافة المصرية هي أسمى رسالة حب نقدمها لمصر ، لعل القائمين عليها ينسحبون واحدا إثر الآخر، وتعود كما كانت تنشر الثمين والسمين والدسم والمفيد والصحيح، حتى لو دخلت عليها بين ألفينة والأخرى أكاذيب من لممِ القول وصغائر الإفك.

تمر الصحافة المصرية، الورقية والإلكترونية، بحالة مرض لغوي أضحت به سقيمة المعنى ، فقيرة اللغة، متهالكة الأسلوب ، حتى بدا قاموسها لا يحتوى على أكثر من عشرات من الكلمات لا تنضم إليها مفردة جديدة، ولا تساندها جملة سليمة، ولا تدعمها إضافات أو محسنات . عندما تعيد قراءة ما يبسطه ويفرشه وينثره عشرات من كبار الكتاب على صفحات الصحف والمجلات ، أونلاينية أو مطبعية ، فلا تعثر علىَ فارق في الأسلوب واللغة والمفردة ما بين كتاب عقد أو عقدين منصرمين وبين كتابات انفجرت في وجوهنا مع نهاية عصر حسني مبارك ومروراً بطنطاوي ومحمد مرسي ثم عهد الردح الفضائي السيسي .اللغة الصحفية والفضائية المصرية تلوث ، وتروث أسماعنا، وتفسد أذواقنا، وتسفك دماء ضادنا الجديدة فلا تدري بعدها أكانت حربا على آخر معاقل ما يجمع العرب، أي اللغة وأم كلثوم، أم هي نتائج طبيعية لفساد تعليمي وشارعي وعائلي وإعلامي تمكن أخيرا من استبدال تشويه اللسان بقطعه.

اقرأ الافتتاحية لرئيس تحرير أي صحيفة مصرية سواء على النت أو وأنت تتصفحها وتتلوث أصابعك بحبرها الأسود الذي يصل رئتيك قبل أنفك، فتجد هباء منثوراً، وسبابا مبثوراً، وشتائم مسكونة بروح القتال غير الشريف . جُمل مركبة على الهواء ، وفقرات غير متماسكة تسقط من بين ثغراتها المعاني والمقاصد والأهداف ، وتطفح عليها خربشات دجاج لا تدري بعدها هل المقال جاء مع دخان متعلق في فضاء غرزة للمخدرات ، أم خارج لتوه من الصف الأول في مدرسة محو الأمية .وجوه مكررة , أقلام تعبث وهي تكتب ، ولا يحك الكاتب رأسه بها قبل أن يدفعها إلى تروس المطبعة، فإذا خرجت فالقاريء يقرأ اسم الكاتب ويبصم قبل أن تمر عيناه المتكاسلتان فوق حروف لا تحمل له زاداً، ولا تضيف لمعارفه معيلومة متناهية الصغر لعلها تضحى بعد حين معلومة تسدّ فراغاً طال أمده.

في مصر تزدهر مصانع فبركة الخبر فهي أسهل من البحث عنه، وتستطيع أن تجلس في مقهى شعبي تختلط فيه الثرثرة بلفائف التبغ، وصوت المذياع بصيحات لاعبي الطاولة، ومع ذلك فتخرج من كل هذا بمقال أو خبر (عاجل أحيانا) لا يصدّقه جنين أو طفل لم يبلغ الفطامَ بعد، ويتناقله الملايين كأنه تنزيل من التنزيل أو ملحق لكتاب مقدس أو وصايا نبي لم نسمع عنه من قبل . فبركة الخبر تقوم على اتفاق مبهم بين رئيس التحرير وبين الصحفي إياه، فالأول يغمض عينيه عن افتراء أكاذيب وأباطيل الثاني، لكن هذه الصناعة القذرة والعفنة والنتنة والمتفسخة والمتخلفة تنتقل من الألسنة إلى الآذان انتقال النار في حقول الهشيم.

في مصر نقسم بمصداقية الخبر الكاذب قبل فبركته، وندافع عنه فور نشره، ونستميت من أجله بعدما يصبح ملء السمع والبصر .الصحافة المصرية هي نتاج أمين لعصور القحط والخوف والقلم الفهلوي ، لذا عندما تم اختيار المستشار أحمد رفعت ليقرأ حُكمه في قضية القرن التي شاهدها نصف سكان الكرة الأرضية وقام بتبرئة جمال و علاء مبارك، وأحال والدهما إلىَ سجن مؤبد ظاهراً، ومستشفى فاخر وحياة أكثر رغدا من قبل من وراء ظهر المصريين، كانت لغته أسوأ وأضعف من لغة تلميذ في السنة الثانية الابتدائية بمدرسة للتلاميذ المتأخرين في أقصى قرى الصعيد أو الأرياف.

في القنوات المصرية يبدو أنهم يشترطون أن يكون المذيع من كارهي اللغة العربية والمذيعة من خصومها الألداء والدولة كلها من رئيس الوزراء إلى الوزراء والمحافظين والفنانين والصحفيين والمراسلين يتمرغون ويرتعون ويتوارثون لغة ومنطقا وموضوعات وقضايا متحللة ومتخللة ومحتضرة كأنهم يحاولون نزع الروح منها قبل نطقها. مصر في حاجة إلى ثورة لوضع ماسبيرو في أحد متاحف أم الدنيا الممتدة من وادي الملوك إلى أبينا الأكبر خوفو .

       
إعلاميون من طيزي
أحمد منصور | أحمد موسى | ابراهيم عيسى | الإتجاه المعاكس | الصحافة في الأردن | الصحافة في مصر | الفضائيات العربية | باعث القناة | باسم يوسف | تامر أمين | توفيق عكاشة | جهاد الخازن | خالد أبو بكر | خراء ثقافي | شرطة فكرية | عزمي بشارة | فيصل القاسم | مرتضى منصور | نوري المرادي | عمرو اديب | غباء | كلام كبير | مواعيد التلفزيون | محمد الغيطي | وضاح خنفر | ياسر الحبيب