صعلوك
الصعاليك وحدة المطاريد الخاصة بقيادة عروة بن الورد وتأبط شرا والسليك بن السلكة والطرماح وغيرهم. هي أول قوة وحدات خاصة نشأت في الجزيرة العربية وشكلت إنتماءا يفوق بكثير انتماء القبيلة. مطاريد شبه الجزيرة العربية الذين نفتهم قبائلهم أو من قاموا باختيار المهجر طواعية بسبب تردي الأحوال الإجتماعية لعشائرهم بقيادة العداء الوثاب الشنفرى الأزدي صاحب لامية العرب التي فلق بها رؤوس صبية المناهج العربية لمادة الأدب في جميع المراحل الدراسية. كان عمر بن الخطاب سببا في شهرة لامية الشنفرى المطولة التي يحكي فيها مغامراته وحيدا في الصحاري القاحلة واصفا حاله وتغيرات مناخها وصحبته للوحوش في فلواتها وهو من جعلها جزءا من مناهج التعليم في عصر صدر الإسلام حيث قال عمر:
| ” | علموا أولادكم لامية العرب. | “ |
كان الصعلوك يحمل في جنباته صفات فطرية عفيفة قل ما ستجد لها نظيرا في أي مكان أو زمان آخر وكانت أبوابهم مفتوحة للجميع من شتى القبائل أو مشرعة كما في الخيمة اذ لم يعرف العرب حينها ثقافة الأبواب الموصدة فالرابطة الجديدة التي تم إنشاءها يعدونها اقوى من رابطة القبيلة أو العشيرة الضيقة التي يعتبرونها هاضمة لحقوق الرعايا الأكفاء الذين لم يحالفهم الحظ بأن يتوارثوا منصب الزعامة عن طريق الوراثة فكان لابد من البحث عن الذات عن طريق الذات نفسها وإثبات أن الإنسان بمفرده هو القادر على صنع مجد لنفسه لا عن طريق مكتسبات الأسلاف والغابرين كما جرت العادة عند باقي العرب.
كانت مفردة الصعلوك دائما ماتقترن بالفتك واذا قيل لك هو صعلوك فاعلم انه من فتاك العرب اي من خيرة مقاتليها. ونحن من هذا المنبر نتسائل ماذا حل لمعنى المفردة وكيف تحور فهمها الي أن اصبحت شتيمة أو كلمة انتقاص تقال للشخص الضعيف الفقير. اذ أن الصعلوك في أصله أبعد مايكون عن الضعف وأدبياتهم التي تركوها في أشعارهم هي خير مثال على تفوق ونبوغ فكري وادبي ورياضي أن شئت أيضا وهو مالم يسبقهم به أحد من سادات شعراء جزيرة العرب السالفين او اللاحقين اذ نجد عروة بن الورد يصف الحالة البدنية في رثائه للشنفرى في آخر بيت في قصيدته:
| فلا يبعدن الشنفرى وسلاحه | الحديد وشد خطوه متواتر |