تيشيرت رجالي مطبع بصورة تشي جيفارا

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الثورة عزيزي الصحفي، عامل التنظيف، الشاعر، المعارض، الناقد، الإعلامي، القحبة، الروائي، الفنان، الذي لم تتنبأ بالثورة، كلهم تنبئوا بالثورة إلا أنت. الوحيد الذي كنت غافلا نائما متنيلا على عينك. الكل خرجوا للساحات وقالوا للأعور إنت أعور في عينه، وخرجوا في المظاهرات والاحتجاجات وطالبوا بإسقاط النظام إلا أنت، إيه الخيبة اللي انت فيها دي، يعني الكل تبقي عارفة إنه فيه ثورة هتقوم، وما حدش قاللك؟. لابأس، لا تفزع، لازال هناك بعض الوقت للمزايدة و محاولة ارتداء جلباب الآخرين حتى لو كانت واسعة أو ضيقة، ليس مهما، لازال هناك بعض الوقت للحاق بأي مكسب، بأي فتفوتة من كعكة الثورة، المهم أن يبدو الواحد ثوريا، بطلا ولو من ورق. هنا في بيضيبيديا سنساعدك على ركوب الموجة وسنجعل منك مناضلا إذا جلس معك جيفارا لخرج من الجلسة وهو يشعر أنه خائن وعميل وجبان، فالثورة يمكن ان تكون فورة تقوم بدور المفرغ لغضب ما أو احتقان بعينه، ثم تعود للتهدئة بعد الغليان المؤقت الذي نتج عن عامل خارجي داعم أو داخلي متواطئ، وبذلك تكون قابلة للاندثار، كالزبد الذي يذهب جفاء وينتهي بالحذف و القذف الى المزبلة.

الثورة موجة ينبغي ركوبها والإستفادة منها قدر الإمكان، ومنطلق لكسب وارتزاق وجني مكاسب لاحقة. من جانب آخر التفكير بالثورة على أنها موجة يبعث على النفس بالتفكير بأولئك الناجين من الغرق في سفينة النظام، الذين تخلوا عن السفينة في اللحظات الأخيرة، أو سارعوا بإنقاذ أنفسهم من موجة عاتية تقلب السفينة، فانتقلوا إلى الدفة الأخرى، محاولين قيادة سفينة الثورة، وكأن الثورة قبلهم كانت لقيطاً، أو من غير ربان، هائجة في بحر هائج. الثورة تعريفاً تعني بناء نظام اجتماعي جديد خرج من كس أم نظام قديم قد يكون فقد أسباب استمراريته بفعل تآكل موارد شرعيته التي هزت كيانه وشلت توازنه وفاعليته وأضعفت مقبوليته والحاجة التاريخية إليه. ترجع هذه الكلمة إلى فعل ثأر في اللغة العربية أي أظهر ردة فعل عنيفة من أجل تغيير شيٍ ما وتعتمد الثورة على مجموعة من الناس يدعون بالثائرين الشباب الذين لا يضمون على الأغلب جميع فئات المجتمع وخاصة المراقبين من البالكونة من المثقفين ورجال العلم والدين وبارشوتاتهم.

تحية ثورية أيها الرفيق، المرحلة الأولى هو شراء تي شيرت تحمل صورة الثوري الماركسي جيفارا. أكثر الصور تجارية في العالم، فصورة الشخص الذي تخلى عن حياته من أجل الشيوعية جعلت الكثير من الشركات الرأسمالية تربح الكثير من المال. اكتب تشي جيفارا على الــ eBay وستحصل على 38000 نتيجة مذهلة، من أعلام إلى تي شيرت الى هاتف ذكي، ولاعات السجائر، وربما الأكثر براعة: محفضة نقود. بالطبع، هناك أيضا قمصان، الآلاف منها فوجه جيفارا الذي يزين ملابس أنيقة من منتجات شركات مثل GAP و Urban Outfitters و Belstaff و Vans، وكذلك لويس فويتون يرتديها عادة أشخاص ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق من كان تشي جيفارا، بالطبع، مثل العديد من جوانب الحياة، جيفارا هو محل نقاش، فالبعض يعتبره إرهابيًا أشرف على إعدام وسجن الكثيرين من الذين عانوا في ظل الشيوعية، وآخرين يعتبرونه مقاتلًا من أجل الحرية، سوف تتبنى وجهة النظر الثانية فمن الأسهل صناعة الشهداء في إطار رومانسي عل تي شيرت لا سيما عندما يموتون أثناء الكفاح وأساطيرهم تتحول الى فيلم هوليوودي.


هذا المنتج متوفر بالمخزون اطلب هذا المنتج الآن واختر المتجر الذي ترغب في الاستلام منه.
تسليم خلال 4 - 5 أيام عمل | ادفع بالتقسيط المريح بفادة 0% على الطلبات بقيمة 50 دولار أو أكثر
تكبير حجم الصورة
السعر  : US $ 20 دولار
  تيشيرت رجالي بياقة مستديرة وأكمام قصيرة مع طبعات تشي جيفارا من أوفيشيال سيدني مورر >
 
المميزات: أنيق، جرئ وعصري
القماش:   قطن
تصميم:   معتمد رسميًا
طول الأكمام:   أكمام قصيرة
معلومات خاصة بالعناية: تنظيف بالغسالة   تنظيف جاف
الياقة: ياقة مستديرة

المناسبات: كاجوال
المقاس: M

رقم المنتج :

RNT138

دعنا نساعدك

* هل لاحظت لون الدم الأسمر للشباب يِنساب نديا على ارصفة الجسر أمام قوات مكافحة الشغب من النافذة.
* دم أبناء شعبك، بدى لك من البالكونة كثيفا كحزنِ الأم، كثيفا كفيء النخل وبلادك ما عادت للنخل وهاداً.
* تستمع الى فات الميعاد لأم كلثوم فقد دُرت ودارت أيامك شاحبة وكبرت وما لملمت سوى قبض للريحِ ووهم ووعود لها طعم مر في كل الأحوال.
* لقد كان هدوؤك دائما صمتاً قاتلا عندما قتلوا أبناء شعبك بالساحات عراة، ومعهم محض هتافٍ نريد وطن، الشعب يريد إسقاط النظام.
* شو بدك بالبلاد الله يخلي الولاد، فحمداً لله على نعمته في بيروت وحمداً لله كذلك على نقمته في بغداد.
* تصحو في بلاد فيها الطلقة برأس صبي يرفع علماً وطنياً ويهتف سلمية، وبارود يخرج من أذنيه.

الوقت عصيب، انت تستحق ركوب الثورة ونصيب من دماء الصبية وحزن الأرامل، وسبي المتاحف وسرقة ما تحت الأرض

بعض النصائح لركوب موجة الثورة

الثورة ليست مثل تفاحة تسقط عندما تطيب، ولكن بإستطاعتك أن تكون تحت الشجرة فاتحا فمك عندما تسقط التفاحة، نريد ان نحيطك علما انه لن تحدث زيادة في الثروة ولا تحسن في الأخلاق ولا إصلاح ولا إقتراب ولو مليمتر واحد من المساواة الإنسانية، فكل ثورة تتبخر وتخلف وراءها وحل من البيروقراطية الجديدة وأكثر الثوريين تطرفا سيصبح محافظا فى اليوم الذى يلى الثورة. الثورة مثلها مثل النكتة اصعب جزء فيها كيفية إنهاؤها. قد يكون من المستحيل عمل ثورة بدون جرائم، ولكن هذا لا يجعل من الثورة جريمة. من يركب البحر لا يخشى من الغرق، الثورة هي الموضة الدارجة الآن، الكل يتحدث عن الفساد، والكل يريد إصلاحاً إدارياً، والكل يتغنى بالوطن وقلبه عليه وعلى فقرائه. كل عام له موجته، كل مرحلة تتلاطمها أمواج شتى، لا يهم ماذا فعلت بك الموجة السابقة، هل كان الشط آمنا، هل غرقت بشبر ماء؟ مطر السماء قد تصنع موجاً على الأرض وتعرّى الكثيرين فتصبح المدن جزراً بحرية. الموج عات، متمرد، والجوع كافر. فيما يلي بعض النصائح لركوب موجة الثورة:


الجيش أكثر المؤسسات رجعية في أية دولة. يقوم الجيش على نظام الطاعة و تنفيذ الأوامر وبطبيعة الحال لا يحب أي من رجالات النظام القديم أن يسيطر على السلطة نظام جديد نابع من هدير الجماهير الغاضبة الشبيهة بحيوانات هائجة بلا دماغ قد يهدد مصالحهم بشكلٍ مباشر. يكون من واجب الجيش عادة إطاعة الأوامر وترويض الشباب المشاركين بالغوغاء وإدخالهم إلى أقفاصهم مرة أخرى. الجانب الآخر من هذه النقطة أنه في الدول صاحبة التجارب الدكتاتورية والتي عادة ما تقوم فيها حضرة جنابك بالثورة يُعين القائد العربي المحنك فيها رجالات الجيش بناءً على هوى قضيبه، باعتباره القوة الوحيدة التي يستطيع أن يعتمد عليها دومًا. كذلك الأجهزة الأمنية، الشرطة وأجهزتها المتعددة، هي المنوط بها حماية الأنظمة القديمة. وتكون الأجهزة الأمنية في جميع الثورات هي الأجهزة التي تشتبك مع الثوار وتقوم بتصفيتهم لصالح النظام القديم.إن كان لك صديق او قريب من العسكر فانها فكرة مش ولا بد بأن تندس بين المتظاهرين وتطرح ببراءة شعارات مزيفة كالتوافق، أو الشعب والجيش إيد واحدة مع لعن سنسفيل الطاغية الذي كان تحت حماية ذلك الجيش الشرموط على مدى عقود بدون ان ينبس اي جنرال في ذلك الجيش ببنت شفة (بالإنجليزية:Daughter of a lip)


يمكن للقضاء الفاسد ان يساعدك كثيرًا. في الدول ذات التجارب الدكتاتورية غالبًا ما يتم اختراق القضاء لصالح النظام الحاكم فهم مثلك فاجأتهم الثورة ويشعرون بفقدان السفينة لتوازنها ويتخوفون من إلقائهم الى اليم والكثير منهم لا يعرف فن العوم. بلعق أحذية القضاة او إرعابهم تستطيع أن تحصل على أحكام خاصة وبسرعة البرق لبعض الشخصيات السياسية الثانوية المكروهة من النظام القديم لذر الرماد في عيون الثوار بينما تكون محاكمة الحيتان الكبار بطيئة ومعقدة وكثيرة الإجراءات والتأجيلات بحيث ينسى الشعب فى النهاية الغرض منها، وقم بتذكير الثوار أثناء لعنك للنظام المخلوع وترديدك لأناشيد الثورة انه لا يجوز سجن السارق بدون محاكمة ومراعاة لحقوق الإنسان لان ذلك مخالف للحريات، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، سيفسح ذلك المجال لتهريب القاتل او الفاسد خارج الدولة قبل صدور الحكم بحقه او يهرّب من السجن او يطلق سراحه لعدم كفاية الادلة لأن المال الحرام فوق كل شيء والمدمنون على الخمر و المخدرات يمكن معالجتهم بينما المدمنون على السرقة و الثراء لا علاج لهم، وقد تكون محضوضا ففي بعض الدول لا يتم تقنين القضاء العسكري فيتم محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري كما يحدث في مصر.


تتجه أغلب الأنظمة السيئة إلى تكوين ما يمكن تسميته بـ طبقة رجال الأعمال وأصحاب المحسوبية والمنتفعين من النظام القائم: (بالمصرية: فلول) وتعني الثلم في السيف، وسيف ذو فلول، أى فقد حدته، وصار يحتاج للصقل. والفليل هو ناب الجمل المتكسر. ومن ذلك قول النابغة الذبياني: ولاعيب فيهم غير أن سيوفهم بهنَّ فلول من قراع ِالكتائب. سقوط النظام سيكون مسألة حياة أو موت بالنسبة لهذه الطبقة. وهو ما حدث أثناء الثورة المصرية يناير 2011 فقد قامت القنوات الإعلامية الخاصة بمحاولات لإثناء الثوار عن تكملة الثورة ومحاولة إقناعهم بالرجوع عن الميدان. البعض بكى على الهواء تعاطفًا مع حسني مبارك.اصحت كلمة فلول فى مصر مشهورة واصبح استخدامها متداولا على من يخالفك الرأى السياسى ايا كان موقعك. لايهمك كلامهم ألم يكن خالد بن الوليد فلولا لكفار مكة ولكم فى قريش اسوة حسنة. هؤلاء الفلول هم جنودك المخلصون. لو فرطت فيهم لن تجد لهم بديلا.


توقف عن انتقاد الثورة وحاول أن تحتضنها

ثلاثة مراحل تنتظر الثورات الشعبية وهي: مرحلة

  • إرحل ولاتنسى ان تأخذ الفلول معك.
  • نزع بنطلون النظام.
  • نزع الملابس الداخلية للنظام.

معظم الثورات لا تنجح حتى في استكمال المرحلة الأولى. فالفلول ينعمون بحياة مترفة داخل او خارج السجن وكأنهم مازالوا يعيشون فى قصورهم. فالقاضي يملى عليهم الأحكام بالتليفون ووكيل النيابة يفسد أدلة الاتهام والمذيعة الشهيرة تتلقى يوميا تعليمات دائرة المخابرات قبل التصوير. في المرحلة الجنينية للثورة يتعرض الفلول إلى الظلم وهنا يبرز دورهم في محاولاتهم المتعددة من أجل إرجاع حقوقهم من الثوار المنايك. في الدول الديمقراطية تكمن مطالب الشعب في غلق أفواه الفلول للمحافظة على مكاسب الثورة، لكن الدول التي تعتمد على مبدأ الخازوق تكرس جهدها لفتح طيازات المواطنين بما تيسر من السبل. في مرحلة ما ستبدأ الحركات الشعبية بانتخاب من يمثلهم من أجل التواصل مع الحكومة يمكنك ان تكون نشطا في هذه المرحلة بمساعدة الفلول في إختطاف او إستهداف هؤلاء من قبل قناصين مجهولين. في مرحلة الحسم إما أن يتراجع المتظاهرون نتيجة تعرضهم للقمع وإما أن يصمدوا ويحققوا مطالبهم ويبدأ نظام حكم جديد، هنا يأتي دورك، حاول بكل الطرق المتاحة ان يمر هذه المرحلة على ظهر سلحفاة (بالإنجليزية:Turtle) حاول ان أن تقنع المتظاهرين ان يعودوا إلى منازلهم فالأزمات فى كل مكان، إنقطعت المياه والناس مش قادرة تستحمى، وفسد المحصول وأرض عتريس بقت بايرة والمصانع توقفت والرواتب إتأخرت وإنتشرت السرقة والبلطجة.


طالب بانتخابات ديمقراطية من أجل أن تقسيم الثوار إلى ملل وطوائف وتكتلات، تحالف سرا مع فريق من الثوار ضد الفريق الآخر. لاداعي لهذه الخطوة في معظم الدول العربية فالجيش في حماية حدود الأعداء، حيث قامت قيادة الجيش في كل من تونس ومصر والجزائر بالالتفاف على الثورة، عبر الإيحاء بأنها من سيحقق مطالب هذه الطبقات، لكنها عملت من خلال سيطرتها على صيرورة المرحلة الانتقالية، على إعادة إنتاج النظام ذاته، بعد إبعاد رموز العهد القديم وتوسيع القاعدة السياسية للسلطة، فرئيس تونس الراحل باجي قائد السبسي كان أحد أبرز رجالات النظام القديم في تونس. وكذلك في مصر ؛ فرئيسها الحالي السيسي هو جنرال من قيادات المجلس العسكري الذي تم تعيينه في عهد حسني مبارك. وكلاهما جاء عبر انتخابات ديمقراطية!


في بدايات الثورة سيبدأ الإعلام في تمجيد الثورة والثوار، ودور الشباب في عملية التغيير. وسيبدأ الإعلام في استضافة كوادر ثورية للحديث عن الثورة. هذه الآلية تعتمد على تغيير الصورة الذهنية للإعلام في ذهن المشاهد العادي، إنتظر قليلا، وعندما تبدأ وسائل الإعلام بكسب نوع من المصداقية في خيال القارئ او المشاهد أدخل انت على الخط بسرعة وساهم بإحتواء الثورة من خلال تغيير النبرة الإعلامية الموالية للنظام القديم الى قوادتها الغريزية من خلال إتهام الثورة بأنها مخطط تآمري لإشاعة الفوضى. المتحدثون باسم الدين سوف يدهشونك بقدرتهم على الكذب والنفاق والترويج لعمليات الثورة المضادة. لا تنسى ان تذكر الثوار بأن القوات المسلحة دائمًا هي المؤسسة الوحيدة القادرة على أن تقود المرحلة الانتقالية لكونها طرفًا محايدًا يخدم الوطن فقط. في أغلب الثورات يقوم الجيش بقيادة المرحلة الانتقالية ليعيد النظام القديم عبر تغيير بعض السياسات والوجوه بتمويل من أثرياء النظام القديم.


عليك أن تعطي السلطة لأحد قطاعات الثورة ثم تفشله بطريقتك الخاصة، هذه إحدى الخطوات التي قد تنجح كثيرًا في الإنهاء على الثورة تمامًا حتى بالديمقراطية. يجب أن تُفسح المجال أكثر لأحد فصائل الثورة، ليصعد إلى قمة السلطة، سيواجهه هذا الفصيل العديد من المشكلات الاقتصادية وقضايا الفساد الكبيرة المترسبة من النظام السابق، سيتعهد للناخبين بأهداف سيحققها إن انتخبوه، سينتخبه الناس ولكنه سيفشل، وتستطيع أجهزة الدولة العميقة من الفلول أن تفشله أكثر بالطبع، حينها إدعوا لانتخابات ديمقراطية جديدة وسيعود النظام القديم مرة أخرى، وكأن الثورة لم تحدث وكأن شيئا لم يكن، جـرح طـفيف في ذراع الحاضر العبثي والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطاله يلقي عليهم نظرة و يمـر. هذه المرة سيعود النظام من خلال الانتخابات. يمكنك تشويه سمعة المنافس الإنتخابي بتلفيق وثائق وصور ومستندات تؤكد التعاون مع عناصر أجنبية.

تحدث عن الحرية وادع لها، ثم انقلب عليها

بعد احتواءك للخطاب الثوري ومساهمتك بإنهيار المعنويات إبدأ بالحديث عن الحرية كقيمة ذهبية ومطلقة لا يمكن المساس بها بأي شكل.وحين يأتي الفصيل الذي ينتمي للثورة ويحاول تقليص مساحات كبيرة من السلطة التي تمتلكها الأجهزة المؤيدة للنظام القديم، هنا سيصبح دفاعك عن الحرية واجبًا مقدسا. سوف يوافقك في هذا المناوئون للثورة والمؤيدون لها. فالحديث عن قانونية الإجراءات دائمًا ومحاولات أي نظام الحد من هذه الحرية ستأتي عليه بالوبال. في مصر على سبيل المثال حين قام محمد مرسي بمحاولات لتقليص سلطات القضاء بتعديل دستوري يضع في يده سلطات أكبر وقام بعزل النائب العام الذي خدم نظام حسني مبارك كثيرًا، قامت مظاهرات من قبل فصائل ثورية باعتبار ما قام به مرسي موقفًا غير دستوري وغير قانوني. علما أن المجلس العسكري الحاكم آنذاك حاول تقليص سلطات محمد مرسي قبل ذلك عبر إعلان دستوري ولكنه باء بالفشل. بعد تكريس الحرية كقيمة مطلقة ومتعالية عن الواقع، تستطيع الانقلاب على الرئيس المنتخب باعتباره قام بتكبيل الحريات وغيرها، مع أن باسم يوسف يتذكر جيدا أنه في عهد الفاشية الإخوانية لم يتم إغلاق منبر إعلامي واحد، وهو ما حدث بعد انتصار الجنرال السيسي بمنصب الرئيس حيث لم يستطع باسم يوسف العودة للمشاركة في تشييع جثمان والده في عهد السيسي.

إذا أردت القضاء على ثورة شعبية ألبسها ثوبا إسلاميا، انه أمر بسيط للغاية. أحد رجال الدين وهو يقف على شرفة إحدى البلديات ويصرخ بأعلى صوته أمام المتظاهرين داعياً إلى أسلمة البلاد كافية بإلباس الثورة ثوباً دينياً يسهّل على النظام وصمه بالإرهاب والتطرف لاحقاً بسهولة فائقة ودفع الغرب الكافر إلى مواجهته بدل التعاطف مع الثورة. أو يمكن اعتقال وسجن البعض بعد اتهامهم بالتحريض على التجمهر أو حمل الراية الثقافية الأمازيغية، أو الإساءة إلى المسؤولين في المحافظات والبلديات لخلط الأوراق وخلخلة الحراك الشعبي على مراحل ثم اختراقه وتفتيت مكوناته البشرية إلى شظايا متناقضة ومتناحرة.

سيبدأ الأبواق الإعلامية في اتخاذ موقف معارض من الرئيس المنتخب ويبدأون بالحديث عن الحرية والقانون ودولة الديمقراطية يتم هذه الخطوة بالاتفاق مع رجال الأعمال. يمكن القول أن الإعلام يمثل سلاحًا قويًا بنفس قوة الدبابة أو السلاح. يستطيع الإعلام أن يحشد التأييد الشعبي للثورة المضادة باعتبارها استكمالًا للثورة الحقيقية بسهولة بعد عدة تكتيكات ووضع استراتيجيات إعلامية معينة عبر برامج مدروسة دراسة جيدة. يمكنك تتبع الحالة المصرية على سبيل المثال فالإعلاميون الذين حاولوا تثبيت مبارك في حكمه عبر عدائهم للثورة، أو على الأقل عبر ترويج خطاب أبوي عاطفي يخاطب الثوار وأهلهم في البيوت بأن مبارك هو أبو المصريين ويجب ألا يحدث معه شيء يقلل من قيمته. ثم تحول هذا الخطاب الإعلامي إلى خطاب مؤيد للثورة فور سقوط مبارك. ما بعد مبارك تم فضح هؤلاء الإعلاميين، توقف البعض منهم عن برامجه ثم عاد ببرامج جديدة على قنوات جديدة غالبًا ما يملكها رجال أعمال محسوبون على النظام القديم.

لا بد من قائد ملهم

تحب الجماهير دومًا الحديث عن القائد العربي المحنك، زعيم، مُخلّص يحمل عنها أعباءها ومشكلاتها. أحد تقنياتك يجب أن يكون بإتجاه بزوغ نجم أحد رموز النظام القديم من الدرجة الثانية أو الثالثة، ويتم تلميعه إعلاميًا وتكريسه كبطل يستطيع القيام بمهام غير طبيعية. يمكن مثلًا الحديث عن الجنرال عبد الفتاح السيسي، كيف استطاع أن يخترق صف رموز النظام السابق وتم تكريسه كرئيس جديد، وقائد، وزعيم لم يأتِ مثله إلى غير هذه من المبالغات التي بلغت حدًا غير معقول بحيث يقتدي بالنبي محمد، ويقول عنه الأنبا بولا أسقف طنطا إنه رأى المسيح في وجهه، بل إن بعض الأشخاص قد يتغزّلون بملامحه وشجاعته وقد تنشر غادة الشريف مقالة بعنوان بس انت تغمز يا سيسي، وقد يقول شاعر له: نساؤنا حبلى بنجمك!.

يبدأ هذا القائد المُلهم، بالقضاء تدريجيًا على مكتسبات الثورة ببساطة وسهولة وتكتيكات حذرة وغير علنية، أو حتى علنية، ولكنه في نفس الوقت سيظل يردد كلامًا عن الحرية والديمقراطية وعظمة الشعب الذي يقوده هو. وكيف أنه قام بثورة مجيدة ورائعة. بطبيعة الحال تمر البلاد بعد أية ثورات بحالات من الفوضى وانعدام الأمن بشكلٍ أو بآخر. فالأجهزة الأمنية التي كانت ترهب الثوار وتعادي الثورة يجب الآن أن تحمي النظام الجديد. لكلّ ثورة حالتها الخاصة لا شك، البعض يجنح الي تشكيل ميليشيات من الشعب والبعض يحول الشعب الى ميليشيا في مخاض طويل نحو الحرية وتحقيق أهدافها وفي هذه الفترة تظل الثورة والثورة المضادة في صراع لا يحسمه سوى عامل القوة والزمن.

إذا استطاعت الثورة المضادة الوصول للحكم، يمكنها الحديث عن الفوضى باسم الحرية في مقابل الأمن باسم الاستقرار. يبدأ الناس في التخوف من كل التحركات التي تطالب بإصلاحات باعتبارها تكرّس لحالات الفوضى وزعزعة الأمن. بمرور الوقت من الممكن أن تقوم السلطة الجديدة بعمليات عنف تجاه الثورة وممثليها باسم الأمن واستتبابه ومحاربة الفوضى. يتذكر الدكتاتوريون دومًا أن الأمن هو المطلب الاول بالنسبة للإنسان العادي. ويلعبون على هذا الوتر دومًا.

يحتاج القائد الإله الى ملابس فاللباس يلي الماكدونالدز في أولويات الحاجات البشرية، لكنه أدوم منها فعلاً واستخداماً، فالإنسان يأكل في دقائق لكنه يعيش في الكسوة يومه كله، وكسوة الخلافة هي العباءة ولا يطير السوبرمان إلا بعد ارتداء عباءته، وكذلك الوطواط لا يصير خفاشاً إلا بعباءة الخفاش، وكان أكثر ملوك العرب ولعاً بالأزياء هو معمر القذافي ويليه صدام حسين، واشتهر السيسي بحذائه الأنيق. كان يا ما كان ملكاً يفرض الضرائب على رعيته من أجل إنفاقها على زينته وقصوره، حتى وفد على المملكة سائحان، وعلما أن الإمبراطور قد عمل مسابقة لتصميم زي يرتديه في عيد جلوسه على العرش، ورأيا أحوال الناس وما بهم من فقر وفاقة، فمكرا مكراً وقررا أن يصمما له زياً لم يسبق لأحد من العالمين، وأن يلقناه درساً في أصول الثواب والعقاب والاقتصاد غير السياسي، فأخذا شعار الصحة الشهير الذي يقول:الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. فأعلنا أنهما خياطان يخيطان أثواباً زاهية لا يراها سوى الأصحاء، وتخفى على الحمقى. وبلغ الخبر الإمبراطور فدعاهما فلبيا الدعوة، وطلب منهما تلك الحلّة العجيبة، فوافقا وطلبا خيطاناً ذهبية ودرراً وجواهر ولآلئ، وغرفة للاعتكاف من أجل حياكة الحلّة.

الزائرين قضيا أجمل الأوقات وأسعدها وهما يأكلان ما لذَّ وطاب، ويتفرجان على برنامج أراب غوت تالنت، والإمبراطور يتحرق شوقاً إلى رؤية حلّته الموعودة، فأوفد وزير الاستطلاع والرصد بعد شهر، فدخل عليهما وطلب رؤية الحلّة، ففتح أحدهما الخزانة الخاوية ومثّل بيديه وكأنه يحمل حلّة من داخلها وكأنه يؤدي نمرة في برنامج من غير كلام، ثم بسطها وعرضها على الوزير الذي لم ير شيئاً، وانهمك الثاني في وصف الحلّة، أكمامها وأردانها وأزرارها وتوشيتها الحمراء والزرقاء وخيوطها الذهبية، ولأن الوزير لم يكن يريد أن يظهر بمظهر الأحمق المريض، هزّ رأسه وأبدى إعجابه بتلك المعجزة، وعاد للملك وأثنى على الحلّة.

أوفد الإمبراطور الوزراء واحداً تلو الآخر، وزير الثياب الداخلية، ووزير الثياب الخارجية، ووزير التموين والفلافل، ووزير التربية والتعليب، ووزير التعليم الواطي، ووزير الصحة والعلّة، ووزير الدفاع عن الإمبراطور، ووزير الهجوم على الرعية، وكانوا جميعاً يثنون على الحلّة، حتى جاء يوم مناسبة الجلوس على صدر الشعب، فجاء الخياطان ومعهما الحلة في صندوق مذهّب محروسين بالجند ماشيين على سجاد أحمر، وبلغا الإيوان وأخرجا الحلّة في هيبة ووقار، فشهق الوزراء الأصحاء من روعتها، ولم يكن أمام الإمبراطور سوى أن يخلع ثيابه ويلبس الحلّة، وكذلك فعل، وخرج على قومه في زينته الأصلية عارياً، وكان في الحفل ذلك الطفل المندسّ، فصاح صيحة أرخميدس وقال: الإمبراطور عار.

الثورة على وشك النجاح وتكاد ثمارها تنضج سوف تظهر العشرات من القادة والاتجاهات يريدون قطف الثمار، كن بينهم، فالشعب مشغول وكل فريق يرى أنه الأجدر والأفضل بالقيادة، الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة يحتاج أمثالك من المتسلقين

قم بإستغلال الرغبة فى إلغاء الماضى وكأن تاريخ الدولة بدأت منذ الثورة، إحتكم إلى الأجنبي واستلهم قرارك السياسى منهم

إبدأ ثقافة التخوين والانتقام والتشفى وتحطيم الآخر بعد الثورة بقليل... نتمنى لك ثورة سعيدة