عمرو وردة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عمرو وردة
بطاقة شخصية
الأسم الكامل عمرو مدحت وردة
الدولة مصر
مكان الاقامة اليونان
سنة الولادة 1993
النادي الحالي نادي أتروميتوس
مسيرة كروية
النادي النادي الأهلي
عام البداية مع المنتخب 2015
الالقاب الفردية أول لاعب يبكي حينما يخسر المنتخب .

عمرو وردة لاعب كرة قدم من مصر , مثال للحق المطلق لأي ذكر مصري في أن يفعل ما يشاء، طالما واظب على تقديم فروض الطاعة للرئيس ، والجيش ، والأزهر، وبابا وماما وغيرها من مؤسسات السيادة والسلطة. كادت منظومة القيم والأخلاق المصرية أن تتعرض لهزة قاتلة، كفيلة بقلب الموازين وهز عرش الرحمن، لولا أن هبّ شباب مصر ورجالها وذكورها، بل ونساؤها، للذود عن المنظومة، وتأكيد الحق . عمرو وردة، لاعب المنتخب المصري لكرة القدم، له الكثير من الإنجازات التي رفع بها اسم مصر. فهو أول لاعب يبكي حينما يخسر المنتخب، ومشهور بدموع الخيبة التي يسفكها على أرض الملعب بعد كل هزيمة.

لعمرو وردة إنجازات أخرى فاسمه في كبريات الصحف الرياضية، كواحد من أبرز نجوم التحرش في أوروبا والدول المتقدمة، وسجلّه حافل في معظم الدول الأوروبية حيث تلاحقه اتهامات التحرش في كل نادٍ وبلد يلعب فيه، حتى بلغ أعلى مراتب التحرّش في البرتغال حينما انتقل للعب في نادى فارينزي البرتغالي. فبعد أيام من وصوله، تحرّش بعدد من زوجات زملائه اللاعبين، الأمر الذي عرضه للطرد من الفريق بعدما احتلت صوره صدر الصفحات الرياضية البرتغالية رافعاً اسم مصر عالياً.

في مصر، جرى دائماً الاحتفاء بفضائح وردة باعتبارها إنجازات. فالولد، ما شاء الله، قادر على لعب الكرة والتحرش في الوقت ذاته. ورغم مستواه المتراجع كلاعب ، فإن له زميلاً قديماً، فخر العرب محمد صلاح، والذي لطالما مارس نفوذاً قوياً على جهاز المنتخب من أجل فرض وردة وعدد من أصحابه في لائحة المنتخب. كل الأمور كانت مستقرة، وخرجت حفلة افتتاح بطولة الأمم الأفريقية 2019 في صورة مشرّفة، حيث استعراضات الفنون الشعبية، والأهرامات، والفراعنة، وأغاني مصر يا فروة رأس أفريقيا وأم الحضارة وجَدّة الكوكب، وفرح الجميع وانتعشت الشوفينية والزهو المصري. لكن الأصابع السوداء التي تلعب في الظلام على الكيبورد، وفي مواضع معتمة أخرى، قررت أن تفسد فرحة المصريين.

ففي توقيت خبيث، وتزامناً مع البطولة، انتقلت الأصابع إلى السوشيال ميديا، لتعيد التذكير بفضائح وردة. بل وبدأت بعض الفتيات من ضحايا وردة، في نشر "سكرين شوت" لأحاديثه ومحاولاته معهن. وهي السجلات التي كشفت الأخلاق المصرية الذكورية الصميمة لوردة، والتي يفخر بها أي ذَكَر مصري حقيقي، فهو يطلب من أي فتاة محادثته بالفيديو أو إرسال صورها له، كما يقول التعبير بالانجليزية "ابعت لي أي حاجة". وإذا رفضت الفتاة الاستجابة له، يرسل فيديو لعضو من جسمه (ثمة اعتقاد راسخ لدى شباب مصر بإمكانية استثارة الإناث بصور الأعضاء الذكورية). وإذا ردّت عليه بأنها ليست مهتمة ورفضت أسلوبه، ينتقل إلى المرحلة التالية وهي سب الفتاة والتشهير بها وتهديدها.

وما إن ارتفعت أصوات ضحايا وردة، حتى هبّ شباب مصر ونساؤها للدفاع عنه. فالتطاول على وردة بصفته متحرشاً، هو اعتداء على القيم والمبادئ المصرية، بل إهانة بالغة لكل المصريين الذين تربوا على هذا القيم الجميلة. والاستراتيجية المتبعة في هذه الحالة، هي التشهير بالضحايا وقذفهن بالاتهامات والسخرية منهن، وخلق سحابة من الضوضاء والنكات المنحطة حولهن، بحيث يغيب صوت الضحية ويتحول الى "تريند" عابر.

الضربة أتت من خارج الحدود، حينما نشرت فتاة من المكسيك، محادثات بينها وبين وردة، تظهر عنفاً واضطراباً نفسياً يشكل نقطة مركزية في الوعى الذكوري المصري، وأضافت الى المحادثات فيديو يُظهر وردة وهو يستَمني. هنا كان لا بدّ من تدخل الأجهزة السيادية، فالمنتخب حالياً في مهمة وطنية بالغة الحساسية ومثل هذه التصرفات لا تشتت اللاعبين فقط، بل تنشر النجاسة في أجواء معسكر المنتخب. لذا صدر القرار، من دون تحقيقات، بإخراج وردة من المنتخب.

أصابع السوء في السوشال ميديا، روّجت لإيقاف وردة عن اللعب في المنتخب بأنه نتيجة لسلوكياته التحرشية، لكن الحقيقية أن إدارة المنتخب المصري لديها شعار مرفوع دائماً وهو "لا للنجاسة في المعسكرات". وسبق، في بطولات أخرى، اتخاذ إجراءات مماثلة وإيقاف لاعبين بسبب سلوكيات تتضمن أبعاداً جنسية. وحيث أن أي تصرّف جنسي خارج إطار الزواج يعتبر "نجاسة"، في عرف منظومة القيم المصرية، فكان اللاعبون يُطردون لأن النجاسة تجلب النحس، وتُبعد الملائكة التي يتخيل المنتخب أنها تلعب معه.

فَرِح أصحاب الأجندات الخارجية بطرد وردة من المنتخب، وأحسوا بأنهم انتصروا... وهو الأمر المستحيل. فمصر بلد ذكورى عسكري، لا مجال فيه لخطابات النسوية، إلا كأم، زوجة، أخت، أو بنت.. "وكل ستّ لها راجل يتردّ عليه". هذه المنظومة الراسخة، تعرضت لهزات بالتأكيد بعد ثورة 25 يناير، لكن مع صعود الرئيس السيسي إلى عرش مصر، أعاد التأكيد على تلك القيم والمبادئ، وشاهدنا كيف تعمل أجهزة الإعلام الرسمية على ترسيخ تلك الأفكار. فيمكن أن تفتح التلفزيون على أي برنامج أو مسلسل أنتج خلال السنوات الأخيرة، لتشاهد الصفعات تهوى على وجوه النساء، وتمثيل النساء دائماً إما كمكسورات الجناح يعشن في حِمى البطل الذَّكَر، أو "شِمال" منحرفات عقابهن النار والطرد خارج منظومة القيم.

لم يكن أبناء مصر ليسكتوا على طرد وردة. هبّ رجال مصر وذكورها، بقيادة الخلوق حارس منظومة القيم وفخر العرب، محمد صلاح، للدفاع عن زميلهم. بالانجليزية، كتب صلاح في تويتر مطالباً بمنح المخطئ فرصة ثانية، محذراً من خطورة استخدام المقصلة لأي شخص أخطأ، رغم أن أحداً لم يطالب بقطع أى عضو لوردة. لكن صلاح في موقفه يعطي درساً آخر للشباب المصري. فالصاحب له عند صاحبه ثلاث حاجات لا مجال لذِكرها هنا، لكن من بينها شهادة الزور، وأن تقف مع صاحبك في وقت الشِّدة. وصلاح لم يقصّر. فقد أعلن دعمه لوردة، وضغط في الخفاء من أجل عودته الى الملعب، وكذلك وقف كل لاعبي المنتخب مع وردة في موقف نبيل يكشف المعدن الأصيل لرجال مصر، ولقيم الرجولة التي تربّينا عليها.

بالطبع، ما إن أعلن صلاح موقفه في تغريدة، حتى سارعت وسائل الإعلام الأوروبية لانتقاده والتعليق بأن وردة حصل على أكثر من فرصة، ولم يتوقف عن التحرش، وبأنه يعاني مشكلة نفسية خطيرة، واقترحت على صلاح التكفّل بإرسال وردة إلى طبيب نفسي. لكن صلاح لم يتأثر، فهو يعلم أنه "لن يرضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملّتهم"، وهو كذَكَر مُسلم مصري لن يتخلى عن صاحبه.

أما وردة، فالتقط بدوره طرف الخيط، وظهر في فيديو ليعلن اعتذاره لأهله ولبابا وماما وعمو وطانط والمنتخب والجماهير واسم مصر. بالطبع، لم يعتذر وردة للضحايا أو النساء، فهذا يتنافى مع المنظومة. تتزايد الأنباء حول عودة وردة إلى المنتخب، في نصر جديد لمنظومة القيم المصرية. فلا يصح إلا الصحيح والرجال قوّامون على النساء. وتحيا مصر.