معاملة الأسرى في الإسلام

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جزء من سلسلة مقالات عن
الإسلام
خلافة إسلامية

الحجر الأسود
السنة
الشيعة
السلفية
الوهابية
أماكن عبادة

مواضيع ممنوعة
محمد بن عبد الله
تدوين السنة
تاريخ القرآن
الشيطان

المجتمع الإسلامي
المسجد
الحج
الصوم

معاملة الأسرى في الإسلام تبدأ مع قصة أول معركة , معركة بدر , الذي انتصر فيه الرسول محمد وأصحابه . تقول كتب السيرة أن النبي محمدا وأصحابه استطاعوا أسر سبعين أسيرا من الكفار المشركين من قريش . لقد وجد الرسول محمد نفسه أمام مشكلة الأسرى ، لذلك قام باستشارة أصحابه . أشار عليه أبو بكر بأخذ الفدية منهم ، وقد فسرت الفدية هنا بأخذ المال من الميسورين منهم ، وقيام كل واحد من الفقراء منهم بتعليم عشرة من أبناء المسلمين . وأشار عمر بن الخطاب عليه بقتل الأسرى . أخذ النبي برأي أبي بكر . وعندها نزلت الآية التي تقول :

مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( الآية 69 من سورة الأنفال )

في هذه الآية يعاتب الله الرسول على إبقاء الأسرى أحياء مقابل المال ، ومعناها أن قتلهم فيه ثواب وأجر في الآخرة . وهناك آية أخرى تتكلم عن الأسرى وهي :

فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ، فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ( الآية 4 من سورة محمد )

يقول بعض المفسرين أن هذه الآية نسخت بآية أخرى هي : فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم ( الآية 57 من سورة الأنفال ) . في الآية 4 من سورة محمد ، يقصد إذا لقيتم الكفار والمشركين ، وغلبتموهم فشدوا وثاقهم ، ولكم الخيار بين إطلاق سراحهم أو أخذ الفدية منهم . ونلاحظ أن هذه الآية متناقضة في الحكم مع الآية 69 من سورة الأنفال ، وللخروج من هذا المأزق ، قال المفسرون أنها نسخت بالآية 57 من سورة الأنفال . المقصود بالآية 57 هي أن الله يخاطب المسلمين ويقول لهم : إذا لقيتم الكفار والمشركين في الحرب فنكلوا بهم أي اقتلوهم شر قتلة ، حتى يتفرق من يأتون من بعدهم من أنصارهم . فيما يلي حالات قتل فيها النبي أسراه وهي :

  • قتل الأسيرين عقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث يوم بدر.
  • قتل النبي للأسير الشاعر أبي عزة يوم غزوة أحد التي انهزم فيها المسلمون .
  • قتل النبي للأسرى من يهود بني قريظة ويتراوح عددهم بين 600 و700 أو أكثر.
  • قتل النبي للأسير عبد الله بن خطل يوم فتح مكة ، حيث قال لأصحابه اقتلوه مع ثلاثة آخرين حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة .

واعتمادا على ما سبق ، فالشريعة الإسلامية تعامل الأسير إما : بالقتل ، ويكون بجز رقبته من الخلف وبالسيف , بالاسترقاق ، أي الاستعباد , بالمن ، أي إطلاق سراحه ، حسب المصلحة , تبادل الأسرى , بالفداء ، أي أخذ فدية مبلغ من المال مقابل إطلاق سراحه .

إذا نظرنا من ناحية شريعتنا الإسلامية ، فليس من حقنا أن نلوم إسرائيل على قتل المئات من الأسرى المصريين بعد هزيمة حرب الأيام الستة في الخامس من جوان 1967 . وإذا تناولنا ما نقوم به نحن وما قامت به إسرائيل من ناحية القانون الدولي المعاصر واتفاقية جنيف ، فإن سوء معاملة الأسرى والجرحى يعتبر جريمة ضد الإنسانية .

حادثة مقتل عمرو بن هشام بن المغيرة الملقب بـ أبي جهل ، الذي جرح في معركة بدر . بينما هو يحتضر ، أبصره الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ، فصعد على صدره ومسكه من لحيته للانتقام منه لأنه كان من المعارضين الأشداء للدعوة المحمدية . عندها قال عمرو لابن مسعود : لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم . وبالطبع قام هذا الصحابي الجليل بالإجهاز على هذا الجريح . لقد وصفوا لنا عمرو بن هشام بأسوأ الأوصاف ، وبأنه عدو الله اللدود ، وبأن قتله كان فيه نصر للإسلام . ألم يأت الإسلام لتأليف القلوب ؟ ألم يقل القرآن : « أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ». كيف نعتبر عبدالله بن مسعود صحابيا جليلا وقد قتل أسيرا يصارع سكرات الموت ؟ وكيف نذم رجلا بقي وفيا لمبادئه حتى وهو في آخر رمق من حياته ؟

تعلمنا في مدارس البلدان العربية والمستعربة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، لذلك فقد يقول قائل أن تلك التصرفات حدثت في سياق تاريخي معين . لكن كثيرا ما نسمع عن قيام الجماعات الإسلامية المتطرفة كتنظيم داعش بقتل الجنود العراقيين والسوريين الذين يقعون أسرى لديها . هل تصرفات هذه الجماعات آتية من فراغ ، أم أنها تستند إلى نصوص شرعية تعود إلى بداية ظهور الإسلام ؟