العشرية السوداء

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العشرية السوداء ويسمى ايضا بالعشرية الحمراء يسميها البعض بالحرب الأهلية الجزائرية بالرغم من إختلاف الألوان و التسميات إلا ان هناك حقيقة ثابتة وهي ان العشرية أرجعت الجزائر مليون سنة إلى الوراء . تلك الأحداث إستمرت من 1991 الى 2002 وقتل فيها مايقارب الـ200,000 انسان . يحاول بعض الأغبياء ان يضع يوما محددا او تاريخا محددا او مكانا محددا لبداية هذه العشرية السوداء , لسوء الحظ لا يعرف الكثيرون ان سبب العشرية كانت جنرالات الجزائر و المؤسسة العسكرية التي تتحكم فيه خمسة إلى ستة جنرالات معروفين بعلاقتهم مع فرنسا , هؤلاء يتحملون مسؤولية الدم والدمار الذي عصف بالبلاد لاكثر من عشرية كاملة منذ الغاء الانتخابات المحلية والبرلمانية التي فازت بها الجبهة الاسلامية للانقاذ بأغلبية ساحقة في بداية التسعينيات .

ومن بين الكذبات كذبة تقول : "بدأت العشرية من ثكنات الجيش الجزائري والمؤسسة العسكرية , حيث كانت الأكاديمية العسكرية بشرشال و المدرسة العليا للدفاع الجوي للإقليم بالرغاية و المدرسة العليا للطيران بطفراوي تتحول تدريجيا الى مساجد يؤمها أئمة ودعاة ممن يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية حيث كانوا يقدمون الدروس والحلقات الدورية في العقيدة والفقه وبرامجا لحفظ القرآن والحديث النبوي وكتبا لسيد قطب ومجلات جهادية أفغانية عليها أختام مساجد الثكنات . عاد الكثير من الجنود لآهاليهم ملتزمين وأطلقوا لحاهم عند نهاية الخدمة العسكرية وكأنهم عادوا من جامعة إسلامية وليس من ثكنة عسكرية ."

التعددية السياسية[عدل | عدل المصدر]

بعد الإنفتاح السياسي وبداية التعددية السياسية في الجزائر زاد الأمر أكثر نشاطا ومنهجية وإمتدت الدروس السياسية إلى مساجد الثكنات العسكرية ، وتوزعت اشرطة علي بن حاج وقيادات جبهة الإنقاذ إلى آيادي العسكريين وتم إختراق الثكنات بعناصر تنتمي للجماعات المسلحة الإسلامية كأفراد خدمة عسكرية ، وفر عسكريون وهم يحملون أسلحتهم إلى الجبال وتذكر الروايات ان عسكري برتبة عريف قام في عام 1993 بتغيير عناصر الحراسة بأفراد من الجماعة الإسلامية المسلحة . ذلك العريف حمل معه بطيخة ذات حجم كبير إلى خفير السلاح الذي يبيت داخل مخزن الأسلحة ، وأغراه بأنه أحضرها له ليقوم بفتح الباب لأنه لم يستطع إدخالها من ثقب أعد خصيصا لتسليح الأفراد , ولكون خفير السلاح مصابا بفقر الدم البطيخي ولكون البطيخ فاكهة استوائية امزونية مريخية نادرة جدا قام بفتح الباب ، وحينها تم مداهمة المخزن ومصادرة آلاف من قطع السلاح .

نذكر أيضا ما قام به نقيب في القوات الجوية عام 1994 بثكنة الطائرات العمودية بعين أرنات في ولاية سطيف شرق الجزائر ، حيث أقدم على تدمير طائرات عمودية وحربية ثم فر إلى جبال الزبربر بالأخضرية 75 كم شرق العاصمة ، وعثر على حطام الطائرة فيما بعد بأحد أودية الأخضرية . ونجد أيضا ما قام به حميدان وهو رقيب بالمدرسة التقنية للطيران بالبليدة ، حيث إغتال عمه في مدينة الشريعة وقتل عناصرا من الأمن في مواجهة مسلحة وهو يقضي إجازة بين أهله وبسلاحه الذي جلبه معه كعسكري .

الغربلة[عدل | عدل المصدر]

على إثر هذه الأحداث والعمليات التي أوجعت الجيش الجزائري ونشرت بين صفوفه التشرذم والخوف من الداخل أكثر من الخارج ، قررت القيادة العسكرية على غربلة الصف ، وقامت بالدور المخابرات ، حيث كل من يتم التبليغ عنه يؤدي الفروض الدينية تتم تصفيته إما بالسجن أو الإغتيال الغامض أو الطرد . نروي على سبيل المثال لا الحصر ما حدث للنقيب بسة مسعود وهو من منطقة بني عمران ولاية بومرداس , كان بسة مسعود من الضباط الذين تخرجوا من المدرسة الحربية بسوريا ، وهو رجل متدين ومعروف ببساطته وتواضعه وطيبته ، بالرغم من أنه شارك في الحرب على الإرهاب ببدايته وكان قد قتل في حاجز عسكري مسلحين بالطريق الرابط بين هراوة والرويبة ، يسكن في بني عمران وكانت منطقة ساخنة في أحد المرات تم العثور على كازمات (وهي مغارات للمسلحين) قريبة من بيت أسرته ، فإعتقلته المخابرات برفقة أبناء مدينته وهم : النقيب كنود محمد والملازم الأول بوسحاقي عمر والنقيب العمراني محمد، وتم تعذيبه أشد التعذيب في ثكنة البليدة التابعة للمخبرات CPM وأتهم على أنه كان يحضر لعملية تستهدف المدرسة العليا للدفاع الجوي للإقليم التي كان يدرس بها العلوم العسكرية ، قدم للمحاكمة العسكرية وحكم عليه بسبع سنوات نافذة , بسة مسعود حاليا مخبول يعاني من أمراض نفسية بعدما قضى سبع سنوات كاملة في سجن البليدة العسكري وعائلة بسة تعاني الأمرين من الفقر والفاقة .

أخيرا[عدل | عدل المصدر]

أسرار الجيش التي جعلها المؤسسة العسكرية الجزائرية طابوهات يحرم البوح بها يجب ان تعلن على المكشوف و يفرض على السلطات والنظام الجزائري الذي يريد تحقيق مصالحة وطنية على حد زعمه فتح مثل هذه الملفات السوداء التي ستظل عالقة وملغومة وستنفجر حتما يوما ما ، لأن الضحية له أهله وله من سيطالب يوما ما بدمه البريء ، أو قد ينشر الغسيل حتما من طرف عسكريين فارين كما حدث من قبل ، أو عائلات تلجأ إلى المحاكم الدولية للمطالبة بحقهم في معرفة أسرار إختفاء أو موت أو طرد أو عاهة مست ذويهم ، والذين ذهبوا ضحايا تقارير مزيفة من طرف قائد ثكنة أو ضابط مخابرات ، لجأوا إلى التقارير السرية محشوة بأباطيل من أجل تصفية حسابات .

ملف هؤلاء العسكريين يعتبر من الملفات الخطيرة والشائكة ، التي تورط فيها جنرالات الجزائر ، ولم يقتصر الأمر على ضباط بسطاء بل وصلت الإغتيالات إلى رتب سامية كما حدث مع قائد القطاع العسكري للجزائر العاصمة والذي كان يحمل رتبة عقيد ، وكذلك قائد الناحية العسكرية الثانية الذي كان يحمل رتبة جنرال . إن قانون ميثاق السلم والمصالحة الذي جاء به الرئيس بوتفليقة ماهو إلا تكريس لسياسة اللاعقاب التي تحمي أولا وقبل كل شيء الجنرالات والعسكريين المتورطين في الكثير من القضايا التي تدخل في إطار جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ، لقد دفع الثمن غاليا الشعب الجزائري من مدنيين طالتهم مجازر تبادل الأدوار في إقترافها أطراف النزاع والحرب ، وعسكريين دفعهم الفقر ولقمة العيش لإرتداء البزة العسكرية فأين الحقيقة إذا أريد تحقيق مصالحة ناجحة وليست عرجاء صبت النار على رماد لا زال به جمر يلتهب .

مصدر[عدل | عدل المصدر]

  • انور مالك , عسكريون في ذمة المجهول , من تداعيات الحرب الأهلية الجزائرية .
  • عبد الحميد براهيمي , حوار أذاعي مع صوت , الجزائر