عمر الشريف

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ملف:Omar Sharif 2015.jpg

عمر الشريف (1932 – 2015) ممثل مصري حظي بشهرة عالمية بعد مشاركته خصوصاً في فيلم لورنس العرب و دكتور زيفاغو. إشتهر بعصبيته الشديدة وعدم الموازنة في ردود أفعاله . تعددت الثرثرات حول أصله وفصله ، بينما تركز بعض الصحف الصفراء على أصله اليهودي المزعوم ، تلح بعض مقالات والكتابات على أنه من أصل لبناني متمصر ، والبعض يعتقد ان الشريف من أصول دمشقية سورية وليس زحلاوية لبنانية كما هو شائع . عمر الشريف لقب بـ سلطان الغرام في هوليوود ، عاش العالمية خصوصا في الستينات وطواه النسيان في المدة الأخيرة ، اذ نقل قبل أسابيع من رحيله إلى مستشفى متخصص في معالجة المرضى المصابين بالزهايمر . وقد زخرت حياته بالأفلام والمغامرات والمشاكسات ، بالنجومية والحزن ، بالحب والخيانة ، بالمجد والافلاس ، عالميته فرضت عليه ان يكون بهويات كثيرة يختلف عليها الكتاب ، خصوصا اولئك الذين يبحثون عن البلبلة والولاء الديني وحتى البلدي.

قضي معظم سننين شبابه وحيدا في الفنادق , لم تكن الوحدة فقط هي التي كانت تؤرق عمر الشريف بل الديون كانت من الهموم التي عانى منها ، فكان يعلن إفلاسه كل 6 أشهر لأنه ينفق الكثير على خيوله لعشقه لهم وأسرته وزوجته السابقة في ذلك الوقت فاتن حمامة . ليس ذلك فقط فهو قام ببعض الأعمال الخاسرة مثل الاستثمار في البورصة وأعمال البناء كما نصحه الامريكيين ، ولكن في عام 1969 خسر كل شئ ولم يتبقى له سوى الديون. ولم يكن أمامه في ذلك الوقت سوى الاستمرار في تقديم الأفلام ليدفع نصف أجره سدادا للديون ، وعلى الرغم من حصوله على مئات الآلاف من الدولارات نظيرا لافلامه، عاش حياته من خلال القمار. في عام 1996 عندما كان في سن 63 عاما، قام بالإعتداء الجنسي على الكاتبة الصحافية البريطانية ديبورا روس وكانت عمرها 35 عاما حينها حيث تحرك نحوها ورمى نفسه عليها، ووضع لسانه في فمها.

عمر الشريف بإيعاز من مدراء أعماله، تنكر لإسلامه بسبب الشهرة العالمية ، كما تنكر لمسيحيته كرمى لعيني فاتن حمامة ، وراح يروج لأصله اليهودي ، الذي لا أصل له بالأساس ، كي يتقرب أكثر من أصحاب القرار في هوليوود ، وكي يحبب به مسؤولي شركات الإنتاج السينمائي العالمية ، التي بمعظمها يهودية الإستملاك ، وكي يجني من وراء تعاقده معها ملايين الدولارات . ولد عمر الشريف في 10 أبريل 1932 باسم ميشيل ديمتري شلهوب في الإسكندرية من أسرة كاثوليكية. كان والده تاجر أخشاب ، ولطالما أراد أن يعمل ابنه في هذه المهنة إلا أن ميشيل كان شغوفًا بالتمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح فيكتوريا كوليدج التي كان يدرس بها. كانت بدايته في السينما عندما التقى زميله في المدرسة المخرج المصري العالمي يوسف شاهين وقدمه في دور البطولة أمام النجمة فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" الذي حظي بجمهور عريض وجعل عمر وفاتن حمامة "ثنائيا لا يفترق"، اذ انتقل حبهما من البلاتوه الى الواقع ، ومن القبلة السينمائية الى الزواج ، حصل ذلك العام 1955 بعد قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية. أما الأفلام التي جمعتهما (أي عمر وفاتن) على مدار مشوارههما الفنى فهي:

  • صراع في الوادي (1954)
  • أيامنا الحلوة (1955)
  • صراع في الميناء (1956)
  • لا أنام (1957)
  • سيدة القصر (1958)
  • نهر الحب(1961)

كان عمر الشريف وصف شعوره بصراحة ازاء شراكته تلك مع فاتن ، في كتابه الذي صدر عام 1976 تحت عنوان "القاعة المركزية". وجاء في الاعترافات التي تضمنها الكتاب ان

نجاحها اقلقني بعض الشيء، لأن حضورها الطاغي كسف الآخرين بمن فيهم انا. ولم اعد اشعر انني سيد نفسي الا حين امثل مشهداً ما بمعزل عنها

نجاح عمر الشريف مع فاتن حمامة لم يمنعه من التمثيل أمام غيرها من نجمات التمثيل خاصة بعد أن حقق نجومية كبيرة، وخلال عام 1960 لعب بطولة فيلمين ، الأول "لوعة الحب" أمام شادية وأحمد مظهر وفيلم "حبي الوحيد" أمام نادية لطفي وكمال الشناوي واخرجه كمال الشيخ، بعدها بعام لعب بطولة ثلاثة أفلام هي "نهر الحب"و"اشاعة حب" وخلال هذه الفترة لعب بطولة العديد من الأفلام وذلك قبل سفره إلى هوليوود وعمله في السينما العالمية عقب اختيار المخرج ديفيد لين له ليلعب بطولة فيلم لورنس العرب (1962) أمام بيتر أوتوول.

ومنذ دخل عمر الشريف العالمية، بقي حبه مع فاتن ، لكنه عاش فراقها ، بقيت في الزواج على ذمته لكن عمر كان مثل عصفور طيار. وقد أغوى الشريف العديد من أجمل وأشهر النجمات العالميات ، ومنهم كاثرين دونوف ، وباربرا بوشيه ، والمغنية والممثلة باربرا سترايسند ، والتي قال عنها أثناء عملهما سويا في سنة 1968: "لم أشعر في البداية بانجذاب كبير ناحيتها، ولكنها استطاعت أن تلقي بسحرها علي في النهاية، لتدوم رومانسيتهما قرابة الـ4 أشهر. وعلى الرغم من غراميات عمر الشريف مع العديد من النجمات العالميات ، إلا أن فاتن ظلت حبه الحقيقي والوحيد كما أكد في العديد من حواراته مع الإعلام، واعتبر ان من يتزوج فاتن حمامة لا يتزوج غيرها.

كانت قصة حب عمر الشريف لفاتن موازية لعالميته ، فبعد نجاحه في فيلمه الأول لورنس العرب واستمر عمر مع ديفيد لين ليلعب عدة أدوار في أفلام عدة منها دكتور زيفاغو والرولز رويس الصفراء , الثلج الأخضر وغيرها. وفي السبعينات، مثل فيلم الوادي الأخير (1971) وبذور التمر الهندي (1974)، إلا أنها لم تلاق النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية ذلك الوقت . وبعد ذلك قل ظهوره مما اضطرة إلى تمثيله أدوار مساعدة مثل دوره في فيلم النمر الوردي يضرب مجدداً (1976).

مثّل عمر الشريف أدواراً كوميدية منها دوره في فيلم السر (1984)، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف الذي يساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه كما في فيلم المحارب الثالث عشر (1999)، كما ظهر أيضا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.

اشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء ، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية. قدم وللمرة الأولى في حياته مسلسلا تلفزيونيا بعنوان حنان وحنين وعُرض في شهر رمضان من عام 2007. عرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل امام والذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين ، وكان أول عرض لهذا الفيلم يوم الأربعاء 2 يوليو 2008.

فاز الشريف بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل عام 1966 في فيلم الدكتور زيفاغو ، ونال الكثير من الجوائز ففي عام 1962 رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد في فيلم لورنس العرب ، وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديراً لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم السيد إبراهيم وازهار القرآن لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.

لعمر الشريف بعض المواقف المحرجة التي تدل على عصبيته في الواقع ، في 27 أكتوبر 2011، فقد أعصابه وقيل أنه اعتدى بالضرب على معجبة كانت تريد التقاط صورة معه، طالباً منها أن تنتظر دورها وهي الصحفية والإعلامية عائشة الدوري. قبلها في العام 2003 اتهم بالاعتداء على شرطي في كازينو في باريس ، وعام 2007 بعدما ضرب عاملا في مرأب سيارات في بيفرلي هيلز رفض قبول عملات أوروبية، تم تغريمه من المحكمة وألزم الممثل الراحل حينها بأن يخضع لدورة تدريبية للتحكم في تصرفاته أثناء الغضب.

كان القمار جزءاً أساسياً في حياة عمر الشريف ، والذي ورثه عن والدته كلير التي كانت مقامرة لامعة، وكانت ندا لملك مصر السابق فاروق، وصرح في مقابلة له مع إذاعة bbc البريطانية في سنة 1987: "لا أتخيل نفسي وأنا لا أمسك ورقات الكوتشينة في أحد الأيام". على أن طقوس في حياة عمر الشريف أدت الى خسارة مالية فادحة أوصلته إلى الإفلاس والوقوع في فخ الديون؛ إذ خسر في إحدى الليالي 750 ألف جنيه استرليني، ما دفعه لبيع منزله في فرنسا، كما أنه خسر 20 ألف جنيه استرليني في 2003 في العاصمة الفرنسية، ما جعله يتنقل بين الفنادق. في 23 مايو 2015 أعلن نجل عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر حيث بدأ يعاني لتذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميّز بين معارفه.