حمار الرئيس

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حمار الرئيس هو حمار تم تعيينه من قبل صدام حسين ليكون مشرفا على قرار سيادته في الثمانينات بترشيق أعضاء القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث والوزراء الى 70 كيلوغرام، وإليكم الحكاية. خلال الاجتماع العاصف الذي حضره السيد الرئيس مع القيادتين، هددهم جميعا بضرورة اداء اعمالهم على وجه الدقة والا ستتخذ الاجراءات بحقهم جميعا، واضاف عليكم ان تخففوا اوزانكم، وان اي عضو في القيادة يجب ان لايزيد وزنه عن سبعين كيلوغراما. ما ان انفض الاجتماع حتى ارسلت الموازين (ميزان) المخزونة لدى التجهيزات الى بعض المؤسسات.

اسرعت وزارة التجهيزات الى طلب استيراد مجموعة اخرى من الموازين على وجه السرعة بعد ان نفذ ما في المخازن منها. وصلت بالطائرة صناديق محملة بها واسرع وزير التجهيزات بنفسه لاستلامها وتوزيعها على المؤسسات الحكومية لوزن الموظفين، وبسبب نقص الموازين تقرر البدء اولا بوزن الموظفين الصغار، وما ان وضعوا اول ميزان في ساحة المؤسسة العامة للنقل وصعد عليه اصغر موظف في المؤسسة وكان سائق شاحنة، حتى انكسر الميزان وانشطر الى نصفين. ضج الحضور في الضحك وانهالوا على سائق الشاحنة بالتقريع لوزنه الثقيل الذي ادى الى كسر الميزان.وقف رئيس النقابة وصاح:

  • نحن نعرف انك فعلت ذلك عمدا، لانك لست من اعضاء الحزب، نتهمك بانك تعمدت الضغط بكل قوتك على الميزان كي تكسره وتستهزئ بنا.
  • لا والله، لا اعرف لماذا انكسر الميزان، يبدو انه من تنك وليس من حديد.

تدخل صديقه المساعد في محاولة لانقاذ الموقف وقال لرئيس النقابة

  • استاذ، هذا الميزان مغشوش، ماركة تقليد.

اجتمعت النقابة مع مدير المؤسسة ورفعوا مذكرة يتهمون فيها السائق بعمل تخريبي ويطلبون موازين يابانية بدل الموازين التقليد. بعد ايام قليلة امر الرئيس عقد اجتماع عام للوزراء. حضر الوزراء دون ان يعرفوا سبب عقد الاجتماع، ولكنهم شاهدوا حمارا انيقا عليه ملابس مزركشة، يرتدي بنطالا وقميصا من نوع هاواي ذي الالوان البراقة. وقف الحمار وسط قاعة الاجتماعات والى جانبه وقف اثنان من سياس الخيول الرئاسية. بعد ان جلس سيادة الرئيس صدام حسين وتنحنح ووضع السيجار الكوبي في طرف فمه، سارع كبير الوزراء الى اشعال السيجار بكل عناية وحذر. امرهم الرئيس باخذ اماكنهم باشارة من يده. جلس الجميع ورؤوسهم باتجاه الرئيس ورقابهم مستديرة نحوه بخشوع وفي عيونهم نظرات الخوف والاستكانة. قال الرئيس بصوت كئيب:

شوفو وزراء، ابتداء من اليوم يحضر هذا الحمار اجتماعاتكم حتى تعرفون شنو قدركم، ما اريد واحد يفك حلكه، هذا الحمار يفهم احسن منكم، اكللو روح يروح، اصيحو تعال يجي، وانتم لا تعرفون تروحون ولا تعرفون تجون. من باجر كل واحد يعرف مكانه، تجلسون جنب الحمار سوية، انتم وهو في مجلس الوزراء، افتهمتم.
  • نعم سيدي، صاح الجميع بصوت واحد.

اضاف سيادته:

  • وانت عبد، تجتمع بيهم اليوم وتفهمهم كيف يعرفون الاصول، وما يشربون الشاي مرة ثانية قبل ما يشرب الريس.
  • نعم سيدي.

ثم قال الرئيس كلمته الاخيرة:

  • ما اريد اشوف واحد يزيد وزنه على 70 كيلو، الجميع يخفف وزنه ويدخل برنامج الترشيق، يالله من اليوم العبوا رياضة، طيح الله حظ ها الشوارب.

نهض خارجا دون ان يودعهم، وتبعه الخادم الامين عبد وسط ذهول الوزراء، الذين احتاروا ما ذا يفعلون، فتحلقوا حول الحمار ينظرون اليه بود واحترام. ابلغهم سكرتير الرئيس فيما بعد ان عليهم ممارسة الرياضة وتخفيف اوزانهم التي يجب ان لاتزيد على 70 كغم وهو وزن الرئيس، ومن يفشل في ذلك تقع عليه مسؤولية العناية بالحمار حتى يحقق الوزن المطلوب.