مصافحة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

المصافحة عملية يمتنع عنها المؤمن الحرامي الفاسد مع الستات كما امتنع محافظ مدينة البصرة العراقية عن مصافحة المبعوثة الأوروبية لحقوق الإنسان لدى زيارتها لمدينته لأسباب دينية , كما قال لها , مما أشعرها بحرج واضح شديد . بعد أن مدت يدها لمصافحته , فكتبت له قبل مغادرتها البلد : يا سيدي المحافظ... أقدر التزامك الديني... لكنني أعلم أن الإسلام يحرم أيضا السرقة والفساد...وبالنظر لما يقع في بلادك... فإنني أعتقد أن مصافحة النساء.. أهون عند الله من مصافحة اللصوص الذين تصافحهم .

كيف تريدون أن يتخلص هذا البلد من الرعونة والهرج والمرج وخلط السياسة بالطائفية التي تطبق شريعة تحلل وتحرم حسب تفسير متاجريها وحكامها.. بتناقض كامل مع ابسط مبادئ الحريات الإنسانية.. ومساواة المرأة بالرجل.. وأبسط عادات اللياقة واللباقة.. والتفاهم.. وخاصة مع مسؤولة حقوقية أممية ,جاءت لمساعدة العراق وشعب العراق, يا بشر. العراق اليوم بعدما كان عبر التاريخ وقبل ابتداع الأديان مهد أفضل الحضارات الإنسانية.. أصبح اليوم مستنقعا تختلط به الجريمة والفساد والجهل والغباء. والتخلف الحضاري والتعصب الراديكالي الديني.

نقطة على السطر. هذه الغرابة الاجتماعية والسياسية والبراغماتية من مسؤول حكومي مسلم مثقف عربي عراقي!!!...... يا للخجل... يا للخجل!!!...ما هذه الغطرسة الجاهلية.. والتراجع والتستر وراء الشريعة الإسلامية.. لمنافسة مظاهر الغطرسة والزعامة والتعربش وراء الإسلام وشريعة الإسلام.. للاتصاق بالسلطة.. وزعامة الإسلام... بينما البلد بحاجة ماسة للخروج من الخراب والجهل والبطالة والفساد.. وسيطرة الملالي والمشايخ على كل أنفاس وحياة البشر بهذا العراق المنكوب... ومساعدة البشرية كلها له..

كفى غطرسات إسلامية باطنية.. وتسابق بالغطرسات الإسلامية.. تجاه ممثلي الأمم الحضارية التي تريد مساعدتكم يا بشر.. للخروج من النكبات والفساد والإرهاب والفوضى.. وإخراج شعوبكم من الانفجارات والتفجيرات والخوف والعوز والفقر والحاجة والموت. ما ضيمك يا سيادة المحافظ.. وما خوفك من مصافحة امرأة تمثل مؤسسة عالمية أوروبية لحقوق الإنسان.. جاءت لتساعدكم.. ما دخل الشريعة الإسلامية.. وعاداتك وتقاليدك العرجاء.. إبق بخيمتك.. بعباءتك البدوية... بدلا من طاقم ماركة أرماني َArmani وقميص وكرافات وحذاء هيرمس Hérmès الباهظ الثمن الذي كنت ترتديه.. بقيمة غذاء وعلاج عائلة عراقية لمدة سنة أو أكثر.. على الأقل... بدلا من التمترس الغبي... تجاه ممثلة حقوقية... معتقدها الوحيد الحريات الإنسانية ومساواة المرأة بالرجل.. بلا أي تمييز عرقي أو طائفي... يا ممثل الدولة العراقية.. أو ما تبقى منها بمدينة البصرة العراقية.. المنكوبة المهزوزة الفقيرة.

لا نجد كلمات الغضب الكافية عندما رأينا صورة سيادتك رافضا يد السيدة الحقوقية الممدودة لـك.. للتحية.. وأنت ترفضها... بغباء كامل مخجل... وهي آتية لبلدك المنكوب.. لتقييم المساعدات الغذائية والعلاجية التي يحتاجها شعب بلدك.. وخاصة تقييم الحاجات الإنسانية المفقودة كليا... لدى شعب بلدك المنكوب الفقير...لا لدى المنتفخين المنعمين من أمثالك وأمثال حلقاتك الطائفية والعشائرية.. يا محافظ مدينة البصرة العراقية. صرخة إضافية غاضبة كاملة... ضـائـعـة... بوادي الطرشان والعربان... كالعادة! .