دشداشة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الدشداشة ويسمى أيضا الكندورة في الإمارات العربية المتحدة وعُمان و قطر بينما تسمى الجلابية في مصر هو زي قومي عربي يصنع في مصانع غربية ويطلق على العقال الذي يوضع على الرأس أسماء عدة منها الخزام أو الشطفة، ويصنع من الصوف الخالص , ومنه العقال الأسود الذي يُغزل ويجدل من صوف الماعز ويسمى المرعز . بإمكان الفرد أن يتعرف على الحالة المزاجية والنفسية للمواطن العربي من طريقة وضع عقاله فوق رأسه إذا جعلها في الوسط فهذا يعني أن مزاجه عال العال ، في حين إذا حرك العقال يمينا أو يسارا فهذا يعني أن مزاجه متعكر .

تصنع الدشداشة من قماش أبيض هفهاف في الصيف حيث تتلاءم مع حرارة الطقس الحار بواسطة كمبيوتر خياط الكتروني يوفر الجهد والوقت . في العراق قد تسبب نوع الدشداشة إزعاجاً، فالدشداشة البيضاء القصيرة و اليشماغ الأحمر وهما معروفان كلباس للمتدينين من أهل السنة ، طالما كانت سبباً في مقتل الكثيرين ، مثلما كانت الدشداشة السوداء الطويلة و اليشماغ المنقط سبباً في مقتل الكثير من أهل الشيعة في مناطق جنوب بغداد أو أطراف الرمادي وديالى.

الدشداشة في العراق[عدل | عدل المصدر]

إرتداء الدشداشة في العراق الجديد يعتبر من أصعب المهمات لأن ان طول الدشداشة قد يثير مشاكل سياسية خطيرة في البلد علي تاويلات مذهبية جاء بها الإسلام الحنيف في هذه الايّام من وديان الإسلام غير الحنيف ، فإن جاءت نهاية الدشداشة فوق الكاحلين فقد تعزز مذهبا ً لايرتضيه مذهب آخر يريد نهايتها تحتهما، وإن جاءت نهايتها تحت الركبتين فقد تذهب دلالاتها إلي كهوف الطالبان، وإن جاءت نهايتها فوقهما فستفقد الدشداشة معناها وتتحوّل إلي مجرّد قميص او تي شيرت .

في بعض الدول العربية هناك صراع بين المدشدشين والمبنطلين ، فبينما نجد في منطقة الخليج ان المدشدشين هم سادة القوم، والمبنطلين هم الخدم وسواق السيارات، تنقلب الآية في العراق حيث يكون المدشدشون فلاحين وكناسين وخدماً ينظر اليهم باحتقار المبنطلون الوجهاء. كان من المبنطلين في اوائل تشكيل المملكة العراقية في العشرينات ، السيد غازي نفيسة ، مأمور استهلاك قضاء الشامية ، في لواء الديوانية جنوب العراق كان يلبس السترة والبنطلون والقميص والرباط كسائر الموظفين المدنيين ذهب لزيارة بغداد وعاد بعد بضعة ايام من القصف والعربدة. اخذ قطار البصرة المار بالديوانية . وكموظف محترم ركب في مقصورة من الدرجة الأولى. ابت نفس السيد نفيسة ان يركب مع الغوغاء المدشدشين من ركاب الدرجة الثالثة . ما ان استقر في المقصورة ، حتى رأى رجلا يلبس الدشداشة والعقال ، يدخل المقصورة. عاجله بالسوآل. «تسمح لي سيد. هذي درجة اولى». اجابه الرجل. «نعم استاذ. اعرف. انا حاجز فيها». ازداد مأمور الاستهلاك عجبا واشمئزازا . قال لنفسه: وين وصلت بينا الدنيا بهالزمان ؟ اهل الدشاديش صاروا يركبون بالدرجة الأولى ! هذي كلها من ورا الحكم الوطني. طلعوا عيون الناس ! المعيدي والأفندي صاروا سوا.

الدشداشة في اليمن[عدل | عدل المصدر]

فجر دشداشة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أثناء تمثيله بلاده، ضمن زعماء دول نامية نائمة تمت دعوتهم لحضور قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى ، التي عقدت في يونيو 2004 في منتجع آيسلاند بولاية جورجيا الأمريكية جدل النخب اليمنية حيث رأت المعارضة اليمنية ان دشداشة صالح كانت دشداشة إنفصالية و عودة باليمن إلى ما كانت عليه قبل دولة الوحدة معتبرا الدشداشة والجنبية ليست زيا موحدا لليمنيين ، وإنما زيا تقليديا لليمن الشمالي فقط .

الدشداشة أبان حكم صدام حسين[عدل | عدل المصدر]

بعد سقوط نظام حزب البعث في العراق في 9 ابريل 2003 تم العثور على وثائق عثر عليها في قصر صدام حسين في بغداد وتتضمن هذه الوثائق اوامر رئاسية موقعة باسم الرئيس صدام حسين إحدى هذه الوثائق و المرقمة 3215 والموقعة في 1995 وهذا نصه :

يصرف اكراميات عينية للسادة المرافقين والحماية الخاصة والحرس الخاص شهريا كما يلي 4 كروز سجائر اجنبية و 30 دجاجة واربع علب بيض وتنكة دهن وكيس رز زنة 50 كغم وكيسين طحين زنة 50 كغم وحذاءين ودشداشتين وغترتين وشماغين وعقالين .

من لورانس العرب إلى غازي الياور[عدل | عدل المصدر]

تحول العقال و الغترة و الدشداشة إلى عدة شغل اثناء الرئاسة المؤقتة لغازي عجيل الياور لأن الرجل و دون أدنى شك كان يرتدي ربطة العنق و يلبس طقماً رسمياً أثناء وجوده في أمريكا . إن الملابس في هذه الحالة هي لزوم الشغل في عالم تصنعه الصور . من المفارقات التأريخية ان البريطاني لورانس وعلى لسان الإستخبارات البريطانية كان من أنجح مشاريع الاستخبارات البريطانية في المنطقة العربية شرق السويس . فقد لعب دوراً مهماً في الغزو البريطاني لهذه المنطقة . و قد لعب تقمص الرجل لدور البدوي ابن المنطقة سواء عبر إتقانه اللهجة ، أو عبر ارتداءه الملابس البدوية و معرفته بعادات الرحل و الصحراء دوراً هاما في نجاحه بقيادة جيش الشريف حسين أثناء زحفه إلى سوريا لطرد العثمانيين فلا يمكن تخيل نجاح لورانس في مهامه لو لم يكن يرتدي ملابس البدو و لم يتحدث لغتهم .لكن غازي الياور العربي من قبيلة شمر لم ينجح لثانية واحدة من إقناع بائع فلافل في بغداد بأنه رئيس دولة حتى ان احد الكتاب الأكراد هشام عقراوي قال عندما إقترح الياور دمج مليشيات البيشمركة بالجيش العراقي "الكردي يبقى بيشمركة حتى لو لبس الدشداشه والخاكي" .